الجزائر والمستقبل الغامض!

حجم الخط
2

بعيدا عن ترديد ما قيل في الصحف وفي مواقع التواصل حول التغيير الحكومي، الذي سبقه تعيين عمار سعداني على رأس حزب جبهة التحرير الوطني كما كان متوقعا لدى العارفين، وما أعقبه من لقاءات وتحرّكات هنا وهناك، تمهيدا للمرحلة القادمة.
أريد فقط أن أذكر القارئ أن يعود الى تسجيل تحدثت فيه يوم أن أستجوب مراد مدلسي في البرلمان الفرنسي قبل الانتخابات التشريعية وأن يعيد قراءة مقالي بتاريخ 26 أوت 2013 – الجزائر : مرحلة كسر الرقبة .
توقعت فيه قبل أيام من حدوث هذه التغييرات بناء على معطيات وفيه رسائل عدة، منها ما أنجز ومنها ما هو في طور الانجاز الى أن تتغير المعادلة .
اذا طالعنا صفحات التاريخ الحديث في الجزائر، نجد أن الصراع على الحكم والزعامة، وحدوث الانقلابات، أضر بالجزائر وأصابها في المقاتل.
فقد تعطل نمو اقتصادها، وزلزل أمنها، ودمّر نسيجها الاجتماعي وحطم أهم شيء تبنى عليه العلاقات وهي الثقة ورهن خيراتها الى غير الجزائريين، وتحولت الحرية التي كان يموت لأجلها الجزائريون وتلقب الجزائر على أنها قبلة الثوار، الى مدرسة للاستبداد والأشرار.. فبعدما كانت الجزائر تعرف ببن مهيدي وعميروش..أصبحت تعرف بشكيب خليل، الخليفة .
كان الأحرى بالجزائريين أن يحفظوا دروس الماضي الأليم ابان الثورة، وما نشب عنها من حروب وصراعات بين الجبهويين والمصاليين وما ترتب عن ذلك من تصفية للحسابات وسفك للدماء واتلاف للممتلكات وتحريفا للتاريخ.
وكان عليهم أن يراجعوا حساباتهم، كيف سُرقت بعد الاستقلال الثورة، وكيف حُرّفت عن مسارها وكيف اختزلت في أشخاص معدودين، وكيف أخترق جيش التحرير.. ووصل الانتهازيون الى أعلى المراتب، حيث أكملوا مسيرة ما عجز عنه الاستعمار .
ان التشخيص الخاطئ للأزمة الجزائرية وعدم معالجة مخلفات الاستعمار وتداعيات الفتنة العمياء وماخلفته من استحمار وعدم قراءة مايجري في العالم من تحولات، قراءة موضوعية .
كل هذا سيؤدي لامحالة الى أفغنة الجزائر أو صوملتها وتقسيمها في ظل الغلق والتيئيس والجهوية وفرض الأمر الواقع بقوة الترهيب وشراء الذمم .
كان على المثقفين والاعلاميين والسياسيين والدعاة في الجزائر على حد سواء، أن يقوموا بدراسات لإيجاد الحلّ الدائم، أو على الأقل أن يساهموا في تنوير الرأي العام..
ولكن للأسف الشديد، الحزبية والجهوية والفئوية وعقدة العظمة والأنا والمصالح الضيقة.. حالت دون تحقيق هذا الهدف.
وأضحى واضحا الآن من خلال مؤشرات عديدة أن الجزائر في مفترق الطرق،والطامة الكبرى ستحل على الجميع في القريب اذا لم يسارع الشرفاء داخل المؤسسة العسكرية لتوقيف هذه المهزلة التي أقدم عليها القايد صالح بتوقيع بوتفليقة المقعد، والطبالين في الصحف وفي أحزاب العلف .
ويُسارع الى عقد مؤتمر بعد استشارة موسعة لا اقصاء فيها.. والتوافق حول حكومة وحدة وطنية تسهر على انتخابات رئاسية والى تحضير دستور جديد ينهي عهد الارتجالية والزعامة الى الابد وتهيئ الارضية الى جمهورية جديدة تبنى فيها دولة الحق والقانون، دولة المؤسسات والفصل بين السلطات، الدولة التي يسود فيها العدل والأخوة والتسامح، ويتنافس فيها على خدمة الجزائر .
ان مازرعه بوتفليقة من جهوية طيلة حكمه وما قام به من اتلاف للأموال دون حسيب ودون رقيب.. سيعود بالكارثة على الوطن بأسره .
واذا ماترك هامش المبادرة لجناحه.. الذي يعيث في الارض فسادا وأصبح واضحا من خلال المعطيات أنه يسعى للاستمرار وتوسيع النفوذ بعد بوتفليقة.. فان الجزائر تسير الى المجهول .
نورالدين خبابه – فرنسا
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول said algeria:

    الجزائر بخير
    القافلة تسير و الكلاب تنبح

  2. يقول said.kermali:

    ديغول فرنسا في كتابه “حد السيف” يقول ان الذكاء النظري يبقى نظريا ما لم يكن متتوعا بتطبيقات عملية وان التوقعات والاستنتاجات والمالب التي طبعت هذا المقال لايمكن تحقيقها الا باستراتيجية كلاوز فيتس التي تعتمد على اراقة الدماء بغزارة ، ويقولون ان الصربة في غير جتبك كانها في حائط , فرفقا بالشعب الجزائري اذ أردتم له الخير واعملوا من أجله وابتعدوا عن نظرية لا تهمنا المبادئ والاخلاق بقدر ما يهمكم بلوغ الاهداف ,

إشترك في قائمتنا البريدية