الثوابت الايرانية بين واشنطن ودمشق!

‘ لا العقل ولا القرآن الكريم ولا الشعب يمنحنا مثل هذا الحق: ان نتراجع قيد انملة عن ثوابتنا وحقوقنا المشروعة’ والكلام للجنرال محمد علي جعفري القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية وهو يعلق على مقولة الامام القائد السيد علي خامنئي التي باتت تعرف بـ’الانعطافة البطولية او الثورية’!
لكن اهمية هذا التصريح تأتي عشية انطلاق المباحثات بين طهران ومجموعة الخمسة زائد واحد في جنيف ، حيث يدور كلام كثير حول ‘تنازلات متبادلة’ كما يتمنى البعض ويروج، او صفقة محتملة كما يخمن البعض الاخر ، في حين قد يكون معنى او دلالات مثل هذا التصريح بان مطبخ صناعة القرار الايراني في طهران في حل مما يذهب اليه المروجون والراغبون والمخمنون!
وعندما يترافق هذا التصريح بجملة توضيحات مهمة للقائد العسكري المرجح للقرار السياسي في بلاده بالقول: ‘ بان ثمة في نفسه ان يحرف مقولة القيادة العليا حول المرونة او الانعطافة للايحاء بان المشاكل والتداعيات الناجمة عن الحصار والعقوبات الاقتصادية يمكن حلها من خلال التطبيع مع امريكا، وهو امر مشكوك فيه تماما في الوقت الراهن نتيجة انعدام مثل هكذا مؤشرات الان…. وان هذه المقولة انما طرحت من جانب القيادة العليا ليس من منطق الضعف وانما من منطق القوة ومنح الفرصة لمن يقول بامكانية فتح ثغرة او نافذة تحول ما في منطق الاستكبار لا اكثر…. ‘!
عندها قد نستطيع القول بسهولة بان ما يجري من حراك ديبلوماسي على المسرح الدولي بين طهران والغرب لاسيما مع واشنطن لا يتجاوز منطق اختبار النوايا في محاولة لتغيير قواعد الاشتباك الديبلوماسي والتفاوضي على خلفية نجاح محور المقـاومـة فـي افشال العدوان الامريكي عـلى دمشق ووضع الادارة الامريكية في حـالـة الـدفـاع ربما للمـرة الاولى منـذ 11 ايلول (سبتمبر) العام 2001 م!
لم تكن قيادة الحرس الثوري هي الوحيدة التي ادلت بدلوها في هذا السياق، فالصحافة الايرانية الاصولية ومنظمات المجتمع الاهلي والديني المحافظ شنت هجوما واسع النطاق وشديد اللهجة طوال الاسابيع القليلة الماضية على من سمتهم بالمنشقين على مؤسس الثورة الخمينية مرة او التحريفيين مرة اخرى، والذين روجوا مؤخرا لافكار مفادها بان زمن ‘ الموت لامريكا قد ولى’ وان الامام الخميني الراحل ‘لم يكن راضيا على مثل هذا الشعار’ او ان ‘الخطاب القراني لا يتناسب ومثل هذه الشعارات’ على اعتبار ان المسلمين ‘ ليسوا لعانين ولا سبابين’ وكل ذلك في اشارات واضحة الى الشيخ هاشمي رفسنجاني الذي يبدو انه المقصود الاول في كل الحملة التي تتحدث عن تيار تحريفي يحاول التسلل الى خيمة الثورة من بوابة رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ، كما يؤكد المتابعون لهذا الجدل المثير!
وحده الامام السيد القائد الذي يبدو انه يحتفظ بكل اوراق القوة التي تستخدم الان على اكثر من صعيد من جانب ايران في اكثر من ساحة لمواجهة مرحلة ما بعد انتصار الاسد على خصومه الاقليميين!
الامام الذي الذي يقال انه يفاوض الغرب مجتمعا بـ ‘مفتاح’ روحاني ويقاتل الغرب مجتمعا بـ’معراج’ قاسم سليماني ويوازن بينهما بعصا سيد المقاومة حسن نصر الله!
في هذه الاثناء فان زوار الاسد ينقلون عنه انه تلقى رسالة واضحة وشفافة وقاطعة من القيادتين الايرانية و حزب الله بان الحوار الايراني ـ الغربي ـ الامريكي لن يكون مطلقا على حساب سوريا في اي مرحلة من المراحل، وان القرار بالوقوف الى جانب الشقيقة سوريا حتى الانتصار الكامل على كل اشكال العدوان والارهاب وحروب الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية المتنقلة على اجساد الشعب السوري، هو هو لم يتغير ولن يتغير مع اي تحول ظرفي هنا او هناك ، باعتبار ان المتغير هو ‘مداراة’ العدو والثابت هو المروءة مع الشقيق والصديق!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Hassan:

    الفرق بين العرب والفرس هو أن للفرس هدف وللعرب أهداف.

  2. يقول Fissel:

    عاشت ايران وعاش شعبها انتم من يحرر القدس مع سوريا وحزب الله اما الاعراب كل يوم يجتمعون مع الصهاينة للتخلص من القدس وطرد ما تبقى من الفلسطينين .

  3. يقول Abdesalam:

    طالت الحروب في المنطقة و قدمت سوريا أكثر من مائة ألف قتيل وشهيد وضعف هذا العدد من الجرحى شو لي مانع حزب الله والنظام السوري وحتى الحرس الثوري فتح جبهات أخرى من اجل تحرير فلسطين والقدس خاصة؟

  4. يقول أ.د/ خالد فهمي - تورونتو - كندا:

    يا سيد حسيني … هل سيكون مستقبل سورية مثل ما اَل اليه مستقبل العراق ؟؟؟ تحت “الانتداب الايراني” بأمتياز ؟؟؟ وهل سيتولى الجنرال قاسم سليماني أدارة الدولتين وفق توجيهات ولاية الفقيه في قم و طهران ؟؟؟؟

إشترك في قائمتنا البريدية