عرف الجيش الإسرائيلي عن نية مستوطنين إقامة بؤرة استيطانية غير قانونية في موقع عسكري مهجور في غور الأردن. ومع ذلك، سمحوا لهم بالمبيت في المكان في نهاية الأسبوع، هذا ما عرفته “هآرتس”. وحسب مصادر مطلعة، فإن “لواء الغور” اطلع على مراسلات أشارت إلى نية المستوطنين (بعضهم معروف بنشاطه في إقامة بؤر استيطانية في الضفة) إقامة بؤرة استيطانية في المكان باسم “عليوت الياهو”. إضافة إلى ذلك، عرف الجيش أنه يقف حركة “نحلاه” التي تعمل على إقامة البؤر الاستيطانية في الضفة تقف من وراء هؤلاء المستوطنين، بل هي التي أقامت بؤرة “أفيتار”.
جهات في جهاز الأمن وجهت انتقاداً لقرار قائد لواء الغور، العقيد بتسلئيل شنايد، على مصادقته لعشرات المستوطنين الوجود في المكان لثلاثة أيام، وقالت إن هذا قد يخلق نقطة احتكاك جديدة يمكن أن تشعل المنطقة. ورداً على ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه صودق لهم على التنزه والمبيت في المكان، وليس على إقامة بؤرة استيطانية.
وأحد البيانات التي نشرها المستوطنون قبل بضعة أسابيع، عرض عزمهم على إقامة بؤرة استيطانية في المكان بصورة واضحة. “سنكون سعداء من الكشف عن إقامة بؤرة جديدة في غور الأردن”، كتب في البيان. “أعضاء البؤرة ينظمون مرة كل أسبوع وقفة في النقطة الجديدة، عليوت الياهو (حمام المليح)”. وفي منشور “نحلاه”، الذي دعا الأشخاص للمجيء والمبيت في المكان، كتب: “سنحج إلى البؤرة الجديدة شمالي غور الأردن “عليوت الياهو”… هيا نصعد إليها ونرثها”.
صادق شنايد للمستوطنين على القدوم إلى المكان لغرض التنزه، وسمح لهم بالمجيء إلى الموقع العسكري المهجور وإعطاء دروس في التوارة فيه والمكوث حتى منتهى السبت. ولكن بعد أن تطورت مواجهات بين المستوطنين والفلسطينيين سكان المنطقة، تمت المصادقة للمستوطنين بالبقاء في المكان لليلة أخرى، وقد غادروا صباح الأحد. في اليوم نفسه، كتبت جمعية “نحلاه” في حسابها على “فيسبوك” بأن نواة عائلات “عليوت الياهو” قضت يوم السبت الأخير في الموقع المهجور (حمام المليح) بمصادقة من الجيش وحمايته. يقع الموقع في نقطة استراتيجية في غور الأردن على أراضي دولة مسجلة في الطابو.
وانتقدت مصادر في جهاز الأمن قرار شنايد. “هناك حالات كثيرة جداً يمكن أن تشعل المنطقة التي كانت هادئة حتى الآن”، قال شخص ما. وأكد مصدر مطلع في الحكومة أن “هذه هي المنطقة الأكثر هدوءاً من بين المناطق التي يعمل فيها الجيش. ومعنى قرار قائد اللواء هو أن يفتح للجيش بؤرة جديدة لخرق النظام، التي قد تشعل المنطقة وتتحول إلى حدث سيشعل أيضاً أجزاء أخرى في المناطق. ومن غير الواضح كيف سمح الجيش بعد “أفيتار” بالقيام بعمل عديم المسؤولية تماماً”.
وأضافت هذه المصادر بأنه رغم مغادرة المستوطنين بإرادتهم يوم الأحد، ولكن المتوقع أن يعودوا إلى المكان. “لن يتنازلوا”، قال أحد المصادر. “ورغم أن قائد اللواء صادق لهم على ذلك لمرة واحدة، إلا أنهم سيأتون بشكل ثابت عندما يروق لهم ذلك، مع أو بدون مصادقة، وسيكون على جهاز الأمن البدء في مواجهة ذلك”. وقالت المصادر بأن المصادقة التي منحها شنايد للمستوطنين كانت شفوية، خلافاً لتعليمات الجيش الإسرائيلي. وحسب الإجراءات، فإن المواطنين الذين يريدون الدخول إلى مناطق التدريب للتنزه أو المرور عبرها، عليهم التوجه إلى الجهات ذات العلاقة في الجيش والتي ستصادق لهم على الدخول، واجتياز تدريب بشأن السلوك في المنطقة وكيفية الوصول إلى المكان، وأيضاً التوقيع على كتاب تحمل للمسؤولية. وحسب هذه المصادر، لم تكن هذه المصادقات موجودة في أيدي المستوطنين.
رداً على ذلك، جاء من الناطق بلسان الجيش: “قبل أسبوعين تم تسلم طلب من متنزهين للمصادقة لهم على المبيت والتنزه في غور الأردن، في منشأة كانت تستخدم في السابق كموقع عسكري. صودق على التنزه والمبيت من الجهات ذات العلاقة في لواء الغور”. وجاء من الجيش: “تجول المتنزهون الجمعة الماضي، وناموا في المنشأة ليلاً، بعد تعطل سيارتهم السبت في أعقاب خرق للنظام حدث قرب المكان، وقد سمح لهم بإخلاء المكان صباح الأحد. ولإزالة الشك، يدور الحديث عن طلب للمصادقة على نزهة، ولا يتعلق بإقامة بؤرة استيطانية في المنطقة”.
بقلم: ينيف كوفوفيتش
هآرتس 28/7/2021