بعد انتهاء الهدنة.. جيش الاحتلال يستأنف العدوان ويقصف جميع أنحاء قطاع غزة- (صور وفيديوهات)

حجم الخط
0

غزة- “القدس العربي”:

لم تكد تمر سوى ثوانٍ قليلة على تمام الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي، حتى عادت أصوات الغارات والانفجارات القوية والاشتباكات العسكرية في كافة مناطق قطاع غزة، مبددة بذلك حالة السكون التي ظلت قائمة على مدار أسبوع مضى، ليفيق السكان بمن فيهم الأطفال على ذعر وخوف شديد، خاصة وأن قوات الاحتلال استهلت انتهاء الهدنة الإنسانية، بشن غارات دامية دمرت عدة منازل وقتلت سكانها.

عودة أصوات المدافع

على خلاف الكثير من التوقعات، عاد قطاع غزة إلى أجواء الحرب، بعد أن ظن الكثير من السكان، أن المفاوضات التي يجريها وسطاء التهدئة، ستنجح في تجديد وقف إطلاق النار لأيام أخرى، على غرار ما جرى في الأيام الماضية.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الجمعة، ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 60 وعشرات الجرحى، جراء استئناف القصف الإسرائيلي منذ انتهاء الهدنة المؤقتة.

وأضافت: “الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر جديدة في قطاع غزة فور انتهاء الهدنة الإنسانية راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى”.

وتابعت الوزارة أن “الهدنة المؤقتة لم تسعف المنظومة الصحية”. ولفتت إلى أنه “نحتاج إلى ضمان تدفق الإمدادات الطبية والوقود لكل مستشفيات قطاع غزة”.

ومع بداية انتهاء التهدئة، أوصلت المقاومة الفلسطينية رسائل ميدانية، تمثلت في خوض اشتباكات ضارية مع قوات جيش الاحتلال، في عدة محاور، كان أبرزها في منطقة شمال غرب مدينة غزة، وأخرى في منطقة جنوب شرق غزة، حيث تتواجد قوات الاحتلال المتوغلة داخل القطاع.

كما أطلقت المقاومة رشقات صاروخية تجاه المستوطنات الإسرائيلية المتواجدة على مقربة من حدود قطاع غزة.

وزعم الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة أنه اعترض صاروخا أطلق من قطاع غزة، قبيل انتهاء الهدنة مع حماس.

وقبل نحو ساعة من انتهاء الهدنة، قال الجيش إن نظام الدفاع الجوي “اعترض بنجاح عملية إطلاق” صاروخية من غزة.

تهديد سكان جنوب غزة

إلى ذلك، عادت مخاوف السكان في غزة من ارتكاب جيش الاحتلال مجازر أكثر دموية في قادم الأيام، إذا استمرت الحرب وعمليات القصف المدمرة، بشكل أخطر مما كانت عليه في الأيام الماضية.

وعزز ذلك قوة النار وعمليات القصف التي استهلت فيها قوات الاحتلال الحرب ضد غزة مجددا، والتي أوقعت عشرات الشهداء والجرحى.

كما عزز مخاوفهم أيضا تهديد أهالي جيش الاحتلال لأهالي خزاعة والقرارة وعبسان وبنى سهيلا، وهي قرى فلسطينية تقع على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس، بإخلائها مع عودة الحرب، والتوجه فورا إلى مدينة رفح.

وألفت طائرات حربية إسرائيلية منشورات فوق تلك المناطق تحذر بأن “مدينة خانيونس هي منطقة قتال خطيرة”.

وتلا ذلك أن قامت قوات الاحتلال بشن غارات طالت العديد من المنازل والمناطق في تلك القرى الشرقية، كما جرى استهداف الشريط الحدودي لتلك المناطق بقصف مدفعي عنيف.

ولوحظت عملية نزوح كبيرة لسكان تلك القرى الذين عاد بعضهم إلى منازلهم في اليوم الأول للهدنة الإنسانية.

وجاء ذلك في وقت تزداد محن سكان غزة والشمال، الذين نزحوا بأعداد كبيرة من مناطق سكنهم إلى مناطق جنوب وادي غزة.

ومن شأن هذا التهديد المباشر لسكان مناطق خانيونس الشرقية، أن يزيد من حجم الضغط على السكان، ويضاعف من حجم المأساة الإنسانية، وأعداد النازحين في مراكز الإيواء الممتلئة فوق طاقتها.

تفاقم الأزمة الانسانية

تعود الحرب الدامية من جديد ضد قطاع غزة، في وقت تزداد المأساة الإنسانية بسبب الحصار المحكم الذي فرضته سلطات الاحتلال منذ اليوم الأول للحرب، حيث يشتكي السكان من شح الطعام وصعوبة في الوصول للماء النظيف، كما يشتكون من عدم توفر إمدادات الكهرباء، فيما تعاني المشافي من كثرة المصابين والمرضى، ونقص حاد في الأدوية، ويزداد الوضع خطورة بشكل أكبر في مناطق مدينة غزة وشمالها، التي أجبر الاحتلال الكثير من سكانها على النزوح منها قسرا إلى مناطق الوسط والجنوب.

وفي مناطق جنوب غزة، التي سمح بمرور المساعدات الإنسانية إليها حتى قبل الهدن الإنسانية، يعاني السكان كثيرا من الأوضاع الصعبة، ولم تكفِ شاحنات المساعدات لتلبية احتياجاتهم، فيما تعاني منطقة غزة والشمال من أوضاع أكثر صعوبة.

وقد أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أنها لم تتمكن من إدخال سوى 233 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة. وهي كمية قليلة جدا ولا تفي بشيء من احتياجات السكان هناك.

وأشارت إلى أنها لم تتمكن من إدخال الوقود حتى الآن، وأنها تعمل على إيصال 10 آلاف لتر تسمح باستمرار عمل سيارات الإسعاف لأسبوعين.

من جهته، أكد المكتب الإعلامي الحكومي احتياج القطاع بشكل يومي إلى 1000 شاحنة من المساعدات، وطالب في ذات الوقت بإدخال مئات الآليات والمعدات لانتشال جثامين الشهداء التي ما تزال تحت الأنقاض.

(وكالات)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية