الجزائر: ووري الثرى بعد ظهر الإثنين، رئيس المجلس (المحكمة) الدستوري الجزائري مراد مدلسي، الذي وافته المنية فجرا، بعد صراع مع المرض، في وقت شرعت هيئته في إجراءات استخلافه، تحسبا لانتخابات الرئاسة، المقررة في 18 أبريل/ نيسان القادم.
وأقيمت جنازة الراحل بمقبرة “بن عكنون”، بأعالي العاصمة الجزائر، وسط حضور لأعضاء الحكومة بتقدمهم رئيس الوزراء أحمد أويحيى، إلى جانب كبار المسؤولين في الدولة.
وفجر الإثنين، أعلنت وفاة مراد مدلسي، عن عمر ناهز 76 عاما، بمقر سكنه بالعاصمة، بعد صراع طويل مع المرض.
وجاءت وفاة مدلسي، بالتزامن مع انطلاق سباق انتخابات الرئاسة، التي ستجرى في 18 أبريل القادم، والذي يعد دور هيئته فيه محوريا حيث أعلن المجلس سابقا أن 3 مارس/ آذار المقبل، سيكون آخر أجل لتقديم ملفات الترشح أمامه.
وتعود للمجلس، صلاحية البت في القائمة النهائية للمترشحين لمنصب الرئاسة، بعد دراسة ملفاتهم، وكذا نتائج الاقتراع النهائية.
وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، عن اجتماع مستعجل للمجلس (لم يحدد موعده) برئاسة نائب رئيس المجلس، محمد حبشي، لتسجيل حالة الوفاة، وإبلاغ رئيس الجمهورية بذلك.
وتنص المادة 181 من النظام المحدد لعمل المجلس الدستوري، أنه “في حالة وفاة رئيس المجلس الدستوري، يجتمع المجلس برئاسة نائب رئيسه، ويسجّل إشهادا بذلك، مع إبلاغ رئيس الجمهورية فورا”.
وينص الدستور على أن تعيين رئيس المجلس، يكون من قبل رئيس الجمهورية، دون تحديد ذلك بمهلة زمنية معينة، لكن اقتراب موعد الاقتراع الرئاسي يجعل القرار وشيكا.
ويرتقب أن يعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد أيام عن الشخصية التي ستخلف مدلسي في هذه المنصب، الذي شغله منذ 2013.
وخلال الساعات الماضية، تداولت وسائل الإعلام المحلية، اسم الطيب بلعيز، وهو مستشار الرئيس للشؤون القانونية، لخلافة مدلسي، حيث سبق أن شغل المنصب بين 2012 و2013، وقبله قاد وزارات الداخلية والعدل لسنوات طويلة.
وأمس الأحد، أعلنت وزارة الداخلية استقبال 127 إعلان ترشح، أغلبها لمتسابقين مغمورين.
وبالنسبة للشخصيات البارزة ضمن المتقدمين للترشح، يأتي عبد العزيز بلعيد، رئيس حزب جبهة المستقبل، الذي ترشح عام 2014، كما أعلنت حركتا “مجتمع السلم”، و”البناء الوطني” الإسلاميتان ترشح رئيسيهما على التوالي عبد الرزاق مقري وعبد القادر بن قرينة.
وأعلن رئيس الحكومة السابق ومرشح رئاسيات 2004 و2014 علي بن فليس تقدمه لاستحقاق أبريل/نيسان المقبل، إضافة للجنرال المتقاعد علي غديري.
ولم يعلن بوتفليقة (81 سنة)، الذي يحكم الجزائر منذ 1999، حتى الآن ما إذا كان سيترشح لولاية رئاسية خامسة، كما لم يرُد على دعوات متجددة لمؤيديه للاستمرار في الحكم، وسط ترقب لموقفه النهائي الذي سيكون منعرجا في السباق.
وكما جرت العادة سابقا يفصح بوتفليقة عن موقفه في آخر لحظة من المهلة القانونية لإيداع ملفات الترشح، التي تنتهي في 3 مارس القادم، عند منتصف الليل. (الأناضول)