الجيش الالماني يرصد ‘اعتداءات ضد الانسانية’ في سورية

حجم الخط
0

قهرمان مرعش (تركيا) – من: آن بياتريس كلاسمان: ركز النقيب الألماني مايك دبليو. على الخطوط السوداء الموجودة على شاشة الكمبيوتر والتي يمثل بعضها طائرات والبعض الآخر صواريخ يطلقها الجيش السوري على مواقع محتملة لمعارضي النظام.
يتابع هذا الجندي الألماني تطورات الصراع السوري على مدى 12 ساعة يوميا، خاصة عندما تتعرض مناطق في شمال البلاد للقصف مما يؤدي لحالات وفاة.
وهذا الجندي واحد من بين 300 جندي يشاركون في القوات الألمانية التي ترافق نظام صواريخ باتريوت الاعتراضية في الثكنة العسكرية الموجودة في مدينة قهرمان مرعش التركية.
ولا تصبح صواريخ سكود التي تطلقها قوات الجيش السوري ذات أهمية بالنسبة للجندي مايك دبليو إلا إذا أشار مسارها إلى أنها تتجه صوب الأراضي السورية.
ورغم أن هذا لم يحدث حتى الآن، هناك بعض اللحظات التي يتصبب فيها عرق المسؤولين عن مراقبة نظام الرادار بسبب شدة التركيز والتأهب.
وحيث إن هناك انقساما في مجلس الأمن الدولي إزاء الشأن السوري، ولم يتوصل حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد لاتفاق بشأن إقامة منطقة حظر للطيران فوق سورية، تقوم قوات الجيش الألماني في هذه الحرب بدور المشاهد فقط طالما أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يهاجم تركيا.
وقال قائد القوات الألمانية في سورية الكولونيل ماركوس ايلرمان إن صواريخ سكود والمدفعية السورية توغلت في بعض الأحيان لمسافة خمسة كيلومترات من الحدود التركية.
ويرى ايلرمان أن ‘الهجمات المكثفة التي يشنها الجيش السوري على المناطق المأهولة بالسكان بمثابة احتقار للإنسان’. وأوضح ايلرمان أن الجيش السوري يمتلك عددا كبيرا من الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن تصيب بلدة ما ولكنها غير قادرة على إصابة هدف محدد بدقة ‘وكلما كانت هذه الصواريخ قديمة، كلما أصبحت غير دقيقة أكثر’.
وباستطاعة وحدات الرادار التي ترافق قوات باتريوت التي نشرت نهاية كانون ثان/يناير الماضي على بعد نحو 100 كيلومتر شمال سورية رصد أي حركة للصواريخ على بعد 100 كيلومتر داخل الحدود السورية مع الاستعانة بصور الأقمار الصناعية وغيرها من البيانات المتاحة لدى الناتو لتكوين صورة كاملة عن مناطق الصراع في سورية. ويفكر الكابتن مايك دابليو أحيانا في الحرب وما تحدثه من تدمير في سورية حتى بعد خروجه من غرفة المراقبة التي يعمل بها على مدار 12 ساعة من الخدمة العسكرية ‘فنحن نرى بدقة إلى حد ما يجري على الأرض في هذه المنطقة’.
وأوضح النقيب الألماني أن ‘صواريخ سكود التي تطلق في المنطقة المحيطة بدمشق صوب حلب تنطلق باتجاهنا بداية الأمر’.
عندها لن يكون هناك أمام الجنود أكثر من خمس دقائق أمام الجندي لتحليل حجم التهديد الذي تمثله هذه الصواريخ على المنطقة المحيطة بمدينة قهرمان مرعش التي يعرفها الجنود الألمان جيدا قبل الضغط على الزر الذي يطلق الصواريخ الاعتراضية.
لم تستخدم بطاريات صواريخ باتريوت حتى الآن ويأمل جنود الجيش الألماني أن لا يحدث ذلك ابدا.
ولكن هؤلاء الجنود لا يعلمون متى يغادرون خيامهم في معسكر الجيش على الحدود بين تركيا وسورية، تماما مثل هذه الأسر السورية التي يبلغ عددها نحو 400 أسرة والتي وضعت رحالها خلال الأشهر الماضية في مدينة قهرمان مرعش.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية