الجزائر: إدانة رسمية للعدوان على غزة وأحزاب إسلامية ويسارية تهاجم الأنظمة العربية المطبعة

حجم الخط
7

الجزائر- “القدس العربي”: أخذ العدوان الإسرائيلي الجاري على غزة، حيزا واسعا من الاهتمام الرسمي والحزبي والإعلامي في الجزائر، ولم تتوقف الإدانات عند ما يفعله جيش الاحتلال، بل تعدتها إلى الأنظمة العربية المطبعة التي اعتبرتها قوى سياسية جزائرية، أنها ملطخة بدماء الفلسطينيين، ومتواطئة مع الاحتلال، ودعتها على الفور لوقف علاقاتها مع الكيان الصهيوني.

الخارجية الجزائرية تفاعلت سريعا مع عمليات القصف الإسرائيلية في غزة، وأصدرت بيانا الجمعة ليلا، يدين بشدة “العدوان الغاشم” الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وأعربت عن قلقها البالغ أمام هذا التصعيد الخطير الذي يضاف إلى سلسلة لا تنتهي من الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين، في خرق واضح وجلي لجميع المواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة.  كما جددت الجزائر، عبر خارجيتها، تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني، وقالت إنها تهيب بالمجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الأممي للتدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية وفرض احترام حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وطغى الحدث الفلسطيني على تغطية القنوات والصحف الجزائرية، كما تفاعل الجزائريون بقوة على مواقع التواصل ببث صور ضحايا العدوان واستنكار التطبيع. وفتحت القناة الدولية الجزائرية، استوديو خاصا للحدث باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، واستضافت شخصيات عبّرت عن مواقفها المستنكرة للعدوان.

وعلى المستوى الحزبي، ذكرت حركة مجتمع السلم التي تمثل المعارضة البرلمانية، أن “هذا السلوك العدواني الصهيوني سلوك اعتيادي يُبين طبيعة الاحتلال ويفضح محاولات تزيين وجهه بوسائل مخادعة وبمشاركة دول عربية وإسلامية تريد إدماجه في المنطقة”. وأشارت إلى أنه “عدوان على كل الشعب الفلسطيني وأن محاولة التفريق بين فصائل المقاومة لن تنطلي على الفلسطينيين بكل توجهاتهم”.

ووجهت الحركة المحسوبة على التيار الإسلامي، في بيان وقّعه رئيسها عبد الرزاق مقري، التحية للشعب الفلسطيني بكل قواه العسكرية والشعبية في كل فلسطين على وقوفه صفا واحدا ضد الدسائس الصهيونية وفي رده على العدوان القائم، وذكرت أن “التحالف الحكومي الصهيوني المتهالك إنقاذ نفسه حاليا أو في انتخابات مرتقبة على حساب الدم الفلسطيني”. وأعربت الحركة عن ثقتها التامة بأن الكيان الصهيوني “سيدفع الثمن وستطاله الهزائم مرة أخرى وستكون خسائره فادحة على إثر أي العدوان”.

كما دعت الحركة “الحكوماتِ العربية والإسلامية إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد هذا العدوان بكل الوسائل”. وطالبت الدول العربية والإسلامية المتصلة بالاحتلال “وقف سياسات التطبيع بكل أشكاله واعتبار الكيان الصهيوني عدوا للأمة كلها وخطرا حقيقيا على كل البلدان العربية والإسلامية”. كما دعت الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى “التأهب الكامل لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال بكل الوسائل قياما بالواجب وإيمانا بعدالة القضية وباقتراب زمن تصفية الاحتلال الإسرائيلي”.

من جانبها، قالت جبهة العدالة والتنمية، إنها تحيّي الصمود والمقاومة البطولية التي يخوضها الشعب الفلسطيني الصامد الصابر في ساحات المواجهة في غزة وعلى أبواب وساحات المسجد الأقصى المبارك، وتصديه هذه الأيام لهجوم قوات الكيان الغاشم على غزة دون تمييز وعلى مرأى ومسمع من العالم كله مما أدى إلى استشهاد العشرات من الفلسطينيين ومنهم أطفال ونساء.

واعتبرت الجبهة التي يقودها عبد الله جاب الله، في بيان لها، أن غطرسة العدو الصهيوني وممارساته الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية، والتي فاقت كل الحدود وداست كل القيم والقوانين الدولية، وتنكرت لكل نداءات التوقف عن العدوان، لم تكن لتستمر لولا “التواطؤ الذي يشهده العالم مع هذا الكيان والسكوت العربي المخزي”.

وعبّر الحزب عن استنكاره لهذا العدوان المتكرر وهذه الغطرسة التي ستتكسر أمام صمود المجاهدين من أبناء فلسطين الصابرين وأبناء الأمة الرافضين لأي تطبيع، مؤكدا أنه لن تردعها الهرولة والتطبيع ولا التلمييع، بل نرى أنه حان الوقت في ظل الوضع العالمي الحالي أن تتخذ دول العالم الإسلامي مواقف صارمة يصاحبها وقف لعمليات التطبيع الجارية والمبادرة بتقديم دعم حقيقي للشعب الفلسطيني؛ بما يُمكّنه من مواصلة صموده على طريق تحرير بلاده.

ووصف حزب العمال، بدوره، ما يجري للشعب الفلسطيني بأنه  حرب إبادة من قبل الكيان الصهيوني بتواطئ من أنظمة عربية مطبعة، معربا عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني “الذي يعبّر عن تمسكه بحقوقه التاريخية المهضومة من طرف الكيان الصهيوني منذ تأسيسه سنة 1948 بقرار أممي”.

 وأبرز بيان للحزب المحسوب على اليسار، أن الشعب الفلسطيني مرة أخرى يتعرض لهجمات اجرامية تستهدف سكان غزة والضفة الغربية بغارات جوية تخلف عشرات القتلى والجرحى وتدمر عدة منشآت قاعدية، مع تسجيل عدة اعتقالات في صفوف المناضلين الفلسطينيين أثناء تدخل قوات الاحتلال الصهيوني.

وذكر حزب العمال الذي تقوده لويزة حنون، أن  كل هذا يحدث “بعد أسابيع قليلة من زيارة الرئيس الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط وبعد تكثيف وتوطيد العلاقات بين أنظمة دول الخليج مع الكيان الصهيوني وفي مقدمتها الإمارات العربية المتحدة”.

واعتبر أنه “إذا كان الكيان الصهيوني الإرهابي يتمتع دائما بحماية القوى الإمبريالية في مقدمتها الإدارة الأمريكية في سياسته الاجرامية وممارسته سياسة الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني، فأيادي الأنظمة العربية المطبعة ملطخة بدم الفلسطينيين نساء وأطفالا و رضعا”.

وأشار الحزب إلى أن “هذه الهجمات الوحشية تؤكد مرة أخرى أنه لا يمكن التحدث عن أي عملية سلام بوجود كيان هدفه الوحيد القضاء على القضية الفلسطينية بقيامه بجرائم ضد الإنسانية وأن حل الدولتين المزعوم سراب”. وأكد أنه يضم صوته لصوت جميع أحرار العالم الرافضين لسياسة الأمر الواقع التي يريد فرضها الكيان الصهيوني وتواطؤ أنظمة عربية مطبعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مرزوقي/ الجزائر:

    الحمد لله على نعمة الاسلام و الجزائر
    .. حسبنا الله و نعم الوكيل في المهرولين !

  2. يقول حليم:

    نحتاج ان تمد المقاومة بالدعم المالي و السلاح

  3. يقول سماح محمد:

    مصر المطبعة هي التي تعمل على إيقاف العمليات العسكرية ، و من ثمة رفع الأذى عن الفلسطينيين.
    ماذا يمكن للدول المعادية لإسرائيل أن تعمل لرفع الأذى عنهم .
    ضد إسرائيل كانت هناك ، بالإضافة الحرب 48 ، حربين كبيرتين شاركت فيها كل الدول العربية من المحيط إلى الخليج ( بما فيها ، الدول المطبعة اليوم ) و هما حرب 1967 و حرب أكتوبر 1973 ؛ و لكن ، لم يستطيعوا تحرير فلسطين .
    من الممكن أن تفلح الدول العربية المطبعة مع إسرائيل في بلوغ ، بالسلم ، ما لم يتم بلوغه ،بالحرب ؛ ألا و هو تمكين الفلسطينيين من تحقيق دولتهم على حدود 67 و عاصمتها القدس الشرقية .

  4. يقول ملاحظ:

    وماذا قدم غير المطبعين القضية الفلسطينية سوى التنديد ووووو كلام دون افعل وظالمة او مظلومة قصة بدون روح

  5. يقول مسلم:

    لن و لن يكون سلام مع اليهود هذا قدرنا ان كنا حقا مسلمين مومنين بهذا الكتاب .

  6. يقول كريم:

    دائما التنديد وسب وشتم العدو ، وماذا بعد؟

  7. يقول عادل:

    مند موجة التطبيع الاخيرة زادت همجية الكيان الصهيوني الدي و كانما تلقى الضوء الاخضر من المطبعين الخونة لابادة الفلسطينيين العزل

إشترك في قائمتنا البريدية