الجزائر والمغرب: معارك «لمّ الشمل العربي»!

حجم الخط
19

ابتعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وزير عدله، عبد الرشيد طيبي، إلى العاصمة المغربية الرباط لتوجيه دعوة رسميّة للملك محمد السادس لحضور القمة العربية المزمع عقدها في بلاده.
تم تفسير تلك الدعوة باعتبارها تفنيدا لإشاعات حول عدم اعتزام الجزائر دعوة المغرب، على خلفية النزاع المتأجج بين البلدين، لكنها تحتمل تأويلا آخر مفاده أن الجزائر تشعر بضغوط تجاذبات السياسة العربية.
أعلنت هذه التجاذبات عن نفسها بأكثر من شكل، ومنها الحديث في عدة منابر عربية ودولية عن تصريحات صادرة من العاصمة المصرية القاهرة، على ألسنة دبلوماسيين «يتحفظون على أسمائهم»، عن إمكانية تأجيل القمة المقررة بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، بسبب الخلاف على الأجندة التي تقترحها الجزائر، ورغبة بعض الدول في عدم اللقاء فيها بسبب مواقفها من تلك الدول.
الخلافات التي ثارت تتعلق بعلاقاتها المقطوعة مع المغرب منذ أكثر من سنة، وعلاقاتها الجيدة مع دول مثل إيران، مما يزعج بعض الدول الخليجية، ومثل إثيوبيا، وهو ما تعتبره مصر إضرارا بمصالحها في ما يخص نزاعها مع إديس أبابا حول سد «النهضة»، وحصتها من ماء النيل.
إحدى العلامات البارزة على تلك الاستقطابات الحادة كانت الأزمة الجديدة التي أشعلها استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد للأمين العام لجبهة بوليساريو، إبراهيم غالي. أجج هذا اللقاء خلافا مستجدا، بين المغرب وتونس، واعتبرت الرباط الاجتماع موجها ضدها، ومرتبا من قبل الجزائر، وهو ما زاد عناصر التوتّر مغاربيا وعربيا، ورغم أن الجامعة العربية أعلنت، أمس الأول، «تسوية الخلاف» المذكور، فإن من الصعب الاعتقاد أن ذيوله لم تترك آثارها على البلدين، والنخب السياسية فيهما.
ظهر أحد أشكال التجاذبات أيضا في قضية ترؤس ليبيا لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة، والموقف الدراميّ الذي حصل مع خروج وزير الخارجية المصريّة سامح شكري عند ظهور نجلاء المنقوش، نظيرته الليبية، بدعوى أن حكومة «الوحدة الوطنية» التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، «انتهت ولايتها»، على حد تعبير الناطق باسم الخارجية المصرية، في انتصار لحكومة فتحي باشاغا، المؤيدة من الجنرال خليفة حفتر، وقد أشارت مصادر مغربية إلى أن قرار ترؤس المنقوش للجلسة جاء باقتراح من الرباط.
تظهر المعارك الآنفة، الظاهرة منها والباطنة، وجود آليتين عربيتين متعارضتين تعملان بالتناظر والتوازي، تقوم الأولى على رفع شعارات «لمّ الشمل العربي»، فيما تقوم الثانية على تعزيز الجيوش وشراء الأسلحة والاستقواء بالقوى الكبرى وتوسيع الصدوع بين النخب والشعوب!

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تاوناتي-فرنسا:

    تدوينة الدكتور فيصل القاسم الصحافي السوري الكبير لخصت الحكاية و وضحت الأمور لمن يريد أن يفهم.

    1. يقول ميسون بيرقدار / سوريا:

      فعلا يا أخي

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    «لمّ الشمل العربي»
    الذي حطم الشمل العربي هم العساكر الغاشمة , والمخابرات الوضيعة , ومسالخ الأمن بالمعتقلات !
    الأفضل هو أن يقال : “لم كراسي الحُكم العربي” !! ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول طارق بن زياد الطنجاوي:

      والله يا اخ داود، انهيت للتو حوالي الكتاب الخامس عشر (أدب السجون) و مايحصل في المعتقلات العربية الاجرامية الدكتاتورية العسكرية لشيئ يدمي القلوب!!! تعذيب للرجال و النساء على حد سواء، بسوريا خصوصًا…
      طرق تعذيب لا اخطر على بال أحد!!!!!
      حسبنا الله ونعم الوكيل

  3. يقول إبسا الشيخ:

    تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
    لم الشمل العربي فقط للاستهلاك الإعلامي

  4. يقول محمد الكداري:

    ادا كانت الأجواء محرمة علي المغرب كيف سيسمح لطاءرة الملك محمد السادس استعمال الأجواء الممنوعة عليه ،وكان من الاحسن والاليق أن يفتحوا الهواء والحدود قبل توجيه الدعوة ليتبين أن الجزائر تراجعت علي قراراتها الأحادية من أجل لم الشمل المغاربي بطريقة صحيحة وليس مجبرة من أجل تنظيم المؤتمر.

  5. يقول سامح //الأردن:

    *مجرد سؤال بريء :-
    ماذا استفادت الشعوب العربية المنكوبة
    من (مؤتمرات حكام العرب)..؟؟؟!!!
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد وظالم ومضلل للحق والحقيقة.

  6. يقول الغريب:

    لم شمل الشعوب العربية هو ملموم ولا يحتاج الى اي جهد, اما لم شمل الحكام العرب فمستحيل لانهم جميعا لا يمثلون شعوبهم

  7. يقول حمداني:

    الله المستعان . أقترح أن يشكل كل بلد عربي جامعة قطرية تستهدف لم الشمل داخل حدوده و تحافظ على وحدته قبل أن ينظر في لم الشمل مع جيرانه و عروبته. …تحية إكبار لإخواننا الخليجيين على هذا الحد الأدنى من التفاهم و الوحدة.

  8. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    مشكورين هم كتاب الجرائد العربية .. على تعاملهم مع وضع نشاز كمسألة العلاقة بين المغرب و نظام الجزائر ..
    .
    مشكورين هم محرري المقالات .. لأنهم يحاولون جاهدين اظهار المشكل على أنه من الجانبين ..
    من باب الحديث باللتي هي أحسن .. و محاولة ايجاد آذان صاغية لخطابهم التصالحي ..
    .
    لكن .. الأمر على الأرض لا يحتمل المساوات .. و لا وضع الجميع في سلة واحدة ..
    .
    فنظام الجزائر يأوي ميليشيات مسلحة .. تهاجم المغرب من داخل الأراضي الجزائرية .. و المغرب لا يرد بالمثل .. و لحد الآن أعني.

    1. يقول سعد:

      لديك حق اخي الوليد: لحد الآن المغرب رزين و هادئ، ،لكن الى متى!!!؟

  9. يقول Tahar:

    حضور المغرب القمة العربية يلزمه حيطة و حذر شروط و توضيحات ليس من أجل الصلح او فتح علاقات احسن الجوار أو تغيير موقف الجزائر في ما يخص الصحراء المغربية أو…… الحيطة والحذر إدخال أي بند أو التلميح أو الغمز بتنظيم البوليساريو أو الدولة الوهمية، إحترام الوحدة الترابية للمملكة المغربية بحدودها غربا البحر الأبيض المتوسط و جنوبا موريتانيا إحترام الشعب المغربي و نظامه و عدم التدخل في قراراته.

  10. يقول المجتهد:

    دعوة الجزائر للمغرب لحضور القمة العربية لا علاقة له بالعلاقات الثنائية بين البلدين هو إجراء متبع يسبق كل القمم العربية و من الواجب القانوني و الأخلاقي و البروتوكولي أن توجه الدولة الحاضنة للقمة دعوة على أعلى مستوى لأعضاء الجامعة و إنتهى الأمر الجزائر تعي جيدا ما يدور في محيطها و ما يدبر في الخفاء ضدها سواء بمحيطها القريب أو البعيد و هي تقفز على كل العثرات التي وضعت و تفتعل لإفشال إحتضانها القمة العربية عقدها سيكون إختبارا لآخر جرعة للعمل العربي و هو في حالة الإنعاش على أمل الإسامرار ولو سريريا أما نسف القمة سواء بالتأجيل أو تغيير مكانها سيكون ذلك بمثابة حقنة الموت الرحيم لهذا التجمع و تأكد أن الجزائر ستعلن إنسحابها من عضوية الجامعة و ستلحقها دول أخرى و بالتالي تحقق سعي إسرائيل و تركيا و إيران بأيدي المطبعين و المصلحيين العرب إن لم نقل وصفا آخر

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية