قمة الجزائر: إجماع بين الدول على دور الغاز في دعم التحول الطاقوي منخفض الكربون

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”: في جو ربيعي جميل بالجزائر العاصمة، انطلق الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنتدى الدول المصدرة للغاز، بحضور أبرز الدول المؤثرة في السوق الدولية، والذي يسبق قمة المنتدى على مستوى الرؤساء التي ستجري يوم السبت.

وفي اجتماعهم بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، المبنى الفخم الواقع في الضاحية الغربية للعاصمة، شدّد وزراء الطاقة في الدول المصدرة للغاز على ضرورة العمل على تجسيد “رؤية مشتركة” لانتقال طاقوي سلس وعادل من خلال تثمين الغاز الطبيعي.

وبوصفه رئيسا للاجتماع، أكد وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب، أن الغاز الطبيعي، الذي يعتبر طاقة المستقبل، سيلعب دورا أساسيا في تحقيق انتقال طاقوي سلس وعادل” على المدى البعيد، كما تبرزه وتؤكده عديد الدراسات، لا سيما تلك المنجزة من قبل منتدى الدول المصدرة للغاز.

وذكر الوزير أن الاستثمار في موارد الغاز الطبيعي يتطلب كثافة عالية لرأس المال، مشددا على ضرورة إجراء “حوار مستمر وجاد” بين المنتجين والمستهلكين، لبناء “رؤية استشرافية مشتركة” تقر بالدور المتنامي للغاز الطبيعي في مزيج الطاقة العالمي، باعتباره مصدرا مستداما وتنافسيا، يضمن الأمن الطاقوي، شريطة تثمين أفضل وعادل للجميع.

أما وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، سعد الكعبي، فشدّد على أنه من الأهمية بمكان للدول الأعضاء في المنتدى، العمل على صياغة تصور موحد يضمن “انتقالا طاقويا عادلا للجميع”، عن طريق الذهاب إلى الطاقات منخفضة الكربون.

وأكد في هذا السياق على ضرورة تعزيز دور الغاز الطبيعي باعتباره “الوقود المفضل” في العالم، لافتا الى أن إمدادات الطاقة تشكل أكبر تحد لمختلف الدول، في ظل النزاعات الجيو-استراتيجية التي أدت إلى حالة من عدم اليقين للكثير من الدول التي تعمل على تحقيق النمو الاقتصادي.

وفي حديثه للصحافة على هامش الاجتماع الوزاري، أكد وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، على مكانة الغاز الطبيعي كمورد حيوي مستدام، مبرزا دوره الهام في الانتقال الطاقوي في العالم، وداعيا إلى زيادة الاستثمارات الموجهة لاستكشاف وتطوير هذا المورد.

بدوره، نبّه كاتب الدولة للشؤون الغازية لنيجيريا، إكبيريب إكبو، إلى احتياطات الغاز الهامة التي تتوفر لدى دول المنتدى والتي يتوجب استغلالها، مطالبا بالعمل على تحول طاقوي يعزز تطلعات الدول نحو مستقبل أفضل.

وأكد في نفس النقطة، على ضرورة العمل “كجبهة موحدة” لتذليل الصعوبات وعلى الالتزام بالقرارات التي تصب في المصلحة المشتركة، من أجل الاستغلال الفعلي للثروات في تحقيق التطور الاقتصادي.

وفي كلمته، أشار وزير البترول والثروات المعدنية المصري، طارق الملا، الى أن العالم يشهد تحولات جذرية على جميع الأصعدة، وأنه “من الضروري تثمين ثروات بلدان المنتدى”، الذي يعد “منصة هامة للعمل الجماعي” من أجل تسهيل الانتقال الطاقوي.

أما الأمين العام لوزارة البترول والغاز الليبية، خليفة عبد الصادق، فأكد على التزام بلاده بأهداف المنتدى كمنصة فاعلة للدول الأعضاء في التعاون والتنسيق في القضايا المتعلقة بالغاز الطبيعي، وأنها تشجع تبادل وجهات النظر في هذا المجال، مشيدا بالدور الهام الذي سيلعبه معهد البحوث في الغاز، في تثمين هذا المورد كطاقة نظيفة تساهم في تحول طاقوي عادل

وتحدث وزير الطاقة والصناعات الطاقوية لترينيداد وتوباغو، ستيوارت يونغ، عن أهمية العمل على أخذ قرارات مشتركة من شأنها أن تدفع بالصناعة الغازية والمحافظة على ثروات البلدان، لافتا إلى أن أي قرار يتخذ سيؤثر على الأجيال المقبلة. ورافع الوزير من أجل دعم الدول النامية على تطوير قطاع الطاقة وتمكينها من استغلال ثرواتها، مشيرا إلى أهمية اتفاقيات التعاون جنوب-جنوب في المجال الطاقوي.

وشهد الاجتماع إعلان الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، محمد حامل، عن دخول موريتانبا كعضو جديد في التكتل وتقدم السنغال بطلب رسمي للانضمام إلى عضوية المنتدى، علما أن البلدين يتقاسمان حوضا كبيرا من الغاز هما بصدد استغلاله.

وفي هذا السياق، لفت وزير البترول والمعادن والطاقة الموريتاني، ناني ولد أشروقه، الى أن بلاده تسيير نحو استغلال مواردها الطبيعية وعلى رأسها الغاز، مبرزا أهمية التعاون بين دول المنتدى للعمل على خلق صناعة طاقوية قوية. وأكد أن موريتانيا تثمن إنشاء معهد البحوث في الغاز بالجزائر، وتأمل في العمل على “تعاون متميز ومستمر” من شأنه أن يسمح لبلدان المنتدى باستغلال أمثل لطاقة الغاز.

كما دعا وزير البترول والطاقات السنغالي، أنطوان فيليكس أبدولاي ديوم، دول المنتدى إلى التقارب مع بلاده ودعمها في خلق صناعة غازية، لا سيما وأن “السنغال تعد من البلدان التي ستدخل إنتاج المحروقات قريبا، وهي ترغب في الاستلهام من خبرة دول المنتدى في الصناعة الغازية”.

وأصبح منتدى الدول المصدرة للغاز بعد قمة الجزائر يضم 13 عضوا دائما هي الجزائر، بوليفيا، مصر، غينيا الاستوائية، إيران، ليبيا، نيجيريا، قطر، روسيا، ترينيداد وتوباغو، الإمارات، فنزويلا، موريتانيا، بالإضافة إلى 6 أعضاء مراقبين هم أنغولا، أذربيجان، العراق، ماليزيا، موريتانيا، موزامبيق، بيرو.

ويعد المنتدى منظمة حكومية دولية تمثل أهم الدول المصدرة للغاز في العالم، وهي تشكل معا 70 في المئة من احتياطيات الغاز العالمية المؤكدة، أكثر من 40 في المئة من الإنتاج المسوق، 47 في المئة من الصادرات عبر الأنابيب، وما يفوق نصف صادرات الغاز الطبيعي المسال على المستوى العالمي.

ويعمل المنتدى، وفق أهدافه المكتوبة، على المساهمة في رسم مستقبل الطاقة، كمدافع عالمي عن الغاز الطبيعي ومنصة للتعاون والحوار، بهدف دعم الحقوق السيادية للدول الأعضاء على مواردها من الغاز الطبيعي والمساهمة في التنمية المستدامة والأمن الطاقوي العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية