بروكسل-’’القدس العربي’’- من آدم جابر:
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، إلى بروكسل لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) -التي تفتتح اليوم الأربعاء، وسط توتر شديد بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، الذين يتساءلون بخصوص نوايا الرئيس الأمريكي الذي يواصل إطلاق التصريحات المدوية.
وقبيل إقلاع طائرته من واشنطن، واصل ترامب تغريداته المدوية، قائلاً إن العديد من بلدان حلف الشمال الأطلسي لا تحترم التزاماتها من حيث الإنفاق العسكري. فقد دعا الرئيس الأمريكي مرارًا وتكرارًا الأوروبيين إلى زيادة إنفاقهم العسكري للوفاء بالتزامهم بزيادة هذه النسبة إلى 2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام 2024، مشيرا إلى أن الإنفاق العسكري للولايات المتحدة في عام 2018 شكّل ما يقرب من 70 في المائة من إجمالي الإنفاق العسكري لجميع بلدان حلف الناتو البالغ عددها 29. واعتبر ترامب أن هذا الأمر غير عادل بالمرة بالنسبة لدافعي الضرائب الأمريكيين، لذلك ’’ يجب من الآن فصاعدا على دول الناتو أن تدفع المزيد، مقابل دفع الولايات المتحدة لما هو أقل ’’.
ويبدو أن الأرقام الجديدة التي صدرت يوم الثلاثاء تؤكد أقوال الرئيس الأمريكي، حيث أن سبع دول فقط -المملكة المتحدة واليونان ولاتفيا واستونيا وبولندا وليتوانيا ورومانيا -هي وصلت أو تقترب من الوصول في عام 2018 إلى الهدف المحدد (زيادة الانفاق العسكري بـ 2 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي).
وفي هذا السياق، أقر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، يوم الثلاثاء،’’ أن تقاسم العبء ليس عادلا’’، لكنه أوضح في نفس الوقت أن’’ أوروبا الآن تنفق الكثير على الدفاع أكثر من روسيا وبقدر ما تنفق الصين’’. من جانبه، صرح دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي أن أوروبا كانت “أول من استجاب” بعد هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 على الأراضي الأمريكية، حيث إن “870 رجلاً من الرجال والنساء الأوروبيين” “ضحوا بأرواحهم” في أفغانستان.
وقد تم حشد حوالي 2400 من ضباط الشرطة و1000 جندي بلجيكي لتأمين قمة الناتو التي تستمر ليومين. وبعد ذلك، سيتوجه دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة يوم الجمعة للاجتماع برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، على أن يلتقي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي يوم الاثنين، في أول قمة ثنائية تاريخية بينهما.