الجزائر ـ القدس العربي ـ من كمال زايت ـ فجر صمت عمار سعداني أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني ( الاغلبية) في الجزائر تجاه الصور التي نشرها رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ووسائل إعلام فرنسية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، خاصة وأن سعداني الذي كان دائما في طليعة المدافعين عن الرئيس التزم الصمت في هذه القضية، ولم يصعد الى “الجبهة” لمهاجمة ناشري هذه الصور، كما فعل زملاءه في أحزاب الموالاة.
الصمت الذي تعامل به سعداني مع القضية جلب له اتهامات من طرف خصومه داخل الحزب، والذين يتهمونه بالتخاذل، وخاصة غريمه حزب التجمع الوطني الديمقراطي، لان الامر يتعلق بفرنسا، التي يمتلك بها سعداني عقارات ولديه بطاقة إقامة بها، مؤكدين على أنه لو سارع لاتهام فرنسا الفرنسية والهجوم عليها، لكان لذلك تبعات على إقامته وممتلكاته هناك، في حين اعتبر قياديون من حزبه أنه هو من كلفهم بالرد، وأنه التزم الصمت لأسباب صحية، وان الاتهامات الموجهة ضده لا أساس لها من الصحة.
الحرج الذي خلفته الصور التي نشرها فالس والإعلام الفرنسي ساعد في عودة جو الإشاعات الذي كانت تعيشه البلاد من قبل، التي كانت تنمو وتتمدد كلما غاب الرئيس بوتفليقة عن الأنظار، وكلما غاب عن استقبال ضيوف أجانب، هذه المرة عادت ايضا اشاعات تقول إنه نقل على جناح السرعة الى سويسرا بعد أن عرفت صحته تدهورا مفاجئا، في حين راحت اشاعات أخرى تتحدث عن إطلاق نار استهدف شقيقه الأصغر ومستشاره السعيد بوتفليقة، مع العلم أنها ليست المرة الاولى التي يتم فيها الحديث عن استهداف شقيق الرئيس والرجل القوي في السلطة حاليا، ليتبين في كل مرة أن الامر لا يعدو أن يكون مجرد اشاعات.
الوضع الذي تعيشه البلاد والضبابية التي تغرق فيها بسبب مرض الرئيس، يعطي الانطباع في كل مرة أن شيئا ما سيحدث، الامر الذي يفتح المجال واسعا أمام الإشاعات، وهي اشاعات من غير المستبعد ان تكون السلطة تغذيها او تعطيها مجالا للانتشار لتوظيفها واستغلال نتائجها سياسيا.