الجزائر- الأناضول- يتواصل الجدل بشأن تحديد هوية أمير تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في الجزائر، بعد أن قتلت قوات عسكرية جزائرية 14 عضوا في التنظيم في عملية بمحافظة البويرة (120 كلم جنوب شرق العاصمة) في فبراير/ شباط 2017.
وقال مصدر أمني جزائري للأناضول، طلب عدم الكشف عن هويته، إن “العملية التي جندت لها القيادة العسكرية مشاة الجنود من قوات النخبة، كانت تستهدف أمير ولاية الجزائر، التابعة لتنظيم الدولة، إلا أن العملية التي أسفرت عن مقتل 14 مطلوبا بتهم الإرهاب لم يكن الأخير بينهم”.
لا يعرف على وجه الدقة في الجزائر اسم أمير تنظيم “جند الخلافة” أو “ولاية الجزائر”، التي بايعت تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” بعد انشقاق عناصر عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في 2014، والتي تضم بضع عشرات من المسلحين، تصفهم السلطات الجزائرية بـ”الإرهابيين” دون تصنيفهم ما إذا كانون ينتمون إلى “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، أو تنظيم الدولة.
وتلاحق الأجهزة الأمنية الجزائرية أمير “داعش”، في جبال البويرة، حيث شنت قوات متخصصة في مكافحة الإرهاب من الجيش عمليات عسكرية كبيرة في المنطقة، كانت آخرها في فبراير الماضي، وكذا في محافظة قسنطينة (400 كلم جنوب شرق العاصمة)، حيث نقلت تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة إلى المحافظة.
ومنذ خريف 2015، تطارد الأجهزة الأمنية “الأمير المجهول”، لتنظيم “جند الخلافة”، وجندت قوات كبيرة من النخبة، ومجموعة كبيرة من أفضل العناصر الأمنية المدربة على مكافحة الإرهاب.
وقال المصدر الأمني: “تمتلك الأجهزة الأمنية بيانات مفصلة بهوية أغلب أعضاء جند الخلافة، الذين ينشطون، ولا يزيد عددهم عن 70 أو 80 مطلوبا، إلا أن هوية الأمير الفعلي للتنظيم تبقى غير مؤكدة”.
وشن الجيش الجزائري في الفترة بين سبتمبر/ أيلول 2014 وفبراير/ شباط 2017، عدة عمليات عسكرية كبيرة في مناطق جبلية وعرة بالبويرة، من أجل القضاء على التنظيم ككل”.
وقال الصحفي الجزائري المختص في الشأن الأمني بوعلام فوزي، للأناضول “من الناحية العملياتية حققت القيادة العسكرية نتائج مهمة في مجال الحد من خطورة جند الخلافة أو ولاية الجزائر، إلا أن القضاء على التنظيم نهائيا ستتأخر”.
وأضاف المتحدث أن “القيادة العسكرية مهتمة أكثر بمبدأ القضاء على قيادات التنظيم، ولهذا السبب يتزايد الاهتمام بمعرفة هوية أمير تنظيم جند الخلافة الحقيقي”.
فرضيتان حول هوية أمير تنظيم الدولة
وتعتقد الأجهزة الأمنية، حسب المصدر الأمني الجزائري ذاته، أن “أمير داعش في الجزائر موجود إما ضمن المجموعة الرئيسية لمقاتلي التنظيم في مرتفعات البويرة، أو ضمن ما يسمى سرية الغرباء، الموالية للتنظيم أيضا في قسنطينة”.
وتتجه الأنظار حاليا إلى أمير سرية الغرباء، بمحافظة قسنطينة (عاصمة الشرق الجزائري)، ويدعى لعويرة نور الدين، ويكنى “أبو الهمّام”، على أنه أحد الأشخاص المشتبه في توليهم إمارة تنظيم داعش في الجزائر.
وشهدت قسنطينة عمليتين إرهابيتين في الأشهر الأخيرة تبناها “داعش” كانت آخرها عملية انتحارية بحزام ناسف استهدفت نهاية فبراير الماضي، مقرا للشرطة الجزائرية بمدينة قسنطينة، وهو ما عزز الفرضيات بوجود أمير تنظيم “داعش” المخفي في جبال المحافظة.
ويعتقد الخبير الأمني الجزائري الدكتور محد تاواتي، في حديثه للأناضول، أن “التنظيم قرر إخفاء هوية أميره الحقيقية، وربما لجأ إلى نظام قيادة جماعية، بعد مقتل أول أميرين له في ظرف أقل من سنة بعد تأسيسه”.
وحسب تاواتي، فإنه في ديسمبر/ كانون الأول 2014، قتلت قوة عسكرية خاصة في مدينة بومرداس (50 كلم شرق العاصمة) عبد المالك قوري، المكنى “خالد أبو سليمان”، أمير جند الخلافة. وجاءت العملية النوعية بعد أقل من أربعة أشهر عن تأسيس التنظيم.
وفي سبتمبر 2015، أعلنت قيادة الجيش عن القضاء على الأمير الثاني لجند الخلافة، وهو قاضي شرعي سابق في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يدعى بشير خرزة، وكان ينشط باسم “عثمان العاصمي”.
واعتبارا من خريف 2015، أخفى “داعش” في الجزائر، هوية أميره الحقيقية في بياناته المختلفة، حيث صدرت بيانات التنظيم التي نشرت في شبكة “تويتر”، دون أي اشارة إلى هوية أميره، حسب الدكتور تاواتي.
وأثار هذا الغموض تساؤلات متابعين للشأن الأمني سواء في الجزائر أو في خارجها، و قال الخبير الأمني الجزائري محمد تاوتي “الأكيد هو أن الأشهر القادمة ستحمل أخبارا أخرى وتفاصيل حول هوية أمير ولاية الجزائر أو جند الخلافة”.
كفانا ضحكا على الذقون أتركوا الشعب يقرر مصيره