الجواهري الكبير الذي دعمني أدبياً

حجم الخط
17

منذ ربع قرن رحل شاعر العراق الكبير مهدي الجواهري، ولم تتح لي الفرصة قبل ذلك لشكره على شهادته بأدبي، ولا أنكر أنها أفرحتني وجعلتني أشعر بالامتنان نحو ذلك العراقي الذي يشبه بلده الكريم:
يعطي ولا يأخذ، وكله سخاء نفسي.
ففي حوار للشاعر الكبير الجواهري، أصابني حظ من جواهره في ما قاله للزميل الراحل حافظ محفوظ الذي حاوره ولم نكن نعمل معاً في مجلة «الحوادث» يومئذ. سأل محفوظ الشاعر الكبير الجواهري عمن يعجبه من الكاتبات والكتاب.

كم دعمني بعدما طالعني

قال الجواهري لحافظ محفوظ حرفياً، رداً على أسئلته، ما يلي: «أنا معجب جداً بما تكتبه غادة السمان. قرأت لها فافتخرت بنفسي وافتخرت بأن تكون للأمة العربية كاتبة بهذا المستوى»، وأضاف الجواهري المزيد إلى شهادته التي أفتخر بها ونشرتها على غلاف العديد من كتبي لأنها تجتذب القارئ (ولن أبرئ نفسي من المباهاة والفخر)!
ربع قرن مر منذ اليوم الذي قرأت فيه شهادته الداعمة لأدبي وأنا أقرر الاتصال به وشكره ولقائه، لكننا نتوهم دائماً أن ثمة الكثير من الوقت، فعلام العجلة؟! ثم يداهمنا الزمن كأنه يقول لنا: أيها الحمقى، الموت آت، فإذا كانت لديكم كلمة طيبة لا تؤجلوا قولها. وارتكبت حماقة التأجيل ورحل الجواهري منذ ربع قرن حتى دون أن أقول له كلمة شكراً. كأننا سنعيش إلى الأبد!!

هل تريد الحياة قرنين؟

قرأت أن العلماء «يعملون حالياً على تطوير دواء من شأنه أن يطول به عمر البشر إلى 200 سنة» وتفاصيل أخرى كثيرة حول ذلك. من طرفي، لا أريد أن أعيش 200 سنة، ولدي شروطي: أن أعيشها بنضارة الشباب! وأحببت رأي الدكتور ستيل لصحيفة (دايلي ميل) البريطانية الذي لا يرى سبباً بيولوجياً في عدم إمكانية إطالة حياة المرء حتى 200 سنة، لكنني أرى سبباً نفسياً؛ فمع الزمن نفقد الاعتراف بأننا نفقد الكثير من حيوية الشباب وحتى نزواته الجميلة، فهل نريد أن نطيل أعمارنا كشبه جثث في السرير نرقب شاشة التلفزيون ونعجز عن ركوب طائرة للسياحة مثلاً واكتشاف أماكن جديدة في كوكبنا وتنمية صداقات جديدة وربما قصص حب؟

اعتراف!

من طرفي، أتمنى أن أموت حين يشاء الخالق وينتهي عمري. لكنني أتمنى أيضاً العودة إلى الحياة مرة واحدة كل قرن، ويوماً واحداً أو كل نصف قرن لأرى ما الذي سيحدث للشعوب في كوكبنا كل نصف قرن.
أتمنى أن أرى ماذا سيحدث لفلسطين الحبيبة المحتلة بعد نصف قرن؟ وهل سيظل الإسرائيلي يلعب دور الجلاد؟ هل سيظل المستوطن يقطع أشجار الزيتون والبرتقال؟ وهل سيظل يهدم بيوت الفلسطيني؟ وهل سيظل يخترع لنفسه اسم «المستوطن» بدلاً من «المحتل»؟ أتمنى أن أعود إلى الحياة ليوم واحد كل نصف قرن (أو كل قرن) فقط لأعرف ما سيدور يومئذ في كوكنا على كل صعيد: العلم، العدالة الاجتماعية، التعصب ضد عرق ما، والحروب، والقتلى هدراً بالاختراعات المبيدة، وكل ما يشغلنا اليوم وما أطول القائمة! أريد أن أعيش يوماً كل نصف قرن أو قرن بدافع الفضول! وبدافع الرغبة في الالتقاء بمن فاتني التعرف إليهم، مثلاً الشاعر العراقي الكبير الجواهري، الذي سبقني منذ ربع قرن على الأقل إلى الحياة الباقية (من دنيانا الفانية).

اتق شر من أحسنت إليه!

جاء في جريدة (صن) البريطانية حكاية عن أسرة من (برادفور ـ إنكلترا) فتحت بابها للاجئ/لاجئة أوكرانية. توني ولورنا غارنيت أحبا الإحسان إلى من هو/هي في حاجة إلى مأوى إذا كان مهاجراً من حرب أوكرانيا. وهكذا دخلت إلى بيتهما الأوكرانية الشقراء الجميلة صوفيا الشابة (22 سنة)، وبدلاً من الاهتمام بطفليهما ومصادقة ربة البيت لورنا، اهتمت بالزوج! وبعد أسبوعين أغرم الزوج باللاجئة الأوكرانية وتخلى عن أسرته ومضى معها، وهجر زوجته وطفليه!
هذه الحكاية التي نشرتها الصحيفة البريطانية (صن) لا تعني رفض أي لاجئ أوكراني في بيت آمن، بل تعني الحذر!

كان عليّ الحذر منها

صحافية مبتدئة لبنانية، جاءت تطلب مني حواراً وقالت إذا لم أجب على أسئلتها للصفحة الثقافية، فلن يتم تعيينها في الصحيفة التي أرسلها لي مدير الصفحة الثقافية في الجريدة أيام ازدهار لبنان صحافياً وعلى كل صعيد. وقلت لها باللهجة الشامية (تكرم عينك) سأجيب على أسئلتك الأدبية. أسئلة عادية سبق أن أجبت على ما يشبهها، لكنني قررت أن عليّ مساعدتها، فأنا أحترم الحاجة إلى العمل والراتب الشهري.
لكنني حين قرأت أسئلتها، وهي عادية، فوجئت برداءة لغتها العربية؛ ففي كل سؤال أكثر من غلطة، حيث نصبت الفاعل (وأمور مشابهة) بلغة ركيكة، وأدركت أن هذه الشابة لن تستطيع العمل في حقل الصحافة لرداءة لغتها. وهكذا صححت لها الأخطاء في أسئلتها وهي قصيرة جداً، وصرت أعيد كتابة كل سؤال قبل جوابي، فماذا فعلت الصحافية التي حاورتني؟
وضعت عنواناً لموضوعها: السمان في دوري السائل والمجيب!
وأضحى الحوار نجاحاً كبيراً للصحافية وأنا التي أنقذتها من الطرد من العمل. وتذكرت عبارة «اتق شر من أحسنت إليه».
أما الصحافية ب. (لن أذكر اسمها الكامل) فسواي لم يتعامل معها على هذا النحو، وركاكة لغتها لم تعد سراً، ولم تعد تعمل في حقل الكتابة. ولكنها علمتني درساً: اتق شر من أحسنت إليه. ولن أُعيد اليوم كتابة أسئلة كلها أخطاء بخط يدي، بل صرت أتركها على حالها!
والبعض يدفع الثمن للأسف، عن قلة وفاء سواه!

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    بسم الله الرحمن الرحيم : اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ
    فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الزمر
    ذكر الطبري بأن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام, فيتعارف ما شاء الله منها, فإذا أراد جميعها الرجوع إلى أجسادها أمسك الله أرواح الأموات عنده وحبسها, وأرسل أرواح الأحياء حتى ترجع إلى أجسادها إلى أجل مسمى وذلك إلى انقضاء مدة حياتها.
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    حياة البرزخ هي حياة متوسطة تكون بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة، ويكون ابتداء هذه الحياة حينما تقبض روح الإنسان، وتستمر حتى يبعث الإنسان وتقوم الساعة، وإنّ ما يحصل في هذه الحياة لا تعلم تفاصيله على الحقيقة لأنّها من علم الله تعالى، فلا يستدل على معرفة شيء من تفاصيل هذه الحياة إلا فيما ورد فيه النص من كتاب وسنة، كما دلت النصوص الشرعية على أنّ هذه الحياة تبدأ عند قبض الأرواح ثمّ العروج بها إلى السماء، ثمّ القبر وما فيه من أهوال من بينها ضمة القبر، وسؤال الملكين، حيث يتحدد بناء على هذا السؤال مصير الإنسان، فإن كان صالحاً بُشر بمعقده من الجنة، وفسح له في قبره، فيستبشر لذلك، وإن كان طالحاً بُشر بمعقده من النار، وضيق عليه في قبره واشتعل عليه نار، فأصابه من ذلك الغم، فيبقى الصالح على حاله من النعيم، والطالح على حاله من العذاب إلى يوم يبعث الله الخلائق،
    لا يسمع الموتى بأخبار الأحياء مطلقاً، ذلك أنّ السمع ينقطع عن الموتى، ودليل ذلك قوله تعالى: (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ)، وقوله تعالى: (وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ)،
    – موقع موضوع –

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
    وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه إذا ماتَ الإنسانُ انقطعَ عنه عملُه في الدُّنيا، فلا زِيادةَ في العملِ؛ فإنْ كان مُحسِنًا فلَهُ إحسانُه، وإنْ كان مُسيئًا فلا مَجالَ للعملِ ولا للتَّوبةِ بعْدَ الموتِ؛ فَلا يَصلُ إليه أجْرٌ وثوابٌ مِن شَيءٍ مِن عَملِه، إلَّا إنْ تَرَك ثَلاثةَ أشياءَ؛ فإنَّ ثَوابَها وفَائدتَها لا تَنقطِعُ عنه، أوَّلُها: الصَّدقَةُ الجاريةُ: وهي الَّتي يَجري نفعُها فَيدومُ أجْرُها، مِثلُ الوقفِ وغَيرِه، ثانيها: عِلْمٌ يُنتفَعُ به، أي: بَعْدَ موتِه، وقَيَّدَ العلِمَ بِالمنتَفَعِ به؛ لأنَّ العِلمَ غَيرَ المنتفَعِ به لا يُؤتَى صاحبُه به أَجرًا، ثَالثُها: وَلَدٌ صالحٌ، أي: مؤمنٌ، يَدْعو له، وقيَّدَ الولدَ بِالصَّالحِ؛ لأنَّ الأجرَ لا يَحصُلُ مِن غيرِه.
    – الدرر السنية –

  4. يقول نجم الدراجي - العراق:

    أنا معجب جدا بما تكتبه غادة السمان. قرأت لها فدهشت وافتخرت بنفسي، وبأن تكون للأمة العربية كاتبة بهذا المستوى ، قرأت لكاتبات وكتاب من الغرب . ولم اجد ان ماكتبوه أفضل مما كتبته غادة السمان
    شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري 30/1/1979
    العراقي أي ( الجواهري ) الذي يشبه بلده الكريم : يعطي ولا يأخذ، وكله سخاء نفسي . ..
    سيدتي النبيلة غادة السمان .. العراق وأهل العراق يحفظون الوفاء لحضرتك الوفاء والاحترام والود والمحبة … وعلاقة بغداد بغادة السمان اشبه بحكاية الاعماق …
    ولا ننسى ياسيدتي عبارتك الآسرة ( أهل العراق ، أهل الوفاء ) ، وفي مقال سابق كتبت الايقونة غادة السمان ( الجميل في الفنانين العراقيين الذين تعرفت إليهم من زمان أنهم لا يعرفون الغيرة من المبدع الآخر، بل ويروجون لأعماله ) .
    وفي مقال اخر ذكرت ( ولعلي ورثت عنه حب العراقيين) وكانت تقصد خالها المرحوم الدكتور أمين رويحة الذي عاش فترة من الزمن في بغداد .
    رحم الله الجواهري الذي أحب دمشق حبا جما ، وعاش فيها وفيا ومخلصا ، واختار ان يكون رحيله دمشقياً …
    تحياتي
    نجم الدراجي – بغداد

    1. يقول AR:

      صحيح استاذ نجم، فرافد العراق الثالث احب دمشق حبا جما ، ومما أبدع قلمه (قالوا ( دِمَشْقُ ) و( بَغْدادٌ ) فقلتُ هما فَجْرٌ على الغَدِ مِن أَمْسَيْهِما انْبَثَقا ما تَعْجَبونَ ؟ أَمِنْ مَهْدَيْنِ قد جُمِعا أَم تَوْأَمَيْنِ على عَهْدَيْهِما اتَّفَقا أَم صامِدَيْنِ يَرُبَّانِ المَصيرَ مَعاً حُبَّاً ويَقْتَسِمانِ الأَمْنَ والفَرَقا يُهَدْهِدانِ لِساناً واحِداً ودَماً صِنْواً، ومُعْتَقِداً حُرَّا،ً ومُنْطَلَقا.

    2. يقول نجم الدراجي - العراق:

      الاخ الاستاذ AR الشكر الجزيل لحضرتك ، أصبت وأحسنت وصدقت بوصفك العراقي الكبير الجواهري بالرافد الثالث … وحب الجواهري لدمشق عميق ونقي ..
      تحياتي
      نجم الدراجي

  5. يقول أفانين كبة - كندا:

    بلا شك كانت إلتفاتة جميلة وشهادة مميزة من شاعر العراق الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري في تخليد كلماته بحق الأيقونة غادة السمان، وشهادة يعتز بها أهل العراق ، فقد تكون كلماته هذه قد أعطت الثقة لنساء أخريات ليسيروا على خُطى الأيقونة غادة السمان التي عُرفت بجرأتها وصراحتها وبحضورها الأدبي – الثقافي الذي هو من يفرض الأحترام لكتاباتها وكتبها و نقدها للواقع الذي يعيشه المجتمع العربي بصورة عامة والمرأة العربية بصورة خاصة ، لأننا وللأسف نفتقر الى المرأة القوية الصريحة التي تقول رأيها بجرأة وبأسلوب منطقي جذاب ومؤثر ، لأسباب عديدة منها التربية الخاطئة للأنثى ، وضغط المجتمع عليها ورسم الصورة التي يريدها أن تكون فيها . لذا بالرغم من أن الأديبة غادة السمان دائما تذكر دعم زوجها الراحل د. بشير الداعوق لها ، لكن في بداية مشوارها الأدبي كانت هي من دعمت نفسها ووصلت الى ما هي فيه بقوة إرادتها وعزيمتها ، فإنها إحدى حفيدات نساء خالدات من التأريخ العربي القديم ممن تركن أثرهن و نفتخر بهن .

    أفانين كبة – كندا

  6. يقول عمرو - سلطنة عمان:

    لم تغرني يوما فكرة العمر الطويل ولا اعلم اذا كان يجب حقا أن أخاف الموت لكني أتمنى أن اعيش حياتي كما يجب أن اعيشها بكل الشغف والجنون والحب وربما أكون مثل غسان كنفاني الذي أراد أن يعيش في عمر واحد العمرين ورغم استشهادة بعمر صغير الا انه ما يزال حيا وشابا لا يهرم ابدا..

    قرأت أن الجواهري كان من رواد مقهى الهافانا في دمشق وكذلك كانت السيدة غادة والكثير من الأدباء العرب الذين احتضنتهم الشام كما فعلت بيروت في مرحلة أخرى.

  7. يقول درغام النقيط بن نُغَيْل:

    (هل سيظل المستوطن يقطع أشجار الزيتون والبرتقال؟ وهل سيظل يهدم بيوت الفلسطيني؟) اه
    طبعا، الجواب بالتأكيد هو: “لا”.. بعد أن يتم قطع كل الأشجار وبعد أن يتم هدم كل البيوت، سوف يكف هذا المستوطن عن قطع الأشجار وعن هدم البيوت – هذا شيء بديهي يا عزيزتي !!؟

  8. يقول القرد المملوكي:

    قطع اشجار الزيتون كناية للعدوان على فلسطين المحتلة وتغيير هويتها.فهم السؤال نصف الجواب.لأن أشجار الزيتون والبرتقال الفلسطيني لن تتنهي أبدا.اما هدم البيوت ففيه مسعى صهيوني لتهويد هوية المكان.أفهمت؟

  9. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

    أسعد الله صباحكم بكل خير لك أختي غادة السمان وللجميع. سيدتي الكريمة أطال الله في عمرك بالصحة والعافية وأدام الله عليك العطاء والنبل والكرم. الحياة جميلة وكلها عطاء إذا عرفنا كيف نعيشها, وحب الحياة كحب الأحبة عميق ولاينضب, ماشاء الله لنا.
    لاشك سيدتي أن رأي داعم من شاعر كبير كالجواهري له أثره والشكر والتقدير واجب. لكن ألاحظ قليلًا الفارق الزمني بيننا فقد شاهدت الجواهري على الشاشة في سوريا, وكنت شابًا, وأرى فيه شاعر (كلاسيكي) لكن أتعجب كيف لشاعر بهذه القريحة الشعرية أن يتحول بشعره إلى مادح للسلطة ولمن لايستحق هذا المديح. هل هو كرم الجواهري!. ضياع نزار قباني في متاهات الشعر الغزلي كضياع الجواهري في متاهات المديح. أما بغداد ودومشق وبيروت فالحاضر أكثر تعبيرًا.
    لو عشت ٢٠٠ عاماً لكان شوقي هو, ماذا حصل في هذا الكون وكم هذا بعيد أو قريب من خيالنا وأنا الذي أدرك تمامًا أن الواقع أبعد من الخيال. هل فعلًا سينجو الأسد من جرائمه, هل ستبقى إسرائيل كما أرادها الإستعمار والمؤسسين الصهاينة, أشك في ذلك فمهما كانت إرادة الإنسان عظيمة إلا أن إرادة الله أقوى. هل ستتحول الأرض إلى جهنم لبعض ساكنيها بفعل تلوث البيئة, إلى أين نسير نحن البشر على كوكب بحجم فيروس في هذا الكون الواسع. مع خالص محبتي وتحياتي للجميع.

  10. يقول مجتهد:

    الإنسان يستطيع إطالة العمر بسهولة كأن يعتبر السنة ستة أشهر وبالتالي يعيش ضعف ما يحلم به ولكن لا يستطيع إطالة المدة فسواء كانت السنة ستة أشهر أو 12 شهر فهي هي نفس المدة نفس العمر. ثم مالفائدة من إطالة العمر إذا كان في أوروبا واليابان والغرب عموماً يعشون طويلاً ولكن يمضون آخر أربعين أو خمسين سنة من أعمارهم في العيادات والمشافي والرعاية الإجتماعية وقد يكون المر محظوظاً أن يحصل على ذلك فيبقون عالة على المجتمع والكثير منهم يموتون قهراً بدون أن يسمع عنهم أحد. وسبحان القائل في محكم التنزل: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٍۢ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍۢ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِۦ مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ۗ وَٱللَّهُ بَصِيرٌۢ بِمَا يَعْمَلُونَ. صدق الله العظيم.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية