الجزائر: الرئيس يريد تغيير النظام!

حجم الخط
19

دفعت رسالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى شعبه يوم الأحد الماضي إلى استقالة المذيعة التي أجبرت على تقديمها فيما ردّ عليها الطلبة والمحامون والمحاربون القدماء وطيف سياسيّ عريض بالاستنكار والرفض والتظاهر في شوارع العاصمة ومدن أخرى.
ولو أن الرسالة قرئت في ظروف أخرى فلربما كانت الردود عليها ستختلف.
من هذه الظروف، مثلا، أن يكون الرئيس قادراً على تسليم معاملة ترشحه بنفسه وليس عبر مدير حملته الانتخابية عبد الغني زعلان، أو أن يكون موجوداً في بلاده وليس في مشفى سويسري فيما الأنباء تترى من هناك بأن حياته مهددة بشكل دائم وأنه بحاجة لعناية طبية مستمرة، أو (وهذا أبسط الأمور): أن يكون قادرا فعلاً على كتابة الرسالة التي أذيعت على الملأ ووعدت تلك التعهدات العتيدة التي لم يقدم عليها أي زعيم عربيّ آخر.
لا نعلم إن كان بوتفليقة قادرا الآن على تذكر خطاب قسمه لعام 2014 (الذي وزع على العموم لأن الرئيس لم يستطع حينها الحديث إلا لدقيقتين فحسب) والذي قال فيه: «إنني لما استجبت لنداءاتكم الكثيرة التي دعتني للترشح، أصبحت مدينا لكم كذلك بتعهدات والتزامات»، ومن تلك التعهدات التي سيقوم الرئيس بالعودة إلى كل منها بالتفصيل، كما قال: «فتح ورشة الإصلاحات السياسية التي ستفضي إلى مراجعة الدستور»، وأن القوى السياسية ستدعى، وكذلك منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية، للعمل على «الفصل بين السلطات وتدعيم استقلالية القضاء ودور البرلمان وتأكيد مكانة المعارضة وحقوقها وضمان المزيد من حقوق وحريات المواطنين»، وأنه سيسهر «على مواصلة التنمية وبناء اقتصاد متنوع»، ودعم «العدالة الاجتماعية» الخ… مؤكدا أن هذا البرنامج هو «التزام مقدس مني تجاهكم».
تحمل نسخة العام 2019 من تعهدات بوتفليقة بعض ملامح تعهدات نسخة عام 2014، ومنها «الندوة الوطنية» و«مراجعة الدستور»، وتطبيق سياسات «العدالة الاجتماعية»، ومناهضة أشكال الفساد والرشوة، ولكنّها تحمل أيضاً جرعة أعلى من المبالغة وصلت إلى التعهد بنظام ودستور جديدين، وكذلك وعدا بأن هذه هي آخر مرة يترشح (ويفوز) فيها بالانتخابات من دون تحديد زمن محدد يقوم فيه بالتنحّي (فيما تبرع مدير حملته باقتراح فترة سنة كاملة من موعد انتخابه الجديد).
لا عجب إذن من الجزائريين، على اختلاف توجهاتهم، لم «يقبضوا» التعهدات الجديدة (التي تعتبر «ثورية» بمقاييس توقعات الشعوب العربية من خطابات رؤسائها الطغاة والغائص أغلبهم في دماء مواطنيهم)، فلو أن الرئيس يدرك حقاً أهمّية تلك الوعود التي قطعها خلال 20 سنة من حكمه، فلماذا لم ينفذها في الوقت الذي كان فيه قادرا صحيّا وعقلياً على ذلك، وكيف يمكنه، وهو الآن في مشفى سويسري وحال صحية حرجة يعاني مشاكل عصبية وتنفسية تحتاج رعاية طبية مستمرة أن يقوم بتلك المهام الجبارة كـ»تغيير النظام» والدستور وإدارة ندوة وطنية شاملة ومحاربة الفساد؟
والحقيقة أننا لو أردنا أن نعرف ماذا يريد «النظام» (الذي كتب رسالة التعهدات) فعلاً فعلينا أن نسمع صوت أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش منذ عام 2004 (وهو أيضا وزير الدفاع منذ عام 2013) الذي هدد الشعب ضمنياً بإعادة «سنوات الألم والجمر»، ومفيد هنا إيراد كيف فهمت بعض القوى السياسية الجزائرية، التهديد، ومن ذلك ردّ عبد الرزاق مقري، رئيس «حركة مجتمع السلم»، الذي قال إن ما يهدد استقرار البلد «هو الفساد الكبير الذي حول الدولة إلى عائلات مافيوية متصارعة على نهب خيرات البلد، تتوارث الفساد من الأب إلى الابن إلى الحفيد، وجميع أجنحة السلطة في كل المؤسسات دون استثناء متورطة فيه».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح //الأردن:

    *كان الله في عون(الجزائر ) و
    الجزائريين من مصير مجهول
    تقوده (عصابة) همها الحفاظ
    على مصالحها فقط..

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    حتى لو تغير الرئيس, تبقى الطغمة الحاكمة والفاسدة كما هي! وما حصل بمصر بعد التغيير ليس ببعيد!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول سعدون الباهلي:

    ثبت عمليا ان النظام الجزائري الحالي ، ومنذ الاستقلال حتى اليوم هو امتداد للاستعمار الفرنسي بخطوطه العريضة.وسقوط بوتفليقة
    بداية سقوط لآخر قلاع المستعمر في الجزائر.

  4. يقول .Dinars.:

    يبدو أن الرئيس قد غادر الحياة بدليل أن من ضمن الوعود التي سوف يعمل على تنفيذها الإستقالة قبل مرور عام من انتخابه في حال نجح في الإنتخابات.
    الشعب الجزائري لن تمر عليه تلك الخزعبلات
    على كل فرنسا التي أنتجت تلك المهزلة تحصد من مستعمراتها القديمة في إفريقيا كل سنة أكثر ما أخذه ترامب من المنشار ولد سلمان من تريليونات من الدولارات. 450 تريليون دولار تقريبا.

  5. يقول فريد. الشاوية:

    منذ بضع أيام فقط، دق خبراء اقتصاديون ناقوس الخطر بسبب استمرار الدولة في طباعة النقود بدون رصيد ليبلغ حجم التضخم 55 مليار دولار حسب ما أوردته صحيفة الشروق، هذا التضخم لن تستطيع الدولة تجاوزه في أقل من 10 سنوات في أحسن الظروف، فبدل أن تحاول الدولة ترشيد النفقات وفرض مراقبة صارمة في عملية جباية الضرائب خاصة من فئة رجال الأعمال تغض الطرف وتستمر في نهج سياسة النعامة حتى تغرق الأجيال القادمة في ديون عليه تحمل عبئها لسنوات أو عقود. كل هذا حدث في فترة حكم الرئيس بوتفليقة الذي هو اليوم طريح الفراش ويستجدي الشعب أن يمنحه سنة إضافية ليحقق إصلاحات عميقة!؟

  6. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم رأي القدس اليوم عنوانه (الجزائر: الرئيس يريد تغيير النظام!)
    قبل خمس سنوات،وهو على الكرسي المتحرك وبالكاد استطاع أن يصل إلى لجنة الانتخابات لحالته الصحية المتردية حينها أطلق بوتفليقةوعودا وتعهدات منها(«فتح ورشة الإصلاحات السياسية التي ستفضي إلى مراجعة الدستور»، وأن القوى السياسية ستدعى، وكذلك منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية، للعمل على «الفصل بين السلطات وتدعيم استقلالية القضاء ودور البرلمان وتأكيد مكانة المعارضة وحقوقها وضمان المزيد من حقوق وحريات المواطنين»، وأنه سيسهر «على مواصلة التنمية وبناء اقتصاد متنوع»، ودعم «العدالة الاجتماعية») كلها وضعت على الرف بمجرد عودته لكرسي العرش وبداية فترته الرئاسية الرابعة.
    والترشح الجديدللفترة الخامسة هو مهزلة المهازل إذ أن الرئيس بوتفليقة يرقد في مستشفى سويسري اقرب إلى القبر منه إلى القصر ؛ حيث تحولت الدولة( إلى عائلات مافيوية متصارعة على نهب خيرات البلد، تتوارث الفساد من الأب إلى الابن إلى الحفيد، وجميع أجنحة السلطة في كل المؤسسات دون استثناء متورطة فيه».)
    عائلات الفساد المتصارعة أعلاه هي ذراع لاصحاب القرار الصهيوماسوني الصليبي الاستعماري بعدم تمكين الاسلاميين من الوصول إلى الكحم

  7. يقول أحمد_ سكيكدة:

    ما ورد على لسان زعيم حزب *حمس* من أن الفساد متغلغل في أجنحة السلطة أكدته تقارير دولية مستقلة كتصنيف منظمة ترنسبرانسي الذي وضع الجزائر في المرتبة 112 من بين 176 دولة شملها التقييم، مرتبة تجعل الجزائر من بين البلدان التي تعرف أكبر نسب الرشوة والمحسوبية والريع. خلال فترة حكم سيادة الرئيس بوتفليقة عرف الفساد نموا مضطردا لم يسبق له مثيل من قبل، واليوم هو يطلب سنة إضافية لتحقيق إصلاح شامل! إنه الضحك على الذقون وذر الرماد على العيون والإستخفاف بصبر الشعب.

  8. يقول S.S.Abdullah:

    أظن سياق عنوان (الجزائر: الرئيس يريد تغيير النظام!) الزماني، مع خطاب بوتفليقة عند تسليمه أوراقه للإنتخابات الخامسة،

    يتوافق مع ما قام به الثنائي جورج بوش وديك تشيني بعد 11/9/2001 بشكل عملي على أرض الواقع، من خلال (قانون الوطنية)، لمنع أي اعتراض على تقصير النخبة الحاكمة، في أداء الوظيفة إن كان في أمريكا أو الجزائر.

    وهل الإعلام دوره لدي يلخصه عنوان (ما كشفه فيديو مسرب من داخل مستشفى جنيف الذي يرقد فيه بوتفليقة- (شاهد)) في موقع جريدة القدس العربي لكي يُثير سؤال:

    هل يستحق أي نظام أن يستمر في حكم أي دولة نفطية، لم يُنشئ مستشفى، يقبل ممثل النُّخب من موظفي الدولة وأسرهم، أن يُعالج فيها؟!

    نجد أن موظفي الدولة في دول تعتمد على السياحة العلاجية يطالبون بالعلاج خارج الدولة، السؤال لماذا، أليس هذا فساد/فشل/رشوة على أقل تقدير؟! فمن يضحك على من، أو من يأخذ من على قدر عقله، ولصالح من؟!

  9. يقول عبد الرزاق فرغولي:

    يستشف المتتبع للأوضاع المتوثرة في الجزائر أن الكلمة الفصل جاءت على لسان قائد أركان الجيش متعهدا بضمان سير الإنتخابات في الوقت المسطر لها سلفا في إشارة واضحة أن لا جدوى من التظاهر والإحتجاج فقد قضي الأمر.
    الرهان اليوم أمام تحدي الجهات النافذة للإرادة الشعبية يبقى مرتبطا بمواقف الدول الغربية وحدتها، الأنظمة العربية تكتسب مشروعيتها من مساندة القوى العظمى، فهي لا تقيم وزنا للرأي العام الداخلي بقدر ما تضرب ألف حساب للضغوطات الخارجية. ليس للشعب من خيار غير الإستمرار في الإحتجاج السلمي فلربما تأتي الرياح بما تشتهي سفنه.

  10. يقول د 0 عطوة 0 ايلياء:

    نصر من الله وفتح قريب0 الله تعلى يريد ما اردت اخي في الجزائر فالحذر الحذر ان يخرج الشيطان من الباب ليعود من الشباك هنيئا هنيئا هنيئا الى اخوتي بنصر الله لكم في جزائر العزة والكرامة والحرية والاستقلال حذار حذار حذار من سراقي النصر والفرحة والسلام على من اتبع الهدى وخشي الرحمن وحده ولم يخشى الردى والله اكبر ولله الحمد والشكر0

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية