الجزائر تتوقع عائدات قياسية هذه السنة.. وتبون يزور أول مدينة خارج العاصمة منذ توليه الحكم

حجم الخط
16

الجزائر- “القدس العربي”:

ينتظر أن تبلغ مداخيل الجزائر من المحروقات خلال السنة الجارية نحو 50 مليار دولار، يضاف إليها الصادرات الأخرى غير النفطية التي ستكون في حدود 7 مليار دولار، ما سيجعل هذه السنة قياسية من حيث المداخيل من العملة الصعبة. وتتزامن هذه الأخبار، مع أول زيارة يجريها الرئيس عبد المجيد تبون لمحافظة خارج العاصمة، لتدشين بعض مشاريع البنية التحتية والإشراف على افتتاح ألعاب البحر المتوسط.

كشف المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار، عن توقعات ببلوغ عائدات تصدير المحروقات نحو 50 مليار دولار مع نهاية سنة 2022، وذلك بزيادة متوقعة قدرها 29.2 بالمائة مقارنة بالعام الماضي الذي بلغت فيه المداخيل 35.4 مليار دولار. وتأتي هذه الزيادة لتؤكد المنحى التصاعدي لمداخيل البلاد، بعد أن كانت سنة 2020 من بين الأضعف، بعائدات لم تتجاوز 25 مليار دولار، بفعل أزمة كورونا.

وأوضح المدير العام لشركة سوناطراك، خلال عرض قدمه للرئيس عبد المجيد تبون، الذي يزور مدينة وهران غربي البلاد، أن أوضاع سوق الغاز المناسبة سمحت بزيادة الصادرات في سنة 2021 بنسبة 54 بالمائة عن طريق خط أنابيب الغاز وبنسبة 13 بالمائة عن طريق المسار المميع. كما شهد متوسط سعر مزيج صحراء بلاند الذي تصدره الجزائر ارتفاعا بنسبة 68 بالمائة في نهاية أيار/مايو 2022 مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2021.

وبدا حكار متفائلا باستمرار عصر النفط في الجزائر، من خلال الاكتشافات المحققة، والتي بلغت في الفترة الممتدة من 2020 إلى 2022 35 اكتشافا جديدا للمحروقات منها 34 اكتشافا بالمجهود الذاتي، بحجم إجمالي قدر بـ 307 مليون طن معادل بترول، أي ما يعادل 2.15 مليار برميل. وأشار إلى أنه تم استثمار ما لا يقل عن 7 مليارات دولار في عدة مشاريع هي في طور الإنجاز ستساهم في الإنتاج بكمية 20 مليون طن معادل بترول/سنة (140 مليون برميل)، إضافة إلى 5 ملايين دولار كانت قد استثمرت في مشاريع بدأت تدخل حيز التنفيذ ابتداء من 2020 تساهم في الإنتاج بـ 10 مليون طن (70 مليون برميل) معادل بترول في السنة.

وخلال تدخله، طالب الرئيس تبون بإعادة النظر في الاستثمار في إنتاج الديزل، لافتا الى أن المنحى يتجه عالميا نحو التقليص من استعمال هذا النوع من الطاقة. وتقيم الجزائر حاليا استثمارات ضخمة لإنجاز مصافي تكرير النفط من أجل الحصول على الوقود الذي كانت تستورده بنحو 2 مليار دولار على الرغم من أنها بلد منتج للنفط. وأعطى الرئيس تعليمات من أجل دراسة هذه المسألة مع وزارتي النقل والطاقة “حتى لا يضيع الاستثمار في إنتاج هذا النوع من الوقود”.

كما دعا تبون مسؤولي شركة سوناطراك لمواصلة العمل لإنتاج مواد كانت الجزائر تستوردها إلى غاية اليوم، وأشاد بانخراط المجمع في “السياسة الجديدة لتقوية الإنتاج الوطني والتخلي عن الاستيراد، إلا عند الضرورة”.

وأشار المدير العام لسوناطراك، في هذا السياق، إلى أن إنجاز مركب إنتاج ميثيل ثلاثي بوتيل الإيثر (مركب يستعمل في إنتاج الوقود غير الضار بالبيئة) بأرزيو في وهران، سيسمح بالاستغناء كليا عن استيراد هذه المادة التي تكلف سنويا 170 مليون دولار الخزينة العمومية.

وسيمكن إنجاز هذا المركب الذي ستنطلق الاشغال به شهر تموز/جويلية المقبل، بإنتاج 200 ألف طن سنويًا من هذه المادة، على أن تنتهي الأشغال في أيار/مايو 2025.

واعتبر تبون، بعد استماعه للعرض، أن شركة سوناطراك تعد “من الأدوات القوية التي تسمح للجزائر بممارسة سيادتها الوطنية”، واصفا إياها بأنها “بالدرع الذي يحمي الجزائر، بعد قواتها المسلحة والمناضلين والمواطنين الأحرار”. وأبرز أن التاريخ سيسجل أن هذه الشركة الوطنية سمحت للجزائر بأن “ترفع صوتها ورأسها في ظروف جد حساسة”.

وتؤمن شركة سوناطراك حاليا أكثر من 95 بالمائة من مداخيل الجزائر من العملة الصعبة، كما تساهم في الجباية الوطنية بنحو 45 بالمائة، وهي بذلك تمثل أهم عوامل الاستقرار المالي للبلاد. لكن الحكومة الحالية تريد تكريس توجه لتنويع الصادرات يحمي الجزائر من تقلبات السوق النفطية ويساهم في تنويع الاقتصاد وجلب استثمارات خارجية.

وتشير المعطيات الأولية لبلوغ الصادرات الجزائرية خارج المحروقات مستوى 2.2 مليار دولار في الربع الأول من سنة 2022، مع تسجيل هدف لبلوغها 7 مليار دولار مع نهاية السنة.

وفي هذا الصدد، أبرز عبد اللطيف الهواري مسؤول متابعة ودعم الصادرات بوزارة التجارة، في تصريحات للإذاعة الجزائرية، أن حصيلة الأربعة الأشهر الأولى للسنة الجارية لصادرات الجزائر خارج المحروقات ارتفعت بنسبة 82 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، لتصل إلى 2.2 مليار دولار رغم منع بعض المنتوجات من التصدير، مؤكدا أن الحكومة تعتزم الرفع من المبادلات البينية العربية والإفريقية، لاسيما في ظل دخول اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية حيز التنفيذ مطلع شهر يوليو/جويلية المقبل.

ولم يكن من الصدفة إذاعة هذه الأخبار المتفائلة، مع أول زيارة يقوم بها تبون خارج العاصمة منذ سنتين ونصف من وصوله للحكم. وتريد السلطة من وراء ذلك، طمأنة الداخل الجزائري، بعودة سياسة الإنفاق الاجتماعي، لكن بمقاربة أكثر اقتصادية وفاعلية. وخلال زيارته لوهران، أشرف تبون على تدشين مشاريع كبرى، مثل محطة تحلية المياه ومحطة جديدة بمطار وهران ومنشآت رياضية كبيرة، ستحتضن دورة ألعاب البحر المتوسط، التي سيعطي الرئيس إشارة انطلاقها غداً السبت بملعب وهران الجديد. وتمثل هذه الألعاب، رهاناً آخر بالنسبة للسلطات، هدفه تحسين صورة الجزائر سياحيا خاصة في منطقة المتوسط والتأكيد على قدرتها على احتضان تظاهرات دولية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ياسين:

    اول خروج خارج العاصمة؟
    منذ توليه الحكم
    يا سلام

  2. يقول مصطفى كردي:

    المسؤولون يتفاخرون باكتشاف ثروات جديدة و امتلاء الخزائن باموال طائلة هذه حقيقة ولكن الحقيقة الدامخة الملازمة لها هي أن القدرة الشرائية للغالبية لا توفر الحياة الكريمة و يندى لها الجبين و مثال ذلك تغذية غالبية الچزائريين ليست صحية و هي خالية من اللحوم والخضار والفواكه إلا نادرا لغلائها الجنوني

  3. يقول فيصل:

    الحمد لله. اللهم بارك وزد. وتحيا الجزائر ??بلاد الأحرار

  4. يقول Carawane Carawane:

    بشائر خير إن شاء الله

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية