الجزائر: توقفت صباح اليوم، كل المواصلات العمومية عن الخدمة، في الجزائر، وذلك ابتداء من الساعة العاشرة والنصف صباحا، تحسبا لمسيرة اليوم الجمعة التي يرى المراقبون أنها ستكون مليونية، احتجاجا على ترشح الرئيس المنتهية ولايته، عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية في أبريل المقبل.
وتوقفت خدمة القطار، والمترو وكذلك الترام، في الوقت الذي بدأ المتظاهرون الوصول لقلب العاصمة، خوفا من غلق الطرقات الموصلة إلى مركزها ساحة (أول مايو).
وتوقفت خدمة مترو أنفاق الجزائر الذي يشتمل على خطين اثنين من ساحة الشهداء بوسط المدينة نحو الحراش شرقا وعين النعجة جنوبي العاصمة.
كما أعلنت شركة النقل بالسكك الحديدية، وقف رحلات قطارات ضواحي العاصمة.
وأوقفت رحلات القطار البعيدة كذلك نحو محافظات غرب وشرقي البلاد.
وتوقفت كذلك خدمة تراموي الجزائر الذي يربط منطقة العناصر بوسط المدينة بالضاحية الشرقية للعاصمة، وسط اجراءات مراقبة مشددة على الطريق السريع الشرقي الرابط بين المطار ووسط العاصمة.
وتزامنا مع توقف المواصلات العمومية، تشهد العاصمة تواجدا أمنيا ملفتا، حيث تنتشر العشرات من شاحنات الشرطة الزرقاء، بمختلف شوارعها.
ويطالب الشباب الجزائري، بالحفاظ على سلمية الاحتجاج، خوفا من أي منعطف قد تأخذه المظاهرات المناهضة لترشح بوتفليقة لولاية رئاسية جديدة، بعد أن تم إيداع ملفه لدى المجلس الدستوري، الأمر الذي يعتبره الشارع الغاضب، “تجاهلا لصرخاتهم التي تعلو منذ أسبوعين”.
وقال، إلياس فيلالي، رئيس جمعية ناس الخير، وهي أكبر جمعية شبابية بالجزائر، إن عددا من الشباب “الواعي خرجوا لشوارع العاصمة ليتقصوا أي حركة غريبة أو محاولات لزرع أي شيء قد يعكر مسار الاحتجاج السلمي”، وذلك عبر صفحته الرسمية على فيسبوك.
وانتشر صبيحة اليوم، عدد من مقاطع الفيديو، لشباب في بث مباشر يحذرون من انتشار أكياس حجارة موضوعة بطريقة مرتبة على طول شارع “بلكور إلى أول مايو “، في قلب العاصمة، “مؤكدين أنه يوجد تخطيط لجر المسيرات نحو العنف.
وحسب شهود عيان بمختلف ولايات الجزائر، ينتشر رجال الأمن في الشوارع الرئيسية التي تشهد الاحتشاد، في الوقت الذي يحضر الشباب شعاراتهم التي سترفع اليوم للمطالبة برفض ملف بوتفليقة على مستوى المجلس الدستوري.
كان الجزائريون المحتجون، قد تبرأوا من العنف الذي تلى مظاهرات يوم الجمعة الماضي، مؤكدين أن “المجموعة المنحرفة التي دخلت في اشتباكات مع رجال الشرطة حتى ساعة متأخرة من الليل، بعد انتهاء المسيرات، هي مندسة وهدفها جذب الاحتجاجات السلمية نحو ميدان الدم “.
ومن المقرر أن تبدأ مسيرات اليوم بعد صلاة الجمعة، وفي الوقت الذي علت فيه بعض الأصوات مطالبة بتأدية الصلاة في الشوارع، قاد شباب عبر فيسبوك مبادرات مضادة لها، مشيرين إلى أن “الشارع فقط للتظاهر أما الصلاة فمكانها المساجد فقط”.
ويرى، اسماعيلي محند (52 عاما)، حاصل على دكتوراة في العلوم السياسية، وأحد المتظاهرين المناهضين للعهدة الخامسة، أن “اليوم يوم عظيم بالنسبة للجزائر، سوف يسجله التاريخ، حيث ستكون مسيرات اليوم أكبر و أعظم بكثير من كل تلك التي سبقتها، إنها المسيرة المفصلية التي ستقرر سقوط النظام الفاسد والمستبد في الجزائر”.
من جهتها، حذرت سفارة الولايات المتحدة في الجزائر رعاياها من مظاهرات محتملة الجمعة في جل محافظات البلاد.
وأعلنت سفارة واشنطن في تغريدة لها على حسابها الرسمي على شبكة تويتر الرعايا الأمريكيين للحد من تنقلاتهم غير الضرورية وتجنب المشاركة في المظاهرات وتفادي الحشود.
وتأتي مسيرات الجمعة استمرارا للاحتجاجات على ترشح بوتفليقة، والتي تشهدها الجزائر منذ 22 شباط/فبراير الماضي. (د ب أ)