بغداد ـ «القدس العربي»: اتهمت كتلة الجبهة التركمانية العراقية البرلمانية، مسلحي حزب العمال الكردستاني باغتيال مسؤول سابق فيها، مشيرة إلى تلقيها «تحذيرات أمنية» سابقة بهذا الشأن.
وأكد رئيسها، أرشد الصالحي، مساء السبت، في مجلس النواب العراقي، إن «العمال الكردستاني (بي كا كا) يقف وراء اغتيال الضابط التركماني أحمد طاهر في كركوك» محذراً الأطراف العراقية من خطر هذا الحزب في العراق
واستنكر، في مؤتمر صحافي، اغتيال طاهر، قائلاً: «حصل حادث اغتيال فريد من نوعه في محافظة كركوك، وهو قضية اغتيال رئيس دائرة الحماية السابق للجبهة التركمانية العراقية أحمد طاهر، هذ العملية جبانة، حيث استهدف الضابط بزرع عبوة لاصقة في سيارته، وبطريقة تنفرد بها المنظمات الإرهابية العاملة في الساحة العراقية دون وجود أي وازع قانوني لهم».
وأشار إلى أن «هذه العملية النوعية وقعت في وضح النهار، وبشكل متعمّد لاستهداف قيادات في الجبهة» لافتا إلى أن «القيادات الأمنية، كانت قد أبلغتنا بوجود استهداف من قبل منظمة ما تسمى حزب العمال الكردستاني لقيادات في الجبهة التركمانية، وتحديدا في محافظة كركوك».
وأكد أن «مسؤولاً رفيع المستوى، وعلى مستوى عال من المسؤولية، أبلغني أن هذه المنظمة تستهدفكم» مردفاً: «لم نجد أي اهتمام جدي، لا من مجلس النواب العراقي ولا من قبل القيادات ولا من رئاسة الجمهورية».
وحذر الأطراف العراقية، من خطر «بي كا كا» في العراق، بقوله: «إذا كان حزب العمال الكردستاني يقتل التركمان، فهو يقتل أولادكم بالمخدرات» متسائلاً: «أين أنتم يا ساسة العراق؟».
وأوضح أن «هذه المنظمة الإرهابية بدأت تنشط أعمالها تحت عدة يافطات، سواء باسم منظمات مجتمع مدني تأخذ الأذن من الأمانة العامة لمجلس الوزراء، أو تحت واجهات عسكرية مدعومة من قبل بعض الأطراف السياسية العراقية».
ونوّه إلى أن «كركوك بدات تتحول إلى وضع آخر، فمنذ عام 2017 لم يحصل أي خرق أمني أو استهداف سياسي، سوى مرتين فقط. الأول هو استهداف أحد مدراء مكاتب الجبهة التركمانية الشهيد علاء الصالحي من قبل نفس المنظمة، والثاني هو حادث اغتيال طاهر، ولدينا معلومات بخصوص تعليق صور عبد الله أوجلان في كركوك، وممارسة نشاطات» مضيفاً: «أين القيادات العراقية مما يحصل في كركوك؟».
وتساءل، فيما إذا كان ضبط الوضع في كركوك يتطلب «تدخلاً دولياً أو طلب عون خارجي» داعيا رئيس الوزراء، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس البرلمان إلى «إرسال لجنة الأمن والدفاع ولجنة حقوق الإنسان إلى كركوك خلال هذا الأسبوع».
وحذر الكتل السياسية، «التي تصم أذانها» عن هذا الحزب، بالقول: «اليوم علينا وغداً عليكم».
وسبق أن «دعت تركيا السلطات العراقية إلى تحديد ومحاسبة مرتكبي عملية اغتيال طاهر، في كركوك».
وأكد المتحدث باسم الخارجية التركية، تانجو بيلغيتش، في بيان أن «أنقرة تلقت ببالغ الحزن نبأ وفاة طاهر» واصفاً العملية أنها »هجوم إرهابي غادر وأن تركيا تدينه».
وأشار إلى أن «هذا العمل الإرهابي يستهدف استقرار العراق وسلام وأمن التركمان الذين يعتبرون عنصرًا مؤسسًا وأساسيًا في العراق».
وشدّد على أن «تركيا تنتظر أن تحدد السلطات العراقية مرتكبي الهجوم بسرعة وتسلمهم إلى القضاء».
والجمعة الماضية، انفجرت عبوة «لاصقة» كانت موضوعة في سيارة طاهر عندما كانت مركونة في منزله، مما أدى إلى وفاته على الفور.
وشيّع العشرات القيادي في الجبهة. وقال محافظ كركوك راكان الجبوري إن «فرق التحقيق تواصل عملها للكشف عن ملابسات الخرق الأمني والقبض على الجناة».
وعلى صعيد متصل، طالب رئيس الجبهة التركمانية العراقية، حسن توران، القائد العام للقوات المسلحة بـ»إرسال لجنة للتحقيق» متهما في الوقت عينه «منظمة إرهابية» لم يذكر اسمها، بالوقوف وراء الحادث.