التوتر الشديد يخيم على أجواء القدس المحتلة.. سلطات الاحتلال تصدر أوامر إخلاء ومصادرة وهدم لـ30 منزلا

حجم الخط
3

رام الله- “القدس العربي”:

تعيش مدينة القدس المحتلة حالة من التوتر الشديد، قد تدفع بالأوضاع نحو الانفجار في أي لحظة، بسبب الإجراءات الاستيطانية التي اتخذتها سلطات الاحتلال، ضد عدد من عوائل المدينة، من خلال إنذارهم بهدم ومصادرة 30 منزلا خلال 24 ساعة الماضية، في وقت شنت فيه قوات الاحتلال بالرغم من أجواء البرد والمطر الشديد حملة اعتقالات كبيرة.

وتشهد أحياء وبلدات المدينة المقدسة حالة غضب شديدة، بعد القرارات الاحتلالية الأخيرة ضد عدد من عوائلها، ولا يستبعد أن تتحول حالة الغضب لفعاليات شعبية ومواجهات، قد تتوسع دائرتها، في حال أقدمت سلطات الاحتلال على تنفيذ مخططات الهدم والاستيلاء، والتي جاءت في ظل تشديد الاحتلال قبضته ضد الأهالي وتحديدا ضد المصلين في المسجد الأقصى، باعتقال عدد منهم، ومنع آخرين وبينهم قامات دينية كخطيب المسجد عكرمة صبري من دخول الأقصى لمدة أسبوع قابلة للتجديد.

يشار إلى أن سلطات الاحتلال وتحسبا لانفجار حالة الغضب الشعبي، بالتزامن مع إحيائها “ذكرى المحرقة”، ووصول العديد من رؤساء وملوك العالم للمشاركة في تلك الفعاليات، أقرت خطة عسكرية ستحول من خلالها المدينة إلى ما هو أشبه بـ “ثكنة عسكرية”، بنشر 11 ألف عنصر شرطة في القدس بدءا من الثلاثاء، لتأمين مواكب الزوار.

وأصدرت محكمة إسرائيلية صباح الإثنين حكما نهائيا بخصوص أربعة أوامر هدم تقع في منطقة “أ” في منطقة واد الحمص، لتشرعن المحكمة موقف جيش الاحتلال للمرة الثانية بهدم منازل في هذه المنطقة، التي تتبع السلطة الفلسطينية، بحجة القرب من الجدار الفاصل.

وتعود المنازل للمواطنين نعيم عليوة، وأسامة حمد، ومحمد أبو طير، ومبنى للمواطن نعيم الأطرش، والجدير ذكره أن ذلك الحي شهد في شهر يوليو الماضي هدم الاحتلال 11 بناية تضم أكثر من 70 شقة في المنطقة.

وكانت محكمة تابعة للاحتلال أصدرت، مساء الأحد، قرارا بإخلاء بناية عائلة ناصر الرجبي في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، لصالح “جمعية عطيرت كوهنيم الاستيطانية”، وقال مركز معلومات وادي حلوة، ولجنة حي بطن الهوى، في بيان مشترك، إن المحكمة ردت اعتراض العائلة على البلاغات القضائية التي كانت قد تسلمتها من جمعية “عطيرت كوهنيم” عام 2016، وبدأت منذ ذلك الوقت تخوض صراعاً في المحكمة لإثبات ملكيتها في العقار والأرض.

وأضاف البيان أن البناية السكنية مؤلفة من 3 طوابق (3 شقق سكنية)، تأوي 16 فرداً، بينهم أطفال وكبار سن ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرا إلى أن الأرض مقام عليها حوالي 35 بناية سكنية، وجميع سكانها يعيشون في الحي منذ عشرات السنين، بعد شرائهم الأراضي والممتلكات من أصحابها السابقين بأوراق رسمية.

وليس بعيدا عن تلك السياسة الاستيطانية، التي تعمل من ورائها سلطات الاحتلال على ترحيل سكان القدس قسرا، أخطرت بلدية الاحتلال أيضا أصحاب 22 منزلا، في حي باب السلسلة بالقدس المحتلة، بإخلائها نتيجة تشققها بفعل الحفريات الاستيطانية أسفلها، وتشير المعلومات إلى أن تلك الحفريات التي تنفذها إسرائيل أسفل المنطقة تهدد 200 مقدسي بالإخلاء من منازلهم.

وكانت سلطات الاحتلال طلبت من عدد من أصحاب المنازل في بلدة العيسوية في القدس المحتلة، عبر إخطارات وزعتها، بهدم منازلهم بأيديهم، وإلا ستقوم هي بهدمها وتغريمهم تكلفة مالية كبيرة.

ويشار إلى أن سلطات الاحتلال صعدت مؤخرا من عمليات هدم منازل المقدسيين، ووثقت تقارير متخصصة مضاعفة أعداد المنازل التي هدمت بحجج عدم الحصول على التراخيص العام الماضي، عن الأعوام السابقة بشكل كبير.

كذلك أمنت شرطة الاحتلال الخاصة، الإثنين، عملية اقتحام جديدة شارك فيها عشرات المستوطنين، لباحات المسجد الأقصى المبارك.

وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة أن 102 من المستوطنين بينهم 70 طالبًا يهوديا اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية، ونظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم.

ودخل هؤلاء من “باب المغاربة” قبل الخروج من “باب السلسلة”، في وقت عمدت فيه قوات الاحتلال على عرقلة دخول المصلين الفلسطينيين للمسجد فترة الاقتحامات.

وفي سياق قريب، شنت قوات الاحتلال سلسلة عمليات دهم طالت العديد من مناطق الضفة الغربية والقدس، وانتهت باعتقال عدد من المواطنين، واعتقلت قوات الاحتلال مواطنين اثنين من ضواحي أحدهم من بلدة العيزرية شرق القدس، والثاني من منطقة الرام شمال المدينة المحتلة.

مواجهات شعبية ومداهمات أفضت لاعتقال 15 مواطنا بينهم طفل من الضفة

واندلعت مواجهات شعبية حامية في بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية شمالي الضفة، تخللها رشق شبان البلدة جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، فيما استهدف الاحتلال الشبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع، وتخلل اقتحام البلدة قيام جنود الاحتلال بمداهمة عدد من منازل البلدة وتفتيشها.

ومن قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال مواطنين، خلال دهم لبلدة جيوس، تخللها تفتيش منازل ذويهم، وتعمد تخريب محتوياتها.

واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، الإثنين، أربعة شبان من محافظة رام الله والبيرة، وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت الشبان خلال عمليات دهم لبلدة أبو شخيدم، ومخيم الجلزون.

كذلك اعتقلت قوات الاحتلال طفلا وشابين من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة، وقالت مصادر من المدينة إن الاحتلال اعتقل الطفل أمير أحمد طقاطقة (16 عاما)، وشابا آخر من بلدة بيت فجار جنوبا، وشابا آخر من قرية مراح رياح، بعد دهم منازل ذويهم وتفتيشها.

كما اعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين من محافظة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، وذلك خلال عمليات دهم طالت بلدات يطا ودورا، تخللها تفتيش منازل المعتقلين وتعمد تخريب محتوياتها.

وفي السياق ذاته، فتشت قوات الاحتلال عدة منازل في مدينة الخليل، ونصبت حواجزها العسكرية على مداخل بلدتي سعير وحلحول، ومدخلي مدينة الخليل الشمالي والجنوبي، وعملت على إيقاف المركبات وتفتيشها والتدقيق في بطاقات المواطنين، ما تسبب في إعاقة مرورهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    قدسنا الشريف ينادي من له شرف! هل بقى لدى حكامنا شرف؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول علي:

    استغرب من ( الشباب ) الفلسطينيين.هل جندي مغتصب يحمل بندقية تخشون مواجهته ؟ ألم تقاوموا من قبل؟ كنا نقف للدبابة الأمريكية في الشاع العام وعندما تمر نرمي القنبلة اليدوية على البرج فتتناثر.قاوموا اخرجوا ولا تنتظروا الأوامر من السياسيين.فالجهاد لا يأخذ أذنا إلا من لدن الله.

  3. يقول Kamal-UK:

    As long as Muslims sit on their bottom, and wait for god to do something while day-dreaming, they will not regain one inch of Palestine! It’s the bitter truth

إشترك في قائمتنا البريدية