الجيش اللبناني ينبه من ‘مخططات’ لاستدراج البلاد الى حرب على خلفية الوضع السوري
7 - يونيو - 2013
حجم الخط
0
بيروت ـ ا ف ب: حذر الجيش اللبناني الجمعة من ‘مخططات’ لاستدراج البلاد الى حرب مع تزايد الاحداث الامنية المرتبطة بالنزاع السوري في لبنان، مؤكدا انه سيقابل ‘استعمال السلاح بالسلاح’. ورفض الرئيس اللبناني ميشال سليمان من جهته ‘اي تدخل لبناني في الازمة السورية’. وقالت قيادة الجيش في بيان انها ‘سعت في الأشهر الأخيرة الى العمل بقوّة وحزم وتروٍّ لمنع تحول لبنان ساحة للصراعات الاقليمية وانتقال الأحداث السورية اليه، لكن الأيام الأخيرة حملت اصرارا من جانب بعض الفئات على توتير الأوضاع الأمنية وخلق الحساسيات بين أبناء الشعب الواحد على خلفية الانقسام السياسي الحاصل في شأن التطورات العسكرية في سورية’. ودعت قيادة الجيش ‘المواطنين إلى التنبه لما يحاك من مخططات لإعادة لبنان إلى الوراء واستدراجه إلى حرب عبثية’. كما دعتهم الى ‘أن يكون تعبيرهم عن آرائهم السياسية سواء بالنسبة إلى مجريات الأحداث في لبنان أو سوريا، بالوسائل السلمية الديموقراطية التي لا تستفز أحدا، والى عدم الانجرار وراء مجموعات تريد استخدام العنف وسيلة لتحقيق أهدافها’. وتابع البيان ان ‘التدابير الامنية’ التي سيتخذها الجيش لمواجهة ذلك ‘ستكون حازمة’، وان ‘استعمال السلاح سيقابل بالسلاح، ولن ندّخر جهداً لتجنيب الأبرياء ثمن غايات سياسية وفئوية تريد خراب لبنان’. ومنذ بدء النزاع السوري، لم يصدر الجيش اللبناني بيانا بمثل هذه القوة لجهة التحذير من تداعيات النزاع في سورية المجاورة على البلد الصغير ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة، والمنقسم بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له، رغم شريط طويل من الاحداث الامنية المتنقلة بين المناطق اللبنانية. ويأتي هذا البيان غداة اطلاق نار على حاجز للجيش اللبناني في بلدة عرسال (شرق) ذات الغالبية السنية المتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية. وقد رد الجيش على النار بالمثل، ما تسبب بمقتل مسلحين، احدهما سوري. وكان ثلاثة جنود قتلوا في حادث اطلاق نار على الحاجز نفسه في 28 ايار (مايو). وقتل في شباط (فبراير) جنديان في البلدة خلال ملاحقة الجيش لمطلوبين. وتفيد تقارير ان المعابر غير القانونية بين لبنان وسورية في عرسال تستخدم كممر للنازحين والجرحى من سورية، انما كذلك لتهريب السلاح والمسلحين، وهي حركة يحاول الجيش اللبناني ضبطها. كما تعرض الجيش الخميس لاطلاق نار من مجموعات سنية ومجموعات علوية في مدينة طرابلس في الشمال بعد ضبطه مخازن اسلحة في المنطقتين اللتين تشهدان مواجهات مسلحة بينهما منذ حوالي ثلاثة اسابيع. في الوقت نفسه، يشهد لبنان تصعيدا في الخطاب السياسي نتيجة تورط حزب الله العسكري في القتال الى جانب النظام السوري في سورية، ويحذر خصوم حزب الله من ان هذا التدخل من شانه ان يفجر الاوضاع في لبنان. ونقل بيان صادر الجمعة عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية ان سليمان شدد خلال استقباله سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي على ‘رفض اي تدخل عسكري اجنبي في سورية وكذلك رفض اي تدخل لبناني في الازمة السورية’. من جهة ثانية، دعا سليمان المجتمع الدولي الى ‘وعي خطورة العبء الذي بات يشكله استمرار تدفق النازحين من سورية، الى حد لم يعد بإمكان لبنان حكومة وشعبا تحمل تداعيات هذا الواقع’. ودعا المجتمع الدولي الى ‘تقاسم الاعباء المادية والعددية مع لبنان من طريق مؤتمر دولي وبالطرق الثنائية’، و’النظر في امكان تطبيق معايير على الوافدين الجدد بحيث يسمح بالدخول للذين ينطبق عليهم صفة اللاجئ’، و’تحسين شروط وقدرات استيعاب النازحين داخل سورية من المنظمات الانسانية الدولية ليتم توجيه النازحين باتجاه الداخل السوري وليس باتجاه الحدود اللبنانية’. كما حض الدول على ‘الإيفاء بالالتزامات المالية التي تعهدتها في خلال قمة الكويت’ التي عقدت في نهاية كانون الثاني (يناير) وجمعت تعهدات بـ 1.5 مليار دولار لمساعدة السوريين.ويبلغ عدد النازحين السوريين الى لبنان المسجلين لدى الامم المتحدة اكثر من 500 الف، وهم يشكلون عبئا كبيرا على البلد الصغير ذي الموارد المحدودة، وعنصرا اضافيا للتوتر، اذ يشكو اللبنانيون من ان السوريين يأخذون فرص عمل منهم، في ظل وضع اقتصادي مترد.