الجزائر ترسل خبراء من الشرطة العلمية إلى باريس للمشاركة في التحقيقات الخاصة بسقوط الطائرة

حجم الخط
0

الجزائر «القدس العربي»: أوفدت الجزائر أربعة خبراء ينتمون إلى الشرطة العلمية والتقنية إلى باريس لمباشرة العمل المخبري لتحديد هوية ضحايا تحطم الطائرة الاسبانية التي استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية، والتي تحطمت في مالي منذ حوالي عشرة أيام، وذلك بعد انتهاء عملية أخذ عينات للضحايا بقرية قوسي على وجه التحديد من أجل التعرف عليهم.
وقال عبد القادر قارة بوهدبة مدير الشرطة القضائبة في مؤتمر صحافي عقده أمس الأول إن السلطات قررت إرسال هؤلاء الخبراء المنتمين إلى الفرقة العلمية الجزائرية  و «مباشرة العمل المخبري تتمة للعمل الميداني، الذي تم القيام به على مدار أسبوع كامل بموقع سقوط الطائرة». 
وذكر السيد بوهدبة أنه بالموزاة مع العمل الذي سيقوم به الخبراء الجزائريون في باريس، فإن تسعة خبراء جزائريين لا يزالون بمالي في اطار اتمام عملية التحقيق  الجارية بالتنسيق مع سلطات هذا البلد، موضحا أن الفرقة التي تم إرسالها إلى مالي عملت على  البحث والجمع والترميز للأشلاء التي عثر عليها بالموقع، وكذا جمع الأشياء والآثار التي من شأنها المساعدة على التعرف على ضحايا هذه الكارثة الجوية.
وأشار المصدر ذاته  إلى ان الفرق التي تم إرسالها إلى مالي فور سقوط الطائرة قامت  بـ»إجراء مسح شامل ودقيق لمكان وقوع الحادث».
وأبرز مدير الشرطة القضائية أن إرسال خبراء إلى باريس يندرج في إطار استكمال العمل الميداني للفرق المشتركة التي تضم خبراء دوليين  قاموا بالمرحلة الأولى من عملهم في موقع تحطم الطائرة، من أجل «تنسيق العمل العلمي لإيجاد الربط بين المعطيات العلمية والتقنية المتحصل عليها.
 وأوضح مدير الشرطة القضائية أن التنسيق بين الجزائر ومالي وفرنسا يأتي «تجسيدا للإتفاق الثلاثي المبرم بين الدول الثلاث في هذا الشأن، ناهيك عن  التعاون بين مختلف الدول المعنية بتحطم الطائرة».
وجدد التأكيد على أن العملية صعبة، بالنظر إلى بشاعة الحادث، وشدة ارتطام الطائرة، الأمر الذي جعل عملية جمع الأشلاء صعبة، خاصة بالنظر إلى قساوة الظروف المناخية، علما أن هذه الجهود «ترمي إلى تحديد هوية الضحايا في أقرب وقت ممكن مع مراعاة احترام كرامتهم و ذويهم في الوقت نفسه».
واعتبر أنه من الصعب تحديد آجال للكشف عن نتائج التحقيق، مشددا على أن التحقيق يتطلب وقتا طويلا لجمع وتحليل كافة البيانات المتعلقة بالحادث، مؤكدا على أن السلطات الجزائرية لن تدخر جهدا من أجل الوصول بالتحقيق إلى النتائج التي تكشف حقيقة ما جرى، كما أن الأولوية بالنسبة للسلطات هي عائلات الضحايا، التي لا بد لها من دفن ذويها، وإقامة المآتم.
جدير بالذكر أن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية القادمة من عاصمة بوركينافاسو تحطمت فوق الأراضي المالية يوم 24 يوليو/ تموز الماضي، وذلك دقائق قليلة بعد إقلاعها، وكان على متنها 116 راكبا بحسب السلطات الجزائرية و118 راكبا بحسب السلطات الفرنسية، وقد توفي كل الركاب والطاقم، على اعتبار أن الطائرة سقطت بشكل عنيف وسريع من ارتفاع 10 آلاف متر وتحطمت خلال ثلاث دقائق.
وفي اليوم التالي لسقوط الطائرة توجه وزير النقل عمار غول إلى مالي على رأس وفد يضم مسؤولي قطاع الطيران والنقل، وذلك من أجل الوقوف على آثار وخلفيات الحادث، لكن منذ البداية ظهر أن فرنسا التي فقدت 54 رعية في الحادث، تريد أن تكون لها اليد الطولى في التحقيق، ورغم أن وزير النقل الجزائري كان فخورا بنقل الصندوقين الأسودين من مدينة غاو إلى العاصمة باماكو، إلا أن الصندوقين نقلا بعد ذلك إلى العاصمة الفرنسية باريس من أجل تحليلهما، وبالإضافة إلى التنافس الذي ظهر جليا بين الجزائر وفرنسا حول التحقيقات الخاصة بسقوط الطائرة، فإن القضية هذه يلفها الكثير من الغموض وتحيط بها الكثير من الأسئلة العالقة.

كمال زايت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية