جفنه أم أجفانهن من علم الغزل الموجود لحد التخمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
جفن حراك أصبح روتيني كحياة الجزائريين دون مخرج من نفق طويل خانق، في ظل فزورة، محاجية لم تستطع نخب الحراك وحوافه أن تحلها، بكل ما أوتيت من نباهة وفهلوة وحيلة وذكاء. فزورة هل الرئيس حي يرزق أو توفي إلى رحمة الله.
غزل بالصور وبالكتابات بين الدعابة ومشاكل اللاوعي، الجزائري الذي يرغم أن يسير جنبا إلى جنب مع النساء دون تحرش، لذلك قلبها غزل عفيف ورقة وود. فأصبح نداء النخب الذكورية للنساء، من الحسناوات أن يظهرن أكثر جمالا من جمعة الكرامة المقبلة؟
من أجل حراك سياسي في الدرجة الأولى يطلب من النساء أن يدخلن لعبة “شبقية” تقليدية بليدة بوشاح السياسة. وصلت التعليقات ذروتها عندما يعلق أحدهم على صورة امرأة جميلة: “يَابُوتَفْليقة مَاتْرُوحْش خَلِّينِي نْزِيد نْشُوفْها السْمَانَة الْجَايَّة”. أصبحت جمعات الحراك مواعيد لخروج “لَرْيَامْ” وصاحبات الخدور، كما حدث في فرحة الاستقلال. هي من المظاهر التي تحسب للحراك أنّه أنقذنا من الصدامات الجندرية وكوشمار الخروج يوم الجمعة. والسير بحمرة شفاه فاقعة لكن بكل علامات تكريس أدوار المرأة الأنثى الأولى.
ألو جنيف… ألو الإليزيه
كلّ أزمات الشعب النفسية والاجتماعية وجدت أشباه حلول، وتنفيس، ما الذي يمنع الجزائري أن يهاتف مصحة جنيف للاطمئنان على صحة رئيسه والتلاعب بأعصاب العاملين بها الحديدية، ومن يمنع حتى من مكالمة ماكرون لتهديده بأن لا يتدخل في شؤون الجزائر، وأن يهتم بشأنه الداخلي. وماكرون يجيب بأريحية، ويخطب بمشروعية ما يدور في الجزائر. ألو ألو بيروت، أو المرادية. لا أحد يرد ولا أحد يفكر أن يتصل. مكالمات من كلا الطرفين والمعزة تطير دائما، هكذا بدت بديهية الحوار بيننا أهو حوار الطرشان والعميان، أم فعلا نعرف نهاية الطريق، أو بداية أمل؟ أخذتنا عزة أن المسيرة من أضخم المسيرات، التي شهدها العالم حتى دخلت موسوعة “غينيس”، وأبهرت بسلميتها – ويالها من فرصة ذهبية لمقارنتها باحتجاجات السترات الصفراء ذات الثمانية عشر أسبوعا – وأنها انحرفت وخربت مقارنة بحراكنا الجميل. لا وجه للمقارنة في الواقع والمتخيل بين مطالب ونضالات عمالية ما زالت تعاني من هيمنة رؤوس الأموال ورأسمالية شمطاء لا ترحم وحراك المتمرغين في الريع ومن والاهم ومن كسروا جدران الصمت وتحول فضاء الحراك الى رئة عملاقة للتنفس والتنفيس والترفيه. معذرة لكل براعم الحراك الذين استغلوا في إشهار وإن كان سياسيا ومشروعا. ونحن ما زلنا في الأسابيع الأولى، نرجو أن ترد المرادية علينا وأن نفكر في الاتصال بها وأن تحل المسائل الشائكة العالقة، وأولها “حال الرئيس”.
لا شرقية ولا غربية
مؤسف أن يتحول الحراك عن مساراته وروحانيته. بالمناداة الجهوية والعنصرية وتمزيق وحدة البلد، وتشتيت ملامح الحراك، التي كانت تلقائية. هكذا يمكن للايقونات التي نصبت نفسها لقيادة الحراك أن تصبح وبالا عليه. لينسحبوا كلهم. “ديقاج” من قلب الحراك الى صومعة العصابات.
فشلت انتفاضة الشعب بكل فئاته وطاقاته ومهنه، لأنه سمح للنعرات الجهوية ولأفلام الهوية المرعبة، التي تتفاقم وتخرج كوحش بآلاف الرؤوس في كل منعطف نريده للسلام واسترجاع الثقة والتلاحم بيننا. فشلنا أن نسير براية واحدة، وبرؤية موحدة في هذا الظرف بالذات، ففقدنا مصداقية السير الحكيم. قد يكون ذلك اختراقا الكترونيا للشعارات لإذكاء الفتن، لكن الكل يعرف خروب البلاد. هناك من يصطاد في الماء العكر. زمرة تحاول بسط أفكارها عنوة على منطقة برمتها.
كل البرامج والجميع على مواقع التواصل الاجتماعي يناقشون مسألة من يمثل ومن يفاوض ومن يكون منقذ المرحلة المقبلة؟ والكل متصلب داخل موقفه، أمام تهديدات علنية كغراب البين تطير منها الشعب الجزائري، والقول إن الجزائر إن لم تصبح سورية قد تصبح عراقا.
ومن يقول هذا سوى من كانوا وسطاء لخراب هذا البلد أو ذاك، من لا يدمع لهم جفن ولا يرق لهم قلب، لما يحدث بهذه البلدان، لذلك يثأر هذا الحراك الشعبي لكل هؤلاء واركاع من باعوا وزايدوا على مآسي الشعوب. خذوا غربانكم وطيور شؤمكم وغادروا دون رجعة.
لا للتخوين الذي تضج به وسائل التواصل الاجتماعي، واخراج مسلسل الحركي الذي ظهر عشية الاستقلال. بعدما كنا نعتقد أن الحراك يكفر عن ذنوب التائبين. بإمكان الكل أن يبدأ صفحة جديدة بمحاكمة من أفلس الشعب ودمر الكفاءات وهمشها ومن أرهق عقول أطفالنا في المدارس وزاد من أحمال البسطاء ومن تعاستهم. حتى لا نتشطر على البردعة ونترك الحمير، حاشا خلق الله المسيرين.
ثم من لم يأكل من النظام، وما حكاية هذا الأكل الخرافي؟ موظف في مؤسسة جزائرية يقوم بأداء وظيفته يصاب بوابل من الشتائم والأذى لأنه يؤدي وظيفة ليست ديمقراطية. ليبين لنا هؤلاء المتشدقون بالديمقراطية كيف ينساقون جماعات جماعات رهاقية لا تسمح بالمختلف إلا نادرا وفي أكثر الفضاءات المفروض ديمقراطية، فضاءات النخب. فيها تتشكل اللوبيات، التي تنتشر كالوباء على المجتمع الهش. ثم ما هذه الأبويات التي تكاثرت كالفيروسات القاتلة عشية الحراك. أما زلتم تعاملون شبابا متعلما، يحسن الدفاع عن نفسه اندماجا يحتاج لترجمة أفكاره وتقليصها بخيانة مقيتة. ويحتاج لقيادة جددة.
سقطت أقنعة عصابات السياسة والنخب إلا من رحم ربه، وكان مستبعدا من طرف الحشود، التي تغير لونها كل جزء من الثانية.
الحراك يسقط فخ جحا “تخطي راسي ”
الحراك كسر شيئا مهما وحاول القضاء عليه. فلقد كانت الجزائر الى قبيل الحراك تأخذ بمقولة جحا عندما أخبروه بأن النار تلتهم القرية فرد عليهم: تخطي داري، فقالوا له، إنها تحرق بيتك فقال: تخطيني، فقالوا له إنها تحرقك فقال تخطي شلاغمي!
عندما أدمن الجزائري فكرة النار اللي تخطي داري، ثم النار تخطي راسي، ثم النار تخطي شلاغمي. تعود المجتمع على الكسل في التفكير في صالح الجماعة وانتشرت أنانية مقيتة بررها الخوف في عشرية الدمار، عندما كان يجر الرجل بكامل قوته البدنية ليذبح والناس تتفرج. فيلم مقزز ومقرف. وعندما جاءت الفرصة لنتطهر من ذنوب تلك المرحلة، دخلنا في نوبة الفرح والأمل…أصبحنا طيبين، محبين، ننظف الشوارع ونزرع الورود، قل العنف والتحرش وهدأت الشوارع. كل الطاقات تكرس للجمعات وللسير الطويل والهتافات. تركوا لنا الشارع وتحصنوا في مؤسساتهم وما زالوا ماضين في مشاريعهم النرجسية، وبأذن من طين وأخرى من عجين، يخرجون علينا بخطابات لا يستسيغها الصغار منا، ويقلبها الكبار نكتا. يريد الشعب حلا سلميا وعدلا بين أفراده، وفرصا متكافئة، شعارات لم تتجسد على أرض واقعنا المفخخ بالمحسوبيات و”بن عميس” وبورثة المناصب في كل المؤسسات. ويريدون هم حلولا من الخارج. أغلقنا الحدود وستتواصل المكالمات نحو موسكو وبيكين. أم هي قلاعكم الآمنة التي اليها تهربون!
كاتبة من الجزائر
بوتفليقة ليس دكتاتورا خدم الجزاير وبعد ما اصابه من مرض ربي يشفيه استغله اخوه رءيس العصابة واللصوص الأربعون !! لم يخرج الشعب الجزائري لينتقم من احد، كلنا جزائريون ونريد الخير لبلدنا ونريدها سلمية حفاظا على امن الوطن والمواطنين لان ما حصل من تدخل لاعداء الديموقراطية في دول ما يسمى الربيع العربي خطير وهم يستغلون اَي تحرك للتدخل المباشر وغير المباشر.
شكرًا كلامك صحيح بوتفليقه إنسان طيب ولاكن الفاسدين هم اللدين استغلو اسمه
مرة أخرى أحييك من القلب على وعيك ووطنيتك.. فعلا أنت حرة بنت أحرار
كتاباتك جميلة لكنك يا اختاه تنفجرين غيظا ليس فقط في المقال أعلاه بل في كثير من كتاباتك التي قرات