الجزائر ـ «القدس العربي»: تواصل أمس الأحد مثول عدد كبير من المسؤولين السابقين في الجزائر أمام الهيئات القضائية المختلفة، بما يعطي الانطباع بأن العملية التي يقوم بها جهاز القضاء مازالت في بدايتها وأن أسماء أخرى سيتم استدعاؤها أو توقيفها، خاصة وأن العملية تزداد اتساعاً أفقياً وعمودياً.
وقرر المستشار المحقق لدى المحكمة العليا وضع وزير المالية السابق كريم جودي تحت الرقابة القضائية بعد جلسة استجواب دامت أكثر من ساعتين، وهذا في إطار التحقيقات التي يقوم بها القضاء في قضايا الفساد، كما تم استدعاء الوزير السابق عمار تو، كما يرتقب أن يمثل اليوم الاثنين محافظ الجزائر العاصمة السابق عبد القادر زوخ أمام المحكمة العليا للرد على تهم الفساد التي وجهت إليه عقب التحقيق المبدئي الذي تم، وسيكون غالباً مصيره مشابهاً لمصير المسؤولين السابقين الذين مروا على المحكمة العليا.
وفي المقابل استدعى قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي أمحمد رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى للتحقيق معه في قضايا الفساد التي ذكر اسمه فيها، وقد نقل أويحيى من سجن الحراش إلى محكمة سيدي أمحمد، من أجل الاستماع اليه وتم إرجاعه بعد ذلك إلى السجن.
من جهة أخرى شرع قاضي التحقيق في محكمة سيدي أمحمد في الاستماع إلى المتهمين في قضية شركة «سوفاك» (الشريك المحلي لعلامات فولكسفاغن الألمانية) ويتعلق الأمر بالأخوين عولمي، وقد تم استدعاء المدير العام السابق لبنك القرض الشعبي الجزائري (حكومي) والذي يكون قد منح قروضاً ضخمة للشركة، كما تم استدعاء وزير الصناعة السابق يوسف يوسفي من أجل الاستماع إليه في إطار التحقيقات التي تم فتحها في هذه القضية، علماً أن يوسفي كان من الوزراء المقربين إلى الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وعائلته، وتم استدعاء أكثر من 50 مسؤولاً في وزارة الصناعة في إطار القضية نفسها.
وقالت مصادر مطلعة لـ«القدس العربي» إن العملية انطلقت ولن تتوقف إلا بعد أن يتم تطهير البلاد من الفساد والمفسدين، وأنه لا توجد أية إملاءات قدمت للقضاء، فقط قدمت ضمانات حتى يتمكن القضاة من لعب دورهم بكل حرية، وهو ما بدأ يتجسد شيئا فشيئا، مشددة على أن ما تحقق حتى الآن لا أحد كان يحلم به قبل 22 فبراير/ شباط ولا حتى بعد بداية الحراك، وأن الوثبة الشعبية هي محرك عملية التطهير ضد العصابة التي عاثت في الأرض فساداً لمدة تجاوزت العشرين عاماً، وأن أسماء أخرى سيتم جرها إلى القضاء خلال الأيام القليلة المقبلة.
محاكمات ممسرحة / مسرحية من لدن النظام العسكري الذي يضحي بالكومبارس القديم للواجهة التي يختفي وراءها من أجل دغدغة عواطف الجماهير واحتواء الحراك الشعبي في انتظار تكوين واجهة جديدة من كومبارس جدد لاستمرار النظام القائم منذ 1962.