..مؤتمر “الاستجابة” ينهي أعماله والسلطة مهتمة بـ”إدارة المعابر”

بسام البدارين
حجم الخط
0

عمان- “القدس العربي”: عمليا في النقاش حول الأجندة السياسية لمؤتمر الإستجابة الإنسانية للأوضاع في غزة والذي أنهى فعالياته مساء الثلاثاء في منطقة البحر الميت يمكن رصد وملاحظة تركيز الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفة حصرية على “جاهزية السلطة لاستلام المعابر” والإشراف على الإغاثة لأهل قطاع غزة فقط.

خطاب الرئيس عباس ركز بوضوح على إبلاغ المنظمات الدولية المتعددة الحاضرة بأن”السلطة جاهزة”.
لكن البيان الختامي للمؤتمر لم يتضمن أي نص مباشر يطالب بتسليم إدارة المعابر وعمليات الإغاثة للسلطة وأجهزتها مع ان عباس تحدث بالمقابل عن “جاهزية الحكومة الجديدة” في محاولة فسرت على أنها دفع باتجاه قبول المنظمات الدولية لحكومة الدكتور محمد مصطفى.
برز ذلك في الوقت الذي كرر فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبارات مصر الكلاسيكية عن الأزمة الإنسانية و ضرورة وقف إطلاق النار، وأيضاً، التقدم باجندة سياسية مباشرة تشرح الدور المصري أو ما الذي ستفعله بالايام المقبلة.
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بدوره في خطابه قال إن الإغاثة والاستجابة الإنسانية ينبغي لهما أن لا تنتظرا توقف إطلاق النار بعد الآن، الأمر الذي يوحي ضمنا بأن الأردن يفكر بتفعيل وتشغيل مسار الإغاثة بعيدا عن اعتبارات التوصل لإتفاق في الصراع العسكري.

تحدث ملك الأردن عن كارثة إنسانية وعن عدد كبير من الضحايا سقط كما لم يحصل في أي نزاع آخر في المنطقة في قطاع غزة داعيا إلى تجاوز البعد السياسي في مسالة الاتفاق على وقف النار والمبادرة بإرادة جماعية وفورا للانطلاق وإرسال عدد ضخم من قوافل المساعدات الى أهالي قطاع غزة.
في التفاصيل الأردنية أيضا تحديد لقائمة الاحتياجات بما في ذلك المواد الغذائية والطبية والأدوية والمستلزمات المعيشية والصحية والملك قال بأن المطلوب إرسال مئات الشاحنات بصفة يومية معتبرا أن إرسال تلك الشاحنات عبر الممرات البرية الأردنية الى قطاع غزة هي الوسيلة الأكثر فعالية و الأفضل و الأنجع.
وألمح العاهل الأردني إلى أنه في حال التواصل لوقف إطلاق النار فإن بلاده تبحث إرسال طائرات خاصة لنقل المساعدات بسرعة و بحمولات ثقيلة لكن اعتبر أن الجانب البري هو الأساس في تقديم الإغاثة اللازمة وانتقد ضمنا صمت المجتمع الدولي على الوضع الكارثي للإنسان في غزة وملف ربط المساعدات وإدخالها بوقف إطلاق النار.
وطوال نهار الثلاثاء إتخذت ترتيبات أمنية وسياسية وإعلامية بارزة في منطقة البحر الميت لتنظيم وإستقبال الزعماء وقادة المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في قطاع غزة في منطقة البحر الميت التي أغلقت أمنيا وانعقد المؤتمر في إطار مبادرة ملكية .
شاركت أكثر من 30 منظمة إنسانية ودولية مهتمة بالإغاثة و الجوانب الإنسانية في مؤتمر البحر الميت و شارك الأمين العام للأمم المتحدة و كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي، الأمر الذي اضفى ثقلا سياسيا على هذا المؤتمر الذي سينتهي بوضع أجندة وجدول أعمال لتنشيط المسار البري بين الأغوار و معبر كرم أبو سالم بالتنسيق مع مصر .
وسيحاول تأسيس حالة يمكن أن تسمح بإعادة فتح معبر رفح الذي ترفض السلطات المصرية فتحه مجددا إلا في حال ابتعاد الجيش الإسرائيلي عنه وهو الأمر الذي يبدو أنه بحث بين القادة المشاركين.
البيان الختامي تضمن دفاع المؤتمر عن وكالة الأونروا ودورها ورفض التهجير ودفع بإتجاه فتح المزيد من الممرات الإنسانية وأعرب عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع في الضفة الغربية وطالب بإنهاء العملية العسكرية في رفح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية