الجزائر ـ “القدس العربي”:
تدفق المتظاهرون الجزائريون باكرا اليوم للجمعة التاسعة على التوالي، للتأكيد على مطلبهم برحيل النظام ، ورفضا لإشراف رموز نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة على المرحلة الانتقالية. ومثل الجُمعات السابقة، أخذت المظاهرات زخما مليونيا في كل أنحاء الجزائر، بعد صلاة الجمعة.
https://www.youtube.com/watch?v=pzcam2Or_hk
وانطلقت مسيرات مبكرة بالعاصمة الجزائرية، وتجمع المحتجون في ساحة البريد المركزي وسط المدينة، رغم تشديد المراقبة على الطرقات المؤدية لوسط المدينة ووقف المواصلات العامة.
وانتشر أفراد من الشرطة في شوارع وساحات بوسط العاصمة. وتحدثت وسائل إعلام محلية عن تشديد المراقبة الأمنية على مداخل العاصمة، منذ ليلة الخميس الجمعة، على نحو خلف طوابير من المركبات في ساعات الصباح على الطرق المؤدية إليها.
ولوحظ توقف قطارات الخطوط الطويلة والضواحي، إضافة لمترو الأنفاق وترام العاصمة.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب برحيل رموز بوتفليقة، أو “العصابة” كما يسمونها، ورفض جلسات الحوار التي أطلقها رئيس الدولة المؤقت.
وحمل محتجون ورودا بيضاء ورددوا شعار” الله يا بابا جئنا نحوا (ننزع) العصابة”.
وسجل خروج عائلات باكرا للتظاهر، كما سُجل حضور جزائريين داءوا من الخارج خصيصا للمشاركة في المظاهرات، مثلما هو الحالل مع طالبة جزائرية تدرس في حلمعة “كامبريدج” الانكليزية.
وقد خرجت المناضلة المعروفة جميلة بوحيرد كذلك اليوم للتظاهر مرة أخرى وسط التنفاف الكثير من المتظاهرين، خاصة من الشباب حولها.
ومنذ الثاني والعشرين من شباط/ فبراير، يتظاهر الجزائريون بالملايين في شوارع مدن البلاد.
وقد نجحوا في دفع عبد العزيز بوتفليقة إلى التخلي عن ولاية رئاسية ثانية بعد حكم دام 22 عاما بلا منازع، ثم إلى إلغاء الاقتراع الرئاسي الذي كان مقررا في 18 نيسان/ابريل وأخيرا إلى مغادرة السلطة.
وقدمت السلطات تنازلا جديدا لمطالب الشارع هذا الأسبوع تمثل بتغيير رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز الذي كان أحد “الباءات الثلاثة” من المحيط المقرب لعبد العزيز بوتفليقة، الذين يطالب المحتجون باستقالته. والشخصيتان الأخريان هما عبد القادر بن صالح رئيس الدولة الانتقالي، ونور الدين بدوي، رئيس الوزراء.
وكان بلعيز تجاهل في 2013 عندما أمضى بوتفليقة في أحد مستشفيات باريس ثمانين يوماً بسبب إصابته بجلطة في الدماغ، ثم مرة أخرى في آذار/مارس، طلبات بدء إجراءات لعزل الرئيس بسبب “المانع الصحي”. وكان بصفته رئيس المجلس الدستوري الوحيد القادر على القيام بذلك.
ويؤكد رحيل بلعيز أن المحتجين يحصلون على تنازل جديد بعد كل يوم جمعة من التظاهرات. لذلك يبدو أن استقالته لن تكون كافية لتهدئة المتظاهرين الذين يطالبون برحيل جميع شخصيات “نظام” بوتفليقة، وقيام مؤسسات انتقالية تتولى مرحلة ما بعد بوتفليقة.
وهم ما زالوا يرفضون تولي مؤسسات وشخصيات من عهد بوتفليقة إدارة المرحلة الانتقالية، وخصوصا تنظيم انتخابات رئاسية خلال تسعين يوما حسب الإجراءات التي ينص عليها الدستور.
ويدعم الجيش الذي عاد إلى قلب اللعبة السياسية بعد استقالة بوتفليقة، هذه العملية مقابل طبقة سياسية -المعسكر الرئاسي والمعارضة- ضعيفة في مواجهة الاحتجاجات.
ويثير دور المؤسسة العسكرية في المرحلة الانتقالية لما بعد بوتفليقة العديد تساؤلات في الجزائر، رغم تأكيدات الفريق أحمد قايد صالح، رئيس الأركان أن الجيش يلتزم احترام الدستور. (وكالات)
لقد أبدع هذا الشعب بدرجة نضج و تحضر فاقت كل التوقعات و أذهل العالم بثورته الثانية التي لا تقل روعة و عبقرية عن ثورته الأولى التي خاضها أسلافه لتحرير الوطن من قبضة المحتل الفرنسي الغاصب.. و ما أدهشني و انا أحد أبناء هذا الشعب الأبّي المُجاهد أحفاد يوغورطة و ما سينيسا و عقبة ابن نافع و الأمير عبد القادر و العربي بن مهيدي هو هذا الوعي الجماعي المنقطع النظير و هذه السلمية التى عرّي بها حكامه الفاسدين الذين اعتقدوا غباءا و سذاجة أن هذا الشعب يُمكن قيادته من الأذنين بسهوله لعُهد متتالية و من دون أن يكون له حق مُحاسبتهم على الكيفية الكارثية التي سيّروا بها البلاد و مآل ثروات ااجزائر الطائلة التي استولوا عليها و حولوها لأرصدتهم مُستغلين في ذلك حلم هذا الشعب الذي اكتوى بعشرية دموية سوداء حولّت الوطن إلى بركة من مآسي و دماء و جراح غائرة.. هذه العشرية التي أُجهض فيها المسار الإنتخابي الديمقراطي باسم محاربة الإسلام السياسي و فُتحت فيها المُحتشدات في أقاسي صحراء الجزائر و ربوعها و زُجّ بعشرات الآلاف من خيرة أبناء الأمة، مثقفيها و إطاراتها فاسحين بذلك المجال أمام الإحباط و اليأس و الجهل ليحل محل أول تجربة ديمقراطية فتية عرفتها الجزائر منذ الإستقلال..
نعم أخي الكريم كلامك صحيح لكن للأسف الشديد القضية أخطر واعمق مما تتصور هناك أنظمة ارتكبت أعمال إجرامية خطيرة في حق شعوبها لكنها لم يصل بها الغباء إلى حد تأسيس تنظيمات إرهابية بجميع أركانها شعب وجيش ومؤسسات على أراضيها
الخوف ان تتحول المظاهرات الحاشدة مع الوقت الى .طقس فولكلوري .. تقول فيه السلطة للمتظاهرين .. تظاهرو كيفما تريدون وسأفعل ما اريد .. فالثوار باتو يخصصون يوم الجمعة للتظاهر ثم يعودون ادراجهم .. لتتنفس الدولة العميقة الصعداء .. ويادار ومادخلك شر .. لايد من تصعيد سلمي نوعي للمطالب والتظاهرات وزيادة الضغط لاقناع الدولة العميقة وعلى رأسها قايد صالح انه هو نفسه سيكون في مرمى الاتهام ان ظل على تلكؤه في الاستجابة لمطالب الشارع .. التظاهرات يجل ان تتحول الى اعتصامات واضرابات وعصيان مدني .. اما بقاؤها على ذات الكيفية … فسوف يبعث الملل في المتظاهرين انفسهم .. وسوف يزيد ثقة الدولة العميقة بأنهم قادرين على رسم وتحجيم الحد الاقصى من المطالب التي يمكنهم الاستجابة لها