التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية: عدد المسلحين الأجانب في سورية سيصل إلى 100ألف خلال سنة يشكلون قاعدة ضخمة للجهاد العالمي بالقرب من الحدود مع تل ابيب

حجم الخط
0

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: كشف السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن، البروفيسور ايتمار رابينوفيتش، عن انقسام غربي حول الملف السوري بين مذهبين: الأول، متخوف من سيطرة تنظيم القاعدة، معتبرًا أن نظام الرئيس السوري الحالي، د. بشار الأسد، أخف الضررين. والثاني، يرى أن انتصار تحالف روسيا وإيران وحزب الله اللبناني ونظام الأسد سيُعرض الغرب لخطر أكبر بكثير، وأن هناك سبل شتى للتعامل مع المسلحين بعد سقوط الرئيس الأسد، على حد قوله.
وأوصى رابينوفيتش أمريكا والغرب بعدم الاختيار بين الاثنين، وأنه يجب زيادة الاستثمار في المعارضة العلمانية. وفي نفس السياق، أكد كبير المحللين في صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبرية، ناحوم برنياع، أن اعتبار طرفي الصراع في سورية خطر على أمن العالم في المنطقة يُشكل السبب الرئيسي في حالة الحيرة التي تنتاب الولايات المتحدة الأمريكية والغرب حول كيفية التعامل مع الحرب السورية، مشيرًا إلى أن هذا التباين كان ظاهرا أثناء اجتماع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أفيف كوخافي، مع مسؤولين أمريكيين كبار في واشنطن قبل عدة أسابيع حيث ناقش معهم، كما قالت ‘يديعوت أحرونوت’ الملف السوري وتداعياته وإسقاطاته على الدولة العبرية.
وأشار المحلل الإسرائيلي، صاحب الباع الطويل مع صناع القرار في تل أبيب، إلى أن التقديرات الإسرائيلية تتحدث عن 25 ـ 30 ألف مسلح في سورية يأتون من كافة أنحاء العالم، وأن (جبهة النصرة) فرع تنظيم (القاعدة) تُشكل أخطر المنظمات الجهادية الـ 7 هناك، وقد أنبتت في الآونة الأخيرة جذوراً في شبه جزيرة سيناء، وأعرب المحلل بارنيع عن قلق دولة الاحتلال من تجاهل الغرب للتطورات في سورية أمام تقديرات بأنه سيوجد هناك 100 ألف مسلح في غضون سنة، وهذه قاعدة ضخمة للجهاد العالمي بالقرب من الحدود مع الدولة العبرية، على حد قوله.
من ناحيته قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال في الاحتياط، غيورا آيلاند لإذاعة جيش الاحتلال حول حقيقة المعلومات عن وصول عناصر إسلامية معادية لإسرائيل في الأسابيع الماضية إلى سورية، الأمر الذي من شأنه أن يُحول هضبة الجولان إلى منطقة تهديد حقيقي على غرار الحدود مع قطاع غزة ولبنان، قال إنه لا يعتقد بأن الأمور ستصل إلى هذه الدرجة، لافتًا إلى أن الفرق بين سورية وكلاً من لبنان وسيناء وغزة هو وجود حكومة هي من تعطي الضوء الأخضر لحدوث مثل هذه التهديدات أو منعها، وتابع أن الحكومة هي العنوان الذي من الممكن ردعه، ونحن ندير ذلك بنجاحٍ تامٍ في لبنان وفي غزة، ولكن للأسف في سيناء لا يوجد من نردع هناك، لأنها منطقة لا تخضع لسيطرة أحد، مضيفًا أنه بالنسبة لمنطقة الجولان فإنها ستصل إلى مثل هذا الوضع حتى يصل من يسيطر عليها.
وفي معرض رده على سؤال قال إن هضبة الجولان ستجذب إليها العديد من هذه العناصر، حيث أن جزء منهم جاءوا من العراق وهم يُفضلون المكوث في هذه المنطقة، والعمل من خلالها ضد إسرائيل، وهذا حسب رأي التخوف الأكثر منطقية ومعقولية، ولا أريد المبالغة في أهميته وخطورته، قال الجنرال آيلاند. وحول قدرة تنظيم القاعدة على بناء معسكر له في هضبة الجولان، قال: لا شك أنه من ناحية إسرائيل في حالة وجود أعداء، فمن الأفضل أن تكون سلطة مسيطرة كالأسد أو أي شخص أخر، أو على سبيل المثال كما الأمر في غزة حيث تسيطر هناك حكومة حماس وهذا وضع مفضل من عدم وجود أي شيء. وخلص إلى القول إن هذه التهديدات ممكن أنْ تُشكل خطرًا حقيقيًا واستراتيجيًا لإسرائيل في حال غياب السلطة المسيطرة سواء كانت من قبل أحزاب أو اتجاهات تملأ الفراغ بعد سقوط نظام الأسد، وهذا سيناريو خطير ومحتمل أن تتحول سورية إلى ساحة فوضى.
في السياق ذاته، نقل موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبرية على الإنترنت، أمس، عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، قوله إنه يتطور أمام أعيننا، وعلى أبوابنا مركزًا للجهاد العالمي على نطاق واسع، فهم يؤسسون أنفسهم في دولة ليس لإسقاط نظام الأسد، وإنما للدفع بعملية إقامة دولة الشريعة الإسلامية، ولفت الموقع إلى أن أقوال الجنرال كوخافي تلك جاءت خلال حفل تخريج ضباط استخبارات، بعد وقت قصير من عودته من زيارة عمل إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، تناولت، من جملة ما تناولته، ما أسمته المصادر التي تحدثت للموقع الإسرائيلي تفكك سورية، على حد تعبيرها. علاوة على ذلك، لفت الموقع العبري إلى أن الجنرال كوخافي أدلى بأقوال مماثلة لكبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الأمريكية. وقال إن سورية تشكل نموذجًا مقلقًا جدا، فهي تجذب إليها آلاف الجهاديين والمتطرفين الإسلاميين من المنطقة والعالم، على حد تعبيره.
وبحسب الجنرال كوخافي فإن التمركز الإسلامي في سورية لن يؤثر على سورية فحسب، وليس على حدود إسرائيل فقط، وإنما سيُلقي بظلاله السلبية على لبنان والأردن وسيناء أيضًا، على حد قوله.
وزاد الجنرال الإسرائيلي قائلاً إنه من الممكن أن تحمل رياح التغيير فرصًا وبشائر على المدى البعيد، ولكن على المدى القريب تتصاعد المخاطر، وتبرز في بعض الجبهات بذور تهديدات جديدة، كما قال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية