تشكل التقنيات العالية والتوجه الجمالي تركيبة فنية قوية في أعمال الفنان عبد الإله بوبشير؛ فهو يُحكِم توظيف المادة الواقعية، بكل ما تحتويه من شخوصات وطبيعة، وبكل ما يتعلق بالفن الواقعي. وفي السياق ذاته يوظف مختلف المفردات الفنية والتركيبات الشكلية بشكل جمالي قوي، حيث يتخذ من الألوان المتحركة وسيلة بصرية لتشكيل الفضاء، فينزاح أحيانا عن المادة الواقعية إلى تشكيل يجعل من الشكل مادة حركية، تتقوى سماتها في التجارب التشكيلية المعاصرة.
ويشكل البورتريه المعاصر تعبيرا واقعيا في أعمال المبدع، يلفه بألوان متنوعة وأشكال مختلفة يبسطها بكميات متوازنة في الفضاء، وبذلك فإن المبدع يسعى لأن يحقق تنوعا في التركيب الجمالي للعمل الواقعي، وللشكل العام لأعماله، ويحقق للمادة الفنية إشباعا جماليا وفنيا. فهو يجدد في الفن الواقعي وفي الشكل وفي البورتريه، على قدر من الحسن وابتداع الجماليات في مساحات متنوعة، وفي الأرضية اللونية، ليجعل من الفضاء مَصبّا يستقبل تركيبات تشكيلية متنوعة، تسري في شرايينها الحركة التي هي من أهم الأسس التي تؤشر إلى قدراته الهائلة لنحت أسلوب تشكيلي متفرد، يمتح من الواقع مقوماته الأساسية، ومن الجماليات المحلية بعدا جوهريا لإرساء سيميولوجية فنية محلية داخل أعماله، ولينسج مادة تشكيلية تتجاوز المألوف، تتسم بتوظيف قوي للشخوصات والطبيعة والبورتريه، في شكل يؤثر مباشرة في التوجه الفني، ويعضد المنحى الجمالي أثناء المزج بين الطلاء اللوني، وما تخلفه الضربات الصباغية الخفيفة، ودقة الوضع والمحافظة على قيم السطح؛ ما يجعل المبدع يقوي عملية تشكيل المكان وفق تقنيات متناقضة، فيسهم في إحداث حركات تترتب عنها سمفونية رائقة، تخضع لمختلف المميزات الفنية التي يحتضنها التشكيل المعاصر.
لذلك فهو ينسج العلاقة بين جماليات متعددة تخص الشكل واللون والشخوصات. وفي ذلك تتبدى مختلف التوازنات الإبداعية بين عدد من المفردات الفنية والعناصر التركيبية، فالمبدع يصنع انسجاما بين مختلف المكونات، ما ينم عن قدرة المبدع الإبداعية، ومرونته في التفاعل مع الفن الواقعي، وفق مناح فنية وجمالية مختلفة لإبراز القوة التعبيرية.
إن أعماله مثقلة بالخصائص الجمالية، وفي مختلف التعابير التي تنتج المعاني والدلالات، وفق مقومات جمالية تقوي المادة البصرية وتتقصد التعبير بمفردات واقعية. وبذلك يتبدى أن أسلوب المبدع يكتنز عددا من القيم الفنية والجمالية، بدءا من عملية تكوين الفضاء، مرورا بتوزيع المساحة، وتمَوضع اللون والشكل والشخوصات، إلى اكتمال المادة التشكيلية، التي يحقق من خلالها مسارا إبداعيا متفردا. ويظهر أن المبدع يتقصد من خلال كل ذلك بلوغ القيمة الفنية والجمالية والتعبيرية في العمل الواقعي، وإنتاج الدلالات المتنوعة من خلال التفاعل مع جملة من المضامين. وهو ما جعل هذه التجربة المتفردة تُؤكد حضورها القوي في الساحة التشكيلية الجزائرية والعربية، قياسا بما يتوفر عليه المبدع من قدرات هائلة ومهارات فنية رائقة وإمكانات كبيرة وتقنيات هائلة، تجعله في صلب العمليات التشكيلية المعاصرة.
كاتب مغربي
عبد الاله يحمل صفات الفنان الملتزم و ذو أخلاق عالية،نتمنى له النجاح و التوفيق
بارك الله فيك أستاذ كمال على مرورك الطيب
الفنان المبدع الخلوق ..ليس فنانا على الورق بل فنان في الواقع بأخلاقه بعمله ببساطته بإلتزامه منذ ان كان طفلا صغيرا ..وبحكم بيئته التي عاش فيها وصقلت موهبته ..بهدوء ورزانة ..وسعة من جماليات الطبيعة الى جمال الخلق ..بارك الله فيك اخي …..مزيدا من التفوف ..دما لنا فخرا …
عبد الاله بوبشير …مشروع فنان عالمي ..مبدع
بارك الرحمن فيك أختاه على دعمك و تشجيعك