كنت اتمنى وكل مواطن ان لا نرى ما وصل اليه الحال كما هو اليوم في وطننا الغالي اليمن! ان الازمة التي نعيشها ما هي إلا تراكمات وارث سيىء وثقافات زرعت في قلوب اليمنيين لا نحبها ولا نتمنى ان تدوم، والمشكلة عندما ثار الشارع اليمني لم نستطع ان نعبر عن مشاكلنا الحقيقية ولا احد استطاع ان يظهرها نيابة عنا والعالم ينظر الينا ونحن نردد شعارات كأننا فرحنا بحفظها وساعات نخرج ونتوه في اماكن حولنا او بعيدة عنا وانين المواطن يتمنى ان نعاينه ولا نبتعد عنه حتى تشفى جراحه التي لم تهدأ يوما وكل يوم وهي تزيد. مع احترامي للجنوبيين لم تكن قضيتهم هي القضية الاولى والأخيرة، كما نسمعها اليوم ولكنهم فقط استطاعوا ان يشرحوا للعالم قضيتهم لأنهم يفهمون قضيتهم جيدا، وكلما تركنا فراغا كان يجب ان نوضح لكل من ستكون له يد في الحل انهم دخلوا القضية وملأوا جميع فراغات الصمت التي تركناها حتى بدأ العالم بالاقتناع. ان الفساد لو اجتمع اليمنيون على التخلص منه وبسط نفوذ الدولة ورد هيبتها التي اسقطتها اهواء العابثين وأنانيتهم وطمعهم لأنفسهم وبس، وفرض القانون على كل من يعيش في ارجائها وتكريم المحسن والضرب على يد المسيء وترك الشطح والدعايات الكاذبة التي تجمل الفاسد وتسيء وتشوه كل الصور الجميلة في بلادنا لكنا اصبنا الطريق الصح واثبتنا لأنفسنا والعالم اننا لسنا هوجائيين او لا نعرف ما نريد او اننا نستبدل المر بالعلقم. كتب علينا في بلادنا ان يتولانا المفسدون في اليمن على مر التاريخ ونحن الان رهينة لشرذمة تحكمنا، وليس للمواطن أي قدرة في ان يتفادى كل ما هو منكب عليه من اصناف الامزجة السيئة لمن يتولى امرنا، لان المزاج والفساد هو الذي يحكمنا وليس الواجب والقانون، وهذا ايضا ما نلاحظه في أي حوار او مبادرة او اتفاق نضعه نرى ان نتيجته تقودنا الى اسوأ مما كنا فيه لماذا؟ لأننا نهتم بالشكليات دون المضمون، ولا ندع لقاءنا ينبع من داخلنا ومعاناتنا ومن عاداتنا وتقاليدنا التي نتنصل منها يوما بعد يوم، وأصبحنا الة تقلد الغير في كل ما يفعل، اننا لا نضع قاعدة لكي نعيش ونحيا، ولكن لكي يعيش ويحيا الفاسد منا فقط ولكي تمشي سياسات دول لم ولن تحب اليمن واليمنيين في أي يوم من الايام! هل فعلا اصبح اليمني لا حول له ولا قوة في كل ما يحصل له في هذه البلاد، وأصبح عاجزا ان يدفع عنه كل من تسول له نفسه ان يؤذيه او يتلاعب بمستقبله وخيراته ووحدته؟ اتمنى ان نترك كل ما بأيدينا ونذهب الى الساحات ونقول لكل من يقود راحلتنا توقف انك تسوق راحلتنا، اين انت ذاهب بنا الى حيث ما نريد ام حيث ما تريد انت؟ انا لا اريد حكومة (اذهب يا سارق لكي اسرق بدلا عنك)، انا لا اريد حاكما يتفرج علي وانا اعاني (تدهور امني وسياسي واقتصادي)، تفجير الانبوب وقطع الكهرباء وانقطاع المشتقات البترولية وكثر النهب والتقطعات والفوضى والقتل لأكثر من سنتين، وكأن الامر لا يعني الرئيس والحكومة في شيء، هم يتقاسمون المناصب ونحن نتقاسم الهموم والمشاكل. اما آن للمواطن اليمني ان يرتاح ويرى حياته كغيره، وان ينقشع الضباب ليستطيع ان يرى مستقبله، اخيرا اقول لا يستحق يمني ان يعيش والحال يظل كما هو؟ حلنا بأيدينا وليس بايدي الفاسدين اوالاوصياء علينا (ما اصلح المرء الكريم كنفسه) (والشعب لو كان حيا لما استخف به فرد ولا عاث فيه الظالم النهم) والسلام ختام . عمار محمد حسن دارس – الجوف اليمن