الجزائر”القدس العربي”:
تأجلت جلسة انتخاب رئيس جديد لمجلس الشعب الجزائري إلى يوم الأربعاء المقبل، والتي كان من المقرر إجراؤها أمس، وذلك بعد أقل من أسبوع من إعلان مكتب مجلس الشعب حالة الشغور على مستوى رئاسة المجلس، لإزاحة السعيد بوحجة من منصبه، في إطار الصراع القائم داخل البرلمان.
ويأتي قرار مكتب المجلس بعد مصادقة اللجنة القانونية على مستوى البرلمان على القرار الصادر عن مكتب المجلس بخصوص شغور منصب الرئيس، الذي لجأت لإثباته إلى القانون الداخلي، مؤكدة أن بوحجة عاجز عن التعامل مع نواب الأغلبية، ومن ثمة هناك حالة شغور على مستوى المجلس، وبحسب القانون الداخلي للمجلس فإنه في حالة شغور منصب الرئيس، يتم عقد جلسة انتخاب رئيس جديد خلال 15 يوما على أقصى تقدير.
ورغم أن نواب الأغلبية يتجهون إلى انتخاب رئيس جديد، إلا أن السعيد بوحجة مازال يعتبر نفسه رئيسا للبرلمان، رافضا الرضوخ لمنطق الأمر الواقع، مؤكدا أن الحركة التي قام بها خصومه غير قانونية وغير دستورية، وأنه يظل رئيسا للمجلس، مع إمكانية إخطاره مجلس الدولة أو المجلس الدستوري، في حال ما إذا انتخب خصومه رئيسا جديدا الأربعاء المقبل.
من جهتها تبقى المعارضة صامتة حيال ما يجري، فبالرغم من أن الكثير منها ندد بالصراع القائم داخل البرلمان، وبالطريقة التي تمت بها إزاحة السعيد بوحجة، إلا أن الأحزاب المعارضة داخل البرلمان، وخاصة الإسلامية لم تعلن بعد موقفا من انتخاب رئيس جديد للمجلس، فهل ستكتفي بمقاطعة جلسة الانتخاب، أو أنها ستشارك في الجلسة وتتخذ موقفا معارضا برفع لافتات أو التظاهر تحت قبة البرلمان، خاصة وأن الكاميرات ستكون حاضرة وبقوة خلال ذلك اليوم، وبالتالي قد تكون الفرصة مواتية للاحتجاج وتسجيل نقاط على حساب أحزاب السلطة، فيما يبقى احتمال انسحاب المعارضة من البرلمان بشكل جماعي، وإعلان الاستقالة أمرا مستبعدا، لأن الأمر لن يكون سهلا بالنسبة لقيادات أحزاب المعارضة، التي ستجد نفسها في مواجهة أمام نوابها الذين سيجد الكثير منهم صعوبة في التفريط والتخلي عن الامتيازات التي توفرها النيابة، كما أن الأحزاب قد تفكر مرتين قبل الخروج من البرلمان، لأن السلطة قد تقرر الاستمرار به حتى في غياب المعارضة، وبالتالي ستكون المعارضة قد خسرت منبرا مهما بالنسبة إليها لإسماع صوتها، وذلك أضعف الإيمان.