الجزائر: قائد الأركان يعود إلى الواجهة وسط مخاض سياسي وتساؤلات حول دور الجيش

حجم الخط
2

الجزائرـ “القدس العربي”:

قال  الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، قائد أركان الجيش إن القوات الجوية بلغت أشـواطا أصبحت من خـلالـــها تمثل مكونـــا أسـاسيا قويا ومقتدرا ومتطورا من مكونــــات الجيش،  وأن تطويرها وتحديثها والوصول بها إلى المرامي المرغوبة، هو التحدي الذي من الضروري استكمال مساره الناجح، ليدشن الفريق قايد صالح بهذه الزيارة عودته إلى الميدان، بعد فترة توقف، وفي خضم مخاض سياسي لم يسفر بعد عن خريطة طريق واضحة، ووسط تساؤلات حول دور الجيش في المرحلة المقبلة.

وأضاف الفريق قايد صالح في خطاب ألقاه عقب إشرافه على  تمرين تجريبي لاستعراض طائرات بدون طيار: “أن الأهداف الجليلة التي تثابرون اليوم من أجل تجسيدها ميدانيا، تستحق منكم فعلا هذا الإصرار على النجاح، وإنني إذ أحيي الجميع على مشاركتهم الفاعلة في إجراء هذا التمرين الجوي، كل في موقع مسؤوليته وحدود صلاحياته، فإنني أعـتـبـر نـتـائجه الأولية مشجعة ومتجاوبة تماما مع ما كنا نصبو إليه (…) كما يتعين أن يكون هذا التمرين، محفزا قويا على البحث الدائم على تنمية المهارات وصقل الكفاءات وتوظيف التجارب والخبرات المكتسبة، وجعل ثماره نقلة نوعية أخرى نحو الأحسن”.

واعتبر أنه « في هذا الإطار ينبغي أن يعي الجميع ويدرك مدى المجهودات التي بذلناها في السنوات القليلة الماضية، حتى بلغت القوات الجوية كل هذه الأشـواط، أشـواط أصبحت من خـلالـــها تمثل مكونـــا أسـاسيا قويا ومقتدرا ومتطورا من مكونــــات الجيش، التي نعتبر أن رهان تطويرها وتحديثها والوصول بها إلى المرامي المرغوبة، هو التحدي الذي سعينا ونسعى إلى استكمال مساره الناجح وكسب نتائجه المأمولة”.

وكان الفريق أحمد قايد صالح قد أشرف على تنفيذ تمرين تجريبي لاستعراض طائرات بدون طيار، والذي جرى على مستوى الميدان المركزي للجو بحاسي بحبح، وبحضور اللواء عبد الحميد غريس الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، واللواء حميد بومعيزة، قائد القوات الجوية.

ينسب بعض المراقبين إلى الفريق أحمد قايد صالح نية الترشح لمنصب الرئاسة، على اعتبار أنه الشخصية الأقوى في المشهد الحالي

وتأتي عودة الفريق أحمد قايد صالح إلى الظهور والقيام بزيارات ميدانية بعد فترة انقطاع، وفي وقت تعيش فيه البلاد فترة تجاذبات، وسط حديث عن استعداد القائمين على السلطة لتأجيل الانتخابات الرئاسية والذهاب إلى ندوة وفاق وطني، وفي السياق ذاته تمديد الفترة الرئاسية الحالية للرئيس بوتفليقة، حتى وإن كان الدستور لا ينص على مثل هذه الحالة، وفي الوقت ذاته تتجه الأنظار إلى مبنى « التاغاران » ( مقر وزارة الدفاع) لمعرفة رأي وموقف المؤسسة العسكرية مما يتم طبخه، فالجيش كان دائما هو صانع الرؤساء، وكل الذين تعاقبوا على قصر المرادية ( الرئاسة) كانوا عسكريين باستثناء بوتفليقة، وبالتالي مهما قيل عن عصرنة الجيش وابتعاده عن السياسة، فمن الصعب تخيل أن المؤسسة تبقى بعيدة عن محطة مفصلية كالتي تعيشها الجزائر هذه الأيام، كما أن الفريق قايد صالح مثلما ألح في مناسبات عدة على حياد الجيش فإنه كان يقول إنه وفي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وهو ما يفهم منه أن الفريق وفي للرئيس فقط، وأنه في حالة ذهاب جماعة الرئيس نحو حل آخر، فهو غير ملزم به، فيما ينسب بعض المراقبين إلى الفريق نية الترشح لمنصب الرئاسة، على اعتبار أنه الشخصية الأقوى في المشهد الحالي، فضلا عن كونه عسكري فهو مجاهد، وبالتالي تتوفر فيه صفتين أساسيتين من الصفات التي تفتح أبواب قصر الرئاسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Hgerty:

    لغة التهديد و الوعيد بين السطور مع غياب حكمة التنمية المستدامة لأن العسكر في كل البلدان لم يخلق لا ديموقراطية و لا تنمية اقتصادية أو اجتماعية و لكن لا يتردد في إعلان حرب على شعبه و على المسار الديمقراطي و إدخال البلاد في جحيم العشرية السوداء بحجة حماية الأمن القومي الجزائري من مشروع الإسلام السياسي الشرعي لأنه يهدد ديانة العسكر العلمانية لترضى عنهم فرنسا و الغرب

  2. يقول هيثم:

    ملحوظة: السيد بوتفليقة محسوب أيضا من الرؤساء العسكريين إذا اعتبرنا أنه كان يملك رتبة قبطان في جيش التحرير الجزائري إبان المقاومة أو بالأحرى في جيش الحدود ضمن جماعة وجدة عندما كان اسمه الحركي عبد القادر المالي. الرئيس الجزائري الوحيد الذي لا ينتمي للعسكر هو المرحوم محمد بوضياف الذي تم اغتياله من لدن العسكر.

إشترك في قائمتنا البريدية