طرابلس – «القدس العربي»: ناقشت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش، خلال زيارتها لتركيا ولقائها مع نظيرها التركي مولود جاووش أوغلو، سبل تعزيز الصداقة والتعاون بين البلدين، وفق ما نشرته وزارة الخارجية الليبية عبر موقعها على الإنترنت.
وجاءت هذه الاجتماعات والزيارات المتتالية لتركيا في إطار ما وصفه متتبعون بحرص حكومة الوحدة الوطنية الحفاظ على قوة العلاقة معها، خاصة مع ارتباط البلدين بمصالح عدة وقيامه بدعم ليبيا لفترة طويلة.
وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، قال عقب اجتماعه مع المنقوش عبر حسابه على موقع تويتر، إنه أكد والمنقوش خلال اللقاء العزم المشترك حيال تعزيز الصداقة والتعاون بين تركيا وليبيا.
كما شدد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، الخميس، على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية المقررة في 24 ديسمبر المقبل بطريقة حرة وعادلة وذات مصداقية.
وقال رئيس الدبلوماسية التركية: “ناقشنا علاقاتنا الثنائية والقضايا المطروحة على جدول أعمالنا مع ضيفتنا الأولى وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش”.
وتابع: “يجب إجراء الانتخابات الليبية بطريقة حرة وعادلة وذات مصداقية، وسنستمر في المساهمة في استقرار وازدهار ليبيا” .
يذكر أن المنقوش قد بدأت زيارة رسمية إلى تركيا، الخميس، من المقرر أن تشهد مناقشة العلاقات الثنائية والتطورات الراهنة في ليبيا، وفق بيان لوزارة الخارجية .
وشدد البلدان في بيان مشترك على عزمهما على مواصلة جهودهما لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الدفاع والصحة والسياحة والتعليم والثقافة والإعلام والاستثمارات المتبادلة والبلديات والتمويل.
واتفق الطرفان على ضرورة عقد مؤتمر إقليمي لضمان الحوار والتعاون في شرق البحر الأبيض المتوسط، كما أقر الجانبان خلال الاجتماع، تنظيم برنامج تدريبي للدبلوماسيين الليبيين في المرحلة الأولى، وفقاً لمذكرة التفاهم بين الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية التركية ومعهد الدراسات الدبلوماسية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي في ليبيا الموقعة في 14 آذار/ مارس 2012. كما تم الاتفاق على إجراء مباحثات سياسية بين وزارات الخارجية بصورة دورية وبمستوى يحدده الوزراء المعنيون عن طريق القنوات الدبلوماسية.
وفي سياق آخر، دعت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي، تركيا إلى بذل خطوات أكبر التعاون بين البلدين، وذلك خلال لقاء عبر التقنية الافتراضية بعدد من أعضاء مجلس الأمة التركي، برئاسة أحمد يلدز رئيس جمعية الصداقة التركية الليبية، ورئيس لجنة الخارجية بمجلس الأمة التركي عاكف كيلش.
وقال رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب يوسف العقوري، الخميس، إن أبرز هذه الخطوات التي طالبوا بها الجانب التركي هي فتح القنصلية في بنغازي وتسهيل إجراءات سفر المواطنين من البلدين، وتسهيل منح التأشيرة للمواطنين الليبيين، وتفعيل الاتفاقيات التجارية بين البلدين، وتهيئة الظروف لعودة الشركات التركية لاستئناف مشاريعها في ليبيا.
وأكد، خلال اللقاء، على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، وأن يكون لتركيا دور في خلق الظروف المناسبة لاستقرار ليبيا ونجاح الانتخابات المقبلة.
وفي السياق ذاته، طالب عضو مجلس النواب سالم أقنان، خلال اللقاء، بضرورة العمل على حلحلة أي إشكاليات قائمة، ومنها تنظيم رحلات الطيران مباشرة من المنطقتين الشرقية والجنوبية إلى تركيا، وأن تكون تركيا صديقة لكل الليبيين.
وفي سياق متصل، تحدثت الرئاسة التركية الأربعاء، عن حقيقة الأنباء المتداولة على وسائل إعلام ليبية حول زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ليبيا اليوم الجمعة.
ونفى مكتب الإعلام في الرئاسة التركية، في تصريحات مع وكالة سبوتنيك، “اعتزام أردوغان زيارة ليبيا”، مؤكداً أنه لم تصله أي معلومات عن تخطيطه (أردوغان) لمثل هذه الزيارة.
جاء ذلك بعد قيام وسائل إعلام ليبية بنشر أخبار مفادها أن “أردوغان يعتزم زيارة ليبيا، اليوم الجمعة، على رأس وفد كبير، دون الإفصاح عن مزيد من تفاصيل حول الزيارة وجدول أعمالها”. وعن تطورات ملف المرتزقة الأجانب، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، إن المعلومات الواردة في تقرير بعثة تقصي الحقائق في ليبيا بشأن ارتباط مجموعة فاغنر بروسيا، تتطلب دراسة، ولا دليل مقنعاً على تورط الروس في الجرائم المنسوبة إليهم، نافية وجود جنود لهم في ليبيا.
وأضافت، رداً على سؤال حول ما ورد في التقرير الأول لبعثة تقصي الحقائق في ليبيا المقدم في 7 تشرين الأول/ أكتوبر في الجلسة 48 لمجلس حقوق الإنسان، من أن شركة فاغنر، التي يُزعم أنها مرتبطة بالاتحاد الروسي، شاركت في اشتباكات عسكرية في طرابلس وجنوب ليبيا إلى جانب حفتر، إضافة إلى تورط مرتزقة فاغنر في مقتل مدنيين، وهم متهمون بانتهاك القانون الإنساني الدولي وارتكاب جرائم حرب.
وشددت زخاروفا في ردها، على أن المعلومات الواردة في التقرير تتطلب دراسة متأنية، وحتى التحليل الأولي يثير عدداً من الأسئلة حول محتواها، وفق قولها. مضيفة أن معظم النتائج تستند إلى مقابلات مع ضحايا لم يتم الكشف عن أسمائهم والمعلومات ذات مصداقية مشكوك فيها، بما في ذلك تقرير دعائي على ما يبدو من قبل هيئة التلفزيون البريطانية بي بي سي، الذي نشر معلومات كاذبة حول جرائم حرب يُزعم ارتكابها من قبل مواطنين روس في ليبيا، حسب تعبيرها.
وأكدت المسؤولة الروسية نفيها وجود جنود روس في ليبيا، زاعمة أن واضعي التقرير قد تعمدوا خلق انطباع خاطئ بأن موسكو شاركت في المواجهة المسلحة الليبية، وانحازت علانية إلى جانب أحد أطراف النزاع، وبالتالي تشويه سمعة السياسة الروسية في ليبيا.