الجزائر: إلغاء أو «تأجيل» زيارة سلال إلى لندن في آخر لحظة يثير التساؤلات

حجم الخط
4

الجزائر» القدس العربي» أثار إلغاء زيارة رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال الى بريطانيا في آخر لحظة العديد من التساؤلات، عن الأسباب التي كانت وراء إلغاء هذه الزيارة، التي كان يفترض أن تتوج بالتوقيع على اتفاقيات في قطاعات الطاقة والصحة، خاصة وأن السلطات لم تقدم اي سبب مقنع لهذا القرار المفاجئ.
رئيس الوزراء كان يفترض أن يسافر أمس الاول الى لندن رفقة وفد رفيع المستوى يضم وزراء وكبار المسؤولين في الدولة، ومجموعة من كبار رجال الأعمال، وذلك في إطار زيارة عمل تدوم يومين الى المملكة المتحدة، وذلك أياما قليلة بعد زيارة مماثلة قادت سلال الى فرنسا.
وكان مقررا أن يُستقبل رئيس الوزراء الجزائري من طرف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وكان من المنتظر أن يتم التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات، تصل قيمتها الى حوالي ملياري جنيه استرليني، وكان سلال سيشرف مع كامرون على لقاء لرجال الاعمال من البلدين، يشارك فيه اكثر من 400 رجل أعمال من البلدين، يتم خلاله التوقيع على تلك الاتفاقيات، علما وأن شركات بريطانية عملاقة في قطاعي الصحة والطاقة أعربت عن نيتها دخول السوق الجزائري والاستثمار في مشاريع مشتركة.
وياتي إلغاء زيارة سلال في آخر لحظة ليفتح الباب للعديد من التساؤلات عن الأسباب الواقفة وراء هذا القرار، خاصة وأن السلطات لم تعلن عن أي سبب يبرر هذا القرار، في حين تداولت بعض المواقع تبريرات مختلفة، فموقع كل شيء عن الجزائر أرجع قرار إلغاء الزيارة الى أسباب بروتوكولية محضة، في إشارة الى أن السلطات البريطانية لم تقدم ضمانات لنظيرتها الجزائرية بخصوص الطريقة التي سيستقبل بها سلال عند وصوله الى لندن، أي أن استقباله بالمطار من طرف دفيد كاميرون غير وارد.
ويعيد هذا المبرر الى الاذهان زيارة رئيس الوزراء عبد المالك سلال الى باريس نهاية الأسبوع الماضي، إذ لم يكن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في استقباله بالمطار لما وصل الى العاصمة باريس، واكتفت السلطات الفرنسية بإيفاد نائب بالبرلمان مكلف بالعلاقات الخارجية لاستقبال رئيس الوزراء وعشرة من وزراء الحكومة الجزائرية، وهو ما تسبب في حرج كبير للسلطات الجزائرية، التي كانت تنتظر الكثير من هذه الزيارة، لكن هذه الاخيرة راحت ضحية هذه الأزمة البرتوكولية.
وبحسب المصادر التي تغلب هذه الفرضية،فإن الرئاسة الجزائرية هي التي قد تكون قررت إلغاء هذه الزيارة، خوفا من تكرار حادثة استقبال باريس.
من جهة اخرى تتحدث مصادر أخرى عن ان إلغاء زيارة لندن له علاقة بالتغيير الحكومي المرتقب، الذي قد يشمل منصب رئيس الوزراء، بعد أن كانت المؤشرات تشير للإبقاء عليه في هذا المنصب، موضحة أن تغييرات تكون قد وقعت داخل السلطة فرضت التخلي قريبا عن رئيس الوزراء الحالي.
وذهب مراقبون آخرون الى الربط بين إلغاء زيارة سلال الى لندن، وبين عدم استقبال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للرئيس اليوناني الذي زار الجزائر منذ ثلاثة ايام، خاصة وأن بوتفليقة دأب على استقبال الرؤساء وحتى الوزراء الذين يزورون الجزائر، موضحين أن إلغاء الزيارة له علاقة بضرورة بقاء سلال في العاصمة الجزائرية في هذا التوقيت بالذات.
من جهة أخرى ذكرت مصادر إعلامية أن رئيس الوزراء سلال سيلتحق بالوفد الرسمي اليوم (الخميس)، دون إعطاء أي تفسيرات عن سبب هذا التأجيل إن تأكد.

كمال زايت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد المالك الفقاقير:

    سلال صاحب مقولة الــــفــــقـــــاقيــــــــــر لأنه يتقن جميع اللغات فلهذا عند وصوله الى لندن، أي أن استقباله بالمطار من طرف دفيد كاميرون غير وارد .

  2. يقول المهدي - المغرب:

    مبدع كلمة الفقاقير التي أغنت القاموس العربي قبل ان يضيف اليها ” العلم الجزائري يفرفر” وغيرها كثير مما يدل على إمساكه بناصية اللغة ، من ذيلها طبعا .

  3. يقول بنت أميرة(الجنوب الجريح):

    ما دامت الحقيقة ـ التي لا يجوز إنكارها مهما طال الزمن ـ هي أن السلطة الحاكمة في الجزائر غير شرعية منذ1992 لأنها بنيت على باطل(انقلاب) فالأحرار لا يعترفون بها و لا يرون لها قدرا ـ المستَتِرُ منها (عصابة العسكر) و الذي ظهر(الحكومة و الرئيس)، إنها عصابة لصوص و عديمو ضمائر ، خيبهم الله و فضحهم على رؤوس الأشهاد.

  4. يقول ثائر من بلاد العرب:

    لا تستحق جزائر بابا عروج وخير الدين وحسن باشا والعلج علي والحاج احمد باي وبن بأديس ومالك بن بي وبن بوالعيد وعباس لغرور وبعد القادر حساني مولود قاسم وغيرهم من الأبطال القادة والوزراء الكبار والمفكرين الكبار ان تنزل الى هذا الحضيض وان تهان في باريس التي كان حلمها يتوددون الى دايات الجزاير العظام ان يدفعوا عنهم عدوان الإنجليز مقابل التنازل عن أغلى ما يملكون وهو نماء باريت الشهير، كما كان السفير الانجليزي ينهض باكرا ليكون الاول في الصف ليحظى الاول باستقبال الداي في منافسة صريحة مع السفير الفرنسي، هذا كان في زمن الدولة الجزايرية الاولى وليست دولة الشيخ عبد القادر صديق فرنسا وداعمها في سقوط قسنطينة عام ١٨٣٧ الوهمية.
    لا تستحق قاهرة شارل كان ومسفهة احلام إيزابيلا وفرديناند في العدوة المغاربية ومانحة تكرار مأساة الأندلس، فاستحقت ان تكون دون سواها قلعة الجهاد.

إشترك في قائمتنا البريدية