مقتل 10 حوثيين يمنيين في قصف أمريكي على زوارق هاجمت سفينة في البحر الأحمر- (تدوينة)

حجم الخط
0

عدن –”القدس العربي”:

قُتل عشرة حوثيين يمنيين وأُصيب اثنان آخران الأحد جراء قصف أمريكي استهدف زوارق هاجمت سفينة حاويات في جنوب البحر الأحمر، وفق ما قال مصدران ملاحيان في ميناء الحديدة اليمني.

وذكر المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع في بيان أن “القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية نجحت في تنفيذ عملية عسكرية استهدفت سفينة الحاويات ميرسك هانغتشو وكانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وذلك بصواريخ بحرية مناسبة”.

وتابع أن “عملية الاستهداف جاءت بعد رفض طاقم السفينة الاستجابة للنداءات التحذيرية للقوات البحرية اليمنية”.

وقال سريع، في البيان، “بينما كانتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ (التابعة للجماعة) تمارسُ مهامَّها الاعتياديةَ الرسميةَ في ترسيخِ الأمنِ والاستقرارِ وحمايةِ الملاحةِ البحريةِ إضافةً إلى أداءِ واجبِها الإنسانيِّ والأخلاقيِّ الذي أعلنَه اليمنُ في منعِ السفنِ الإسرائيليةِ أوِ المتجهةِ إلى موانئَ فلسطينَ المحتلةِ من المرورِ عبرَ البحرِ الأحمرِ تضامنا وإسنادًا للشعبِ الفلسطينيِّ أقدمتْ قواتُ العدوِّ الأمريكيِّ على الاعتداءِ على ثلاثةِ زوارقَ تابعةٍ للقواتِ البحريةِ اليمنيةِ ما أدى إلى استشهادِ وفقدانِ عشرةِ أفرادٍ من منتسبي القواتِ البحرية”.

وأضاف: “إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ وهي تزفُّ في خِضمِّ معركةِ الإسنادِ لطوفانِ الأقصى هؤلاءِ الشهداءَ من أجلِ فلسطينَ تؤكدُ أنَّ العدوَّ الأمريكيَّ يتحملُ تبعاتِ هذه الجريمةِ وتداعياتِها وأنَّ تحركاتِه العسكريةَ في البحرِ الأحمرِ لحمايةِ السُّفُنِ الإسرائيليةِ لن تمنعَ اليمنَ من تأديةِ واجبِه الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنسانيِّ دعماً ونصرةً للمظلومين في فلسطينَ وغزة”.

وطالب الناطق العسكري باسم الحوثيين “بقيةِ الدولِ بعدمَ الانخراطِ في المسلكِ الأمريكيِّ الخطيرِ لما سينتجُ عنه من تداعياتٍ سلبيةٍ قد تؤثرُ تداعياتُها على الجميع”.

كما أعلن يحيى سريع ما اعتبره نجاح قواتهم البحرية “في تنفيذ عملية عسكرية استهدفت سفينة حاويات “ميرسك هانغزو” كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة وذلك بصواريخ بحرية مناسبة”.

وأكد على ما جاءَ في البيانات السابقةِ “بشأنِ منعِ مرورِ السُّفُنِ الإسرائيليةِ كافة، أوِ المتجهةِ إلى موانئَ فلسطينَ المحتلةِ، مع حرصِها الكاملِ على حركةِ الملاحةِ البحريةِ إلى كلِّ الوجهاتِ باستثناءِ الكيانِ الإسرائيلي”.

وفي وقت سابق الأحد، أعلن الجيش الأمريكي إغراق ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين وقتل طواقمها ردًا على ثاني هجوم في أقلّ من 24 ساعة على حاملة حاويات في البحر الأحمر، ما دفع الشركة المالكة للسفينة إلى تعليق العبور في المنطقة لمدة 48 ساعة.

وأفاد مصدر ملاحي في الميناء الخاضع لسيطرة الحوثيين رفض الكشف عن اسمه، وكالة فرانس برس عن “مقتل عشرة حوثيين وإنقاذ اثنين أصيبوا في القصف الأمريكي على الزوارق الحوثية التي كانت تريد توقيف سفينة قبالة الحديدة”.

وأكد مصدر ملاحي آخر بدون الكشف عن هويّته، حصيلة القتلى مشيرًا إلى أن “أربعة ناجين وصلوا إلى الحديدة ومعهم جريحان نُقلا إلى مستشفى الصماد”.

وكانت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) أعلنت في بيان نشرته عبر منصّة “إكس” أن مروحيات أمريكية استجابت لنداء استغاثة من سفينة “ميرسك هانغتشو” الدنماركية للحاويات التي ترفع علم سنغافورة قائلةً إنها تعرضت لهجوم من جانب أربعة قوارب تابعة للحوثيين.

وأضافت القيادة أن “أثناء إصدار نداءات شفهية للقوارب، أطلقت القوارب النار على المروحيات الأمريكية” التي ردت “بإطلاق النار دفاعًا عن النفس، ما أدى إلى إغراق ثلاثة من الزوارق الأربعة، وقتل أفراد طواقمها”.

وأضافت أن “القارب الرابع فرّ من المنطقة” مشيرةً إلى أنه “لم يلحق أي ضرر بالأفراد أو المعدات الأمريكية”.

وأوضحت القيادة المركزية أن النيران التي أُطلقت من القوارب “وصلت إلى مسافة 20 مترًا من السفينة مع محاولة الصعود على متنها”.

وأشارت إلى أن هذا ثاني نداء استغاثة تطلقه هذه السفينة في أقلّ من 24 ساعة.

فقد أسقطت مدمرة أمريكية السبت صاروخين بالستيين مضادين للسفن أُطلقا من الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران.

وحتى الساعة، لم يعلن الحوثيون رسميًا مسؤوليتهم عن الهجومين على سفينة “ميرسك هانغتشو”.

لكنّ ذلك يأتي في وقت كثف الحوثيون في الأسابيع الأخيرة هجماتهم على السفن في البحر الأحمر ما يهدد بتعطيل تدفقات التجارة البحرية العالمية.

ويكرّر الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، أنّهم سيواصلون هجماتهم هذه طالما لم تدخل كميات كافية من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل وتشن عليه حملة قصف متواصلة وعمليات برية منذ هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

تعليق الملاحة

وأوضحت الشركة المالكة أن السفينة التي كانت متّجهة من سنغافورة إلى ميناء السويس في مصر، لم تتضرر من الهجوم الأول على ما يبدو و”تمكنت من مواصلة عبورها شمالًا”.

وفي أعقاب الهجومين، أعلنت “ميرسك”، وهي واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم، تعليق عبور سفنها في البحر الأحمر لمدة 48 ساعة.

وقالت في بيانها أنه “في ضوء الحادثة- ولإتاحة الوقت للتحقيق في تفاصيل الحادثة وتقييم أوسع للوضع الأمني- اتُخذ قرار تأخير كافة عمليات العبور في المنطقة في الساعات الـ48 المقبلة”.

والأربعاء، استأنفت “ميرسك” الملاحة في البحر الأحمر بعد تعليقها منذ منتصف الشهر على خلفية هجمات الحوثيين.

من جانبها، أكدت الدنمارك، الأحد، اعتزامها إرسال فرقاطة إلى البحر الأحمر، عقب الإعلان عن تعرض سفينة شحن دنماركية لهجوم بصاروخ باليستي.
وقال وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوكه راسموسن، عبر منصة “إكس”، إن “الهجوم غير المبرر على سفينة ميرسك أمر غير مقبول على الإطلاق”.
راسموسن اعتبر أن الهجوم “يبرز مع الأسف الوضع الخطير في البحر الأحمر؛ ولذلك نرغب في إرسال فرقاطة إلى المنطقة للمساعدة في درء هجمات مماثلة”.

وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قال وزير خارجية الدنمارك إن “الحكومة تخطط لإرسال فرقاطة للمشاركة في عملية “حارس الازدهار” في البحر الأحمر وخليج عدن.

وشدد على أن “الهجمات الحوثية على السفن المدنية تهدد النقل التجاري والأمن البحري والتجارة الدولية بشكل عام”.

يشار إلى أنه منذ اندلاع حرب غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، هاجم الحوثيون الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن، إسرائيل بشكل متكرر باستخدام المسيرات والصواريخ.

كما قاموا مؤخرا بمهاجمة السفن بشكل متكرر في البحر الأحمر-أحد أهم طرق الشحن للتجارة العالمية- والذي يؤدي إلى قناة السويس.

وبسبب الخوف من التعطيل، قررت العديد من شركات الشحن، بما في ذلك شركة ميرسك الدنماركية، أن تبحر عبر طريق بديل حول رأس الرجاء الصالح، والذي يضيف حوالي 3500 ميل بحري إلى رحلة العبور، مما يجعله أكثر تكلفة.

وكانت الشركة الدنماركية قد أعلنت قبل أيام أنها ستستأنف حركة السفن عبر البحر الأحمر.

ودفعت هجمات الحوثيين الولايات المتحدة إلى إنشاء تحالف دولي يضم أكثر من 20 بلدًا لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

والحوثيون هم جزء من “محور المقاومة” الذي تقوده إيران ضدّ إسرائيل ويضمّ جماعات أخرى تدعمها طهران مثل حماس وحزب الله اللبناني. وتنفي طهران تقديم الدعم العسكري لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين).

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية