عدن : واصلت طائرات وسفن التحالف الذي تقوده السعودية اليوم الخميس قصف مواقع الحوثيين في الحديدة باليمن لليوم الثاني على التوالي، سعيا للسيطرة على الميناء الرئيسي في اليمن في أكبر معركة في الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقال اثنان من السكان اتصلت بهما رويترز إن طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي توجه ضربات مكثفة لشريط ساحلي قرب مطار المدينة.
وتواجه الأمم المتحدة صعوبات في محاولاتها تجنب تعطيل العمل بالميناء شريان الحياة الذي تصل عن طريقه المساعدات الغذائية للدولة التي يواجه 8.4 مليون من سكانها خطر مجاعة وشيكة قد تصبح الأسوأ التي يشهدها العالم منذ أجيال.
وقال سكان ومسؤولون في الجيش اليمني الذي يحارب الحوثيين إن التحالف ضرب أيضا الطريق الرئيسي الذي يربط الحديدة بالعاصمة صنعاء في الشمال لمنع وصول أي تعزيزات للحوثيين.
ويسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة وأغلب المناطق المأهولة باليمن. ويقاتل التحالف منذ عام 2015 للإطاحة بهم وإعادة الحكومة المدعومة من السعودية للسلطة ووقف ما يراه بسطا للنفوذ الإيراني.
وقالت أمينة (22 عاما)، وهي طالبة جامعية تعيش قرب الميناء، لرويترز بالهاتف “الناس قلقون وخائفون من الحرب، أصوات البوارج مرعبة وتحليق الطيران طول الوقت”.
وأضافت “الناس تهرب من المدينة إلى الأرياف لكن الذين ليس لهم أقارب وليس لديهم مال لا يستطيعون الهروب”.
وإذا سيطر التحالف على الحديدة، الميناء الوحيد في يد الحوثيين، فسيمنحه ذلك اليد العليا في الحرب التي لم يحرز أي طرف تقدما يذكر فيها منذ سنوات.
وبعيدا عن الأضواء تساند دول غربية التحالف العربي، لكن التهديد بوقوع كارثة إنسانية على نطاق تاريخي قد يهز هذا الدعم.
وتقول الأمم المتحدة إن 22 مليون يمني يحتاجون لمساعدات إنسانية. وعدد المهددين بالمجاعة يمكن أن يزيد لمثليه ليبلغ أكثر من 18 مليونا بحلول نهاية العام ما لم يتحسن الوضع.
وقالت الأمم المتحدة إنها ستستمر في تقديم المساعدات.
وقالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إنه بالرغم من القتال “نحن هناك ونسلم مساعدات. لن نغادر الحديدة”.
وقالت الدول العربية المشاركة في التحالف إن لديها خططا للحيلولة دون تسبب المعركة في كارثة إنسانية. وتحظر هذه الدول منذ فترة طويلة وصول الواردات إلى الحديدة لمنع ما تقول إنه تهريب صواريخ من إيران للحوثيين وتقول إن بإمكانها تحسين إمدادات الغذاء بسرعة عندما تسيطر على الميناء.
وقال علي الأحمد السفير الإماراتي لدى ألمانيا لرويترز إن 60 ألف طن من المساعدات الإنسانية جاهزة على السفن والشاحنات للتحرك إلى المنطقة فور توقف القتال. وقال إن قوات التحالف تحتاج 72 ساعة لتطهير الألغام من ميناء الحديدة ومطارها بعد السيطرة على المدينة.
وأضاف أن من المهم للغاية لمصداقية التحالف ضمان أن يحصل المحتاجون على احتياجاتهم.
وتخوض السعودية وإيران حروبا بالوكالة في عدة دول من بينها سوريا والعراق. وينفي الحوثيون أن طهران تحركهم، ويقولون إنهم استولوا على السلطة في ثورة شعبية وإنهم يدافعون عن اليمن من غزو جيرانه.
اجتماع للأمم المتحدة
من المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا مغلقا اليوم الخميس، بناء على طلب من بريطانيا، لبحث الهجوم. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث إن المنظمة الدولية تتحدث مع الجانبين لتخفيف حدة التوتر.
وحمل الزعيم الحوثي محمد علي الحوثي الغرب مسؤولية الهجوم.
وقال إن البريطانيين أبلغوهم قبل أسبوع بأن الإماراتيين والسعوديين أكدوا لهم أنهم لن يشنوا هجوما على الحديدة بدون موافقتهم ومساعدتهم.
وحذر بيان للحوثيين السفن التجارية في البحر الأحمر، أحد أهم مسارات التجارة العالمية، وحثها على البقاء على مسافة 20 ميلا من سفن التحالف لتجنب تعرضها لهجوم محتمل.
وقال البيان “إن العدو بفتحه معركة الحديدة يكون قد رفع من منسوب الخطر في البحر الأحمر وعليه أن يتحمل عواقب ما فعل، ونحن لن نظل مكتوفي الأيدي أمام أخطر هجوم أجنبي يتهدد الملايين من أبناء شعبنا اليمني المظلوم”.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس الأربعاء إن الحكومة البريطانية تجري اتصالات منتظمة مع التحالف لضمان التزام عملياته بالقانون الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي إن عملية “النصر الذهبي” التي يشنها التحالف تهدف إلى السيطرة على المطار والميناء لكن قوات التحالف ستتجنب دخول المدينة.
وقال مسؤول عسكري يمني إن التحالف، المؤلف من قوة قوامها 21 ألف جندي تشمل قوات إمارتية وسودانية بالإضافة إلى يمنيين ينتمون لفصائل مختلفة، يعمل على إزالة الألغام من الشريط الساحلي جنوبي الحديدة وتمشيط المنطقة الريفية بحثا عن مقاتلي الحوثيين. (رويترز)
ارجوا الله ان يجعل العيد عيدين على اهلنا في اليمن وان يدحر هؤلاء المجرمين ذيل المجوس بني صفيون في اليمن الغالي