بيروت- “القدس العربي”: تكاد الجبهة الجنوبية المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل تتحوّل إلى جبهة أساسية أكثر من كونها جبهة إسناد لغزة ومشاغلة للعدو الإسرائيلي، وذلك في ضوء تكثيف هجمات حزب الله الميدانية النوعية مقابل الغارات الإسرائيلية المعادية والتدمير الممنهج للقرى والبلدات الحدودية، ما يؤشر إلى طول أمد هذه الجبهة بعد توعد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بصيف ساخن.
وآخر الاعتداءات الإسرائيلية تمثلت بغارة من مسيّرة على سيارة رابيد على طريق بافليه أرزون في قضاء صور ما أسفر عن سقوط 3 شهداء من قوة الرضوان التابعة لحزب الله بعد إطلاق أكثر من صاروخ على السيارة للتمكن من إصابتها.
سبق ذلك، قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدات الناقورة وكفرحمام وراشيا الفخار والحي الجنوبي للخيام، ثم غارة على عيتا الشعب.
في المقابل، استهدف حزب الله إحدى المنظومات الفنية المستحدثة التي تم تثبيتها مؤخرًا في موقع راميا بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى تدميرها، وهاجم مركزاً قيادياً مستحدثاً في مستعمرة “نطوعة” ومجموعة لجيش الاحتلال في نقطة الجرداح. وانفجرت مسيرة انقضاضية بهدف اسرائيلي داخل مستعمرة المطلة بعد محاولات اعتراضية للقبة الحديدية والطيران الحربي، ودوّت صفارات الإنذار في كريات شمونة وبيت هيلل ويفتاح ومرغليوت وسهل الحولة في الجليل الأعلى، وتم استهداف مقر القيادة الشمالية في صفد بمسيرات وصواريخ، وتحدثت القناة 12 العبرية عن سقوط صاروخ ثقيل على مستوطنة شلومي.
وحققت أهدافها بدقة ..
المسيرات الانقضاضية#المطلة pic.twitter.com/mFZEdgPrlu
— علي شعيب || Ali Shoeib 🇱🇧 (@alishoeib1970) May 9, 2024
في المواقف، رأى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل “أن حزب الله ليس هو من يقرر نهاية الحرب في لبنان والجنوب بل إسرائيل وحماس. وقال في حديث صحافي: “حزب الله يعتبر أنه يحقق شيئاً من مساندة غزة ونحن لا نوافق لأننا لن نعود إلى ما قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر بل إلى معادلة 2006، ولبنان لن يحقق الأهداف من هذه الحرب لجهة استعادة الحقوق اللبنانية بل يدفع كل يوم ثمنها دماراً وخراباً”. واعتبر “أن ترسيم الحدود البرية ليس إنجازاً بل كان يمكن تحقيقه دبلوماسياً من دون اللجوء إلى الحرب”، لافتاً إلى “أن الهزيمة ستكتب لإسرائيل في حال شنها اعتداء على لبنان الذي يصبح عندها في حال الدفاع عن النفس”. وأضاف باسيل “موقفنا الثابت لناحية الموقف من المشاركة بتحرير القدس يجب ألا يزعج حزب الله خصوصاً، فمسؤوليتنا بتحرير القدس لم يتم ذكرها في ورقة التفاهم، ولم نفاجأ بموضوع وحدة الساحات ولكن لا نوافق عليه”.
في سياق متصل بأحداث رفح، التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني وطلب منه كما قال “المساعدة القطرية لإخراج نساء لبنانيات وعائلاتهن عبر معبر رفح، ما زالوا عالقين منذ بدء العدوان على غزة، بالرغم من كافة محاولاتنا السابقة لإيصالهم إلى بر الأمان”، مجدداً ترحيبه “بدور قطر البناء في مساعدة لبنان على الخروج من أزمته الرئاسية من خلال توافق لبناني داخلي بتشجيع ورعاية عربية-دولية”.