أسماء الشرقي تشكيلية من تونس، إضافة إلى كتابتها الشعر، بدأ هوسها بوجوه بشرية، وكبرت كي تتورط في التشكيل، وللأزرق لديها فلسفة الإحياء في أنفاسها، وكثيرا ما ينساب ماء جماليا، قد تقاطع لوحتها بعد انغماس، بيد أنها تؤوب دوما، ربما هروبا من شعور عابر بالوحدة والقلق، ولأنها شاعرة ترى العلاقة بين القصيدة واللوحة زواجا أبيض، تلك هي أسماء وبعض من عوالمها التشكيلية التي ارتأت أن تبوح بها لـ«القدس العربي»..
■ من أي الألوان جاءت أسماء الشرقي للتشكيل؟ وما هو أوّل رسم تتذكرينه في طفولتك؟
□ من تراب الأرض المعطاء وخضرة زياتين بلادي، من خفق زهرة السوسن ورقصة زهرة الأقحوان تلوّن خيالي، من سماء خجلة وشمس وارفة. باختصار من ألوان الخلق عرفت الجمال ونمت داخلي بذرة التشكيل. أتذكر أو هكذا ألهمني خيالي أن أوّل رسومي كانت وجوها آدمية في شكل فراشة وعصافير ملونة في وضعية تحليق، هكذا كنت أرى العالم وأحلم بأن يكون. رسوم طفلة عاشت في أحضان طبيعة بكر لا تلوثها أيادي البشر.
■ كيف تتعاملين مع الألوان، كيف تختارينها، وما دورها في جمالية اللوحة؟
□ دائما أبحث عن الألوان المختلفة والشفافة التي تساعدني على استنطاق اللوحة، وقد بتّ أجدّد في أساليب الرسم والتلوين، لأن الرسم كالكتابة يموت لحظة الشعور بالاكتمال والرضا.
■ ومَن هو معلمك الأوّل الذي اكتشفك فنياً؟
□ لم يكن التشكيل في حياتي واقعا أكاديميا، رغم أنني تمنيت أن أوجه دفة دراستي إلى كلية الفنون الجميلة، لذا نقول «معلم واكتشا» فهذا أمر لم يكن ليحدث، غير أن مسألة العودة للرسم بعد خربشات الطفولة كان وليد صدفة ورهان وقد وجدت التشجيع المبدئي من صديق لي فنان تشكيلي قدم لي بعض النصائح النظرية أهمها: الصبر في تقصي تفاصيل الصورة.. وتمثل الواقع عند لحظة نسج الخيال، وكذلك إتقان لعبة الظل والضوء. وهكذا انطلقت في الدراسة والبحث والتمعن في تجارب المدارس الكلاسيكية والحديثة، بدءا بليوناردو دافنشي وبيكاسو ومرورا بكلود مونيه وسلفادور دالي، وانتهاء بالتجارب الفنية المعاصرة للفنانين التشكيليين العرب والأوروبيين وصرت أرسم بنهم، فمرة أنجح ومرات أخفق، وأكرر التجربة. شاركت في معارض فنون عديدة في تونس وخارجها، وأقمت معرضا فرديا لقي نجاحا ملحوظاً. وهكذا أتلمس لنفسي سبيلا وسط هذه الأشكال والألوان والرؤى.
أبحث عن الألوان المختلفة والشفافة التي تساعدني على استنطاق اللوحة، وقد بتّ أجدّد في أساليب الرسم والتلوين، لأن الرسم كالكتابة يموت لحظة الشعور بالاكتمال والرضا.
■ دائما ما يتكرر الباب واللون الأزرق في لوحاتك، ما الحكاية؟
□ نحن نختزل كلنا في أجزائنا، ونبحث ما حيينا عن جوهر وسرّ يشفي هذا البحث المتواصل. أبوابي فواصل من رحلة بدأت وقد تدوم وقد تنتهي وكل ما أرنو إليه هو القفز على العتبات والتماهي مع الأقفال، علّني أراني داخلها.
أما الأزرق فهو فلسفة البعث في أنفاسي، ولست الأولى أو الأخيرة التي ولهت بهذا اللون وأبعاده المتموّجة فابن خفاجة وبشّار بن برد وغيرهما تفنّنوا في تفصيل معاني وإيحاءات هذا اللون وآخرهم الشاعر المغربي محمد بنّيس، الذي كتب ديوانا جميلا تخيّر له عنوانا: «الأزرق» ومن أجمل ما التصق بذائقتي قوله:
«لأنّهُ الأزرق
لأنّه التّقاطع المحْض
أقذِفُ كُتلَةَ جسدِي كامِلَةً
في احتِمَالٍ ألاّ أعُودَ
مِن تَوَحُّدي مَعَهُ»
■ وأي علاقة بين الشعر والفن التشكيلي؟
□ كلاهما وجه لعمق واحد، والدليل أنّني كتبت القصيدةَ وحوّلتُها إلى لوحةٍ وأَغلبُ قصائدي هي لوحات، والعكس بالعكس. ففي مجموعة «ذاكرة اللّغات» لعبت الصورةُ القادح الأوّل في كتاباتي فصورت اليومي والعادي والخارق اللامرئي.
كما كان لي الشرف أن تكون بعض لوحاتي واجهات لكتب أدبية في مختلف الأجناس: الرواية والمسرحية والقصة القصيرة.
■ ما الذي يعيدك للوحة بعد الانقطاع؟
□ ما يعيدني إلى لوحة غير مكتملة هو ضيق النّفس وقصور اللغة أمام التعبير، أو ربما الإحساس القاتل بالوحدة والرغبة في التجلّي داخل الألوان.
■ وأنت ترسمــــين لوحاتك، ألا تخشين الرقيب؟
□ كشاعرة عشت هذا الإحساس بل وتلبّس بي في مرحلة أولى من كتاباتي وأعمل بتحدّ على نزعه والتّملي بحرّية الشعور والحرف، غير أنّني أجد نفسي في اللون أكثر تحررا وانطلاقا، بل لعلني أرتق خجل حرفي بتجاسر ألواني وأشكالي. أرسم الأنثى بكل تفاصيلها الحارقة ولألبسها ألواني من الأحمر المربك وأمدّ خطى أشكالي نحو المثير المتغير، وأعترف بأنّني سعيدة بذلك.
■ من يرسم اللّوحة، هي التّي ترسم نفسها أم الكامنُ في أعماقكِ؟
□ أحيانا أجدها بدون وعي ترسمني في حالة هستيرية غير مفسّرة وأترك لها العنان ثم أفيق من غفوة اللاشعور اللذيذ بإبداعٍ يروق لي. ومرارا أرسمها بفكرة تسكنني أو مبحث أترجى أن يطفو لونا وصورة.
■ ما هي المدارس الفنية التّي يمكن تصنيف لوحاتك ضمن عالمها؟
□ لا أجد سهولة في الردّ لسببين أّولهما أنّني أريد أن أترك المجال للمتذوق الفني كيف يحكم وربما يصنف لوحاتي في خانة أكاديميّة ما، وثانيهما أنّني ما زلت أبحث عمّا من شأنه أن يرضي غرور ريشتي لأستقرّ على نافذة واحدة ترسمني بصمة للمستقبل.
في قمة الروعة. .
موفقة أستاذة اسماء.
سبحان الله، إشكالية معنى/مغزى الموت والحياة، وتناقض الفرق بينهما، لدى الإنسان الحالم، والإنسان والأسرة والشركة المُنتجة للمُنتجات الإنسانية،
يلخصها عنوان (التشكيلية التونسية أسماء الشرقي: الرسم كالكتابة يموت لحظة الشعور بالاكتمال والرضا)، على الأقل من وجهة نظري، على أرض الواقع، والأهم هو لماذا؟!
كورونا، أثبت فشل نظام الأمم المتحدة، بداية من منظمة الصحة العالمية، تجاوز عقلية التمييز بين البدون والعضو،
تايوان (البدون)، أبلغت المنظمة، ولكن خوفاً من الصين (العضو)، لم يتم التعامل بجدية بواسطة الموظف المسؤول،
خوفاً من العقوبة، للمحافظة على رزق أولاده، لأنه عبد للراتب الذي تدفعه الأمم المتحدة لموظفيها، مقارنة مع راتبه في دولته، فأدت إلى تفشي المرض حول العالم،
وهو تكرار لما حصل مع خطبة الرئيس المصري في طهران، في مؤتمر التعاون الإسلامي، من قبل موظف الترجمة، يوم 30/8/2012
https://youtu.be/wRxfW9QSN2Q
فقام بتأويل الترجمة باللغة الفارسية بعيداً عن حقيقة ما ورد في الكلمة باللغة العربية، في بث مباشر، خوفاً من العقوبة، والخصم من الراتب بالمحصلة،
وهو إثبات عملي من وجهة نظري، عبودية موظف النظام البيروقراطي للراتب، بعيداً عن النزاهة والمصداقية وعدم الغش أو الفساد في أداء الوظيفة،
ولذلك نحن في حاجة إلى تطوير مفهوم الأتمتة الصيني، بواسطة منافس دولي (مشروع صالح التايواني)، ومنافس محلّي (بيت الحكمة، وتطوير مفهوم التدوين لأي ترجمة انسانية، من لغة أي دولة).??
??????