الجزائر- “القدس العربي”:

كشف مجمع سوناطراك الجزائري عن شراكة جديدة مع عمالقة الطاقة “أوكسيدنتال” و”إيني” و”توتال إينرجي”، بقيمة 4 مليار دولار، لإنتاج مليار برميل من النفط في حوض بركين جنوبي شرق الجزائر.

وأوضحت سوناطراك في بيان لها هذا العقد المبرم على صيغة تقاسم الإنتاج يندرج ضمن مذكرة التفاهم المبرمة بين سوناطراك وشركائها بتاريخ 31 كانون الثاني/جانفي 2021، وهو يخص الرقعة التعاقدية بركين (كتلتي 404 و208)، الواقعة على بعد 300 كيلومتر جنوب شرق حاسي مسعود، بموجب القانون رقم 19-13 المنظم لنشاط المحروقات.

وأبرزت سوناطراك أن التوقيع على هذا العقد الجديد “يترجم رغبة جميع الأطراف لتعزيز شراكتها المتعلقة برقعة بركين التعاقدية ومواصلة تطوير مجال تعاونها من خلال البحث عن فرص شراكة جديدة”.

ويتضمن عقد الشراكة الموقع عليه بالجزائر العاصمة، تعهد الأطراف المعنية بتنفيذ عمليات تطوير واستغلال هذه الرقعة عبر إجراء الدراسات الزلزالية ثلاثية الأبعاد بكثافة عالية، وتنفيذ حفر 100 بئر نفطية، وتحويل 46 بئراً إلى آبار تعتمد على تقنية الضخ المتناوب للماء والغاز لتحسين استرداد المحروقات.

كما ينص العقد على إنجاز مخططات توجيهية لتحسين أداء المنشآت الإنتاجية، واعتماد الحلول الرقمية لتسيير الحقول النفطية، وتنفيذ مشروعين تجريبيين للاسترداد المعزز للنفط، وإجراء دراسات ومشاريع بيئية متعلقة بخفض البصمة الكربونية.

ويبلغ العقد الإجمالي للاستثمار المخصص لتنفيذ هذه الخطة التنموية بنحو 4 مليار دولار أمريكي والذي سيسمح باسترداد إضافي يتجاوز 1 مليار برميل مكافئ نفط من المحروقات ما سيسمح بالرفع من المعدل المتوسط للاسترداد الكلي بـ 55  بالمائة.

وليس العقد الحالي، وفق سوناطراك، سوى امتداد لشراكة قديمة تعود إلى 23 تشرين الأول/أكتوبر 1989 بموجب القانون رقم 86-14 المنظم لنشاط المحروقات. وتمكنت الشركات الأربع من تحقيق إنتاج تراكمي يبلغ حوالي 2,7 مليار برميل مكافئ نفط من المحروقات واستثمارات تتجاوز 10 مليار دولار أمريكي.

وكان الرئيس الجزائري قد تولى بنفسه الكشف عن هذا العقد في تصريح صحفي مشترك، مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الذي زار البلاد أمس. وقال تبون:” سنوقّع غدا اتفاقا هامّا مع شركات أوكسيدونتال وإيني وتوتال، تبلغ قيمته 4 مليار دولار، وسيسمح بتزويد إيطاليا بكميات كبيرة من الغاز الطبيعي”.

وتتميز الحقول الجزائرية الواقعة في الجنوب الشرقي بإنتاج مختلط من النفط والغاز والمكثفات، وهو ما يسمح بإنتاج متنوع للمواد الطاقوية. وتستقطب هذه الحقول شركات أجنبية كبرى من إيطاليا والولايات المتحدة وفرنسا والنروج ودخلت الصين وتايلندا مؤخرا على خط الإنتاج.

وتوالت في الأشهر الأخيرة اكتشافات سوناطراك وشركائها من الحقول النفطية والغازية بالصحراء الجزائرية. وقبل أسابيع، ذكرت سوناطراك، أنها تمكنت من تحقيق اكتشاف هام من الغاز الطبيعي على مستوى حقل حاسي الرمل، يعد الأكبر منذ عشرين سنة، حيث أظهر التقييم الأولي كميات تقدر ما بين 100 و340 مليار متر مكعب من الغاز المكثف.

وفي آذار/مارس، أعلن المجمع الجزائري عن اكتشاف نفطي جديد بمنطقة تقرت في الجنوب الشرقي للبلاد، بطاقة إنتاجية قد تصل إلى مليار برميل. وقبل ذلك بشهر، توصلت سوناطراك لاكتشاف نفطي يعادل نحو 140 مليون برميل بالشراكة مع إيني الإيطالية في منطقة تسمى “زملة العربي” بمحيط حوض بركين جنوبي شرق الجزائر.