أعلنت لجان المقاومة عن مقتل 20 شخصا خلال هجوم بالمدافع نفذته قوات الدعم السريع على قرية ود السماني جنوب شرق السودان بينهم نساء وأطفال.
الخرطوم ـ «القدس العربي»: اتهمت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بعدم الاكتراث بالقرارات الأممية، منددة باستمرارها في قصف المناطق السكنية في مدينة الفاشر وسنار ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية بابكر الصديق: إن قوات الدعم هاجمت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور قبل أن يجف الحبر الذي طبع به قرار مجلس الأمن الذي طالب فيه بإنهاء الدعم حصار مدينة الفاشر والوقف الفوري للقتال في المدينة وحولها وخفض التصعيد.
واستنكر تنفيذها، الجمعة، هجوماً كبيراً على جنوب شرق المدينة، متهما إياها باستهداف المناطق السكنية بالقصف المكثف، مشيرا إلى تصدي القوات المسلحة والقوات المشتركة للهجوم.
وأدان ما اعتبره «مسلكا غادرا» من قوات الدعم و«استخفافا بقرارات الشرعية الدولية» مضيفا: «إنها جماعة مارقة على كل الشرائع والأعراف، يجب على المجتمع الدولي معاملتها بصفتها جماعة إرهابية تهدد الأمن الإقليمي والدولي».
وتابع: «أثناء مداولات مجلس الأمن حول مشروع قراره بشأن الأوضاع في الفاشر وحماية المدنيين، كانت قوات الدعم تقصف بالمدفعية الثقيلة قرية الشيخ السماني، جنوب ولاية الجزيرة، لتكون النتيجة مجزرة جديدة حصيلتها الأولية 19 من المدنيين العزل، معظمهم من الأطفال والنساء النازحين من قرى أخرى في الجزيرة بعد استهدافها من ذات القوات».
وأشار إلى أن هجمات الدعم على الفاشر وسنار يأتي بعد أيام من مجزرة «ود النورة» بولاية الجزيرة – وسط السودان- التي أدت إلى مقتل حوالي مئتين وسبعين من المدنيين، معتبرا ذلك مؤشرا واضحا على «أن قوات الدعم السريع لا تعبأ بقرارات ومداولات مجلس الأمن شأنها شأن كل الحركات الإرهابية».
حصار مدينة الفاشر
وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر الخميس الماضي قراراً تحت الفصل السادس طالب بالتهدئة في شمال دارفور، داعيا قوات الدعم السريع بإنهاء حصار مدينة الفاشر وحماية المدنيين.
وطالب جميع الدول بالامتناع عن التدخل وعدم تأجيج الصراع والامتناع عن نقل الأسلحة والعتاد لدارفور.
بعدها بساعات قليلة تجدد القتال في المدينة التي تعد آخر معاقل الجيش وعدد من الحركات المسلحة الدارفورية في إقليم دارفور غرب البلاد، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على أربع من أصل خمس عواصم ولائية في الإقليم الواقع غرب السودان.
وأكد الجيش السوداني والقوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة المتحالفة معه، مقتل قائد هجوم قوات الدعم السريع على الفاشر، علي يعقوب وعدد من القادة الميدانيين. بينما قال حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي: «وداعا قائد محرقة الفاشر» في إشارة إلى القيادي القتيل في قوات الدعم والذي تتهمه حكومة دارفور بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين.
وفي السياق قال رئيس هيئة الأركان في الجيش السوداني محمد عثمان الحسين إن ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة والقوات المشتركة للحركات المسلحة حققت انتصارا حاسما على قوات الدعم في مدينة الفاشر، مضيفا: «إن بوابة السودان الغربية ستظل محروسة».
وأشارت القوة المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش إلى وضعها خطة محكمة لإنهاء ما وصفته بـ«المهزلة الإجرامية» والقضاء على كامل حركة قوات الدعم في المحورين الجنوبي والشرقي للفاشر بقيادة علي يعقوب الذي قالت أنه قائد محرقة قرى ومدن دارفور.
ورأت «أن مقتل يعقوب يعني انتهاء أسطورة الدعم السريع إلى الأبد وبداية نهايتهم وقصاصًا للنساء والأطفال وجميع الأبرياء الذين تم قتلهم وترويعهم من قبلها».
وأكدت مقتل أكثر من ألف جندي تابع للدعم السريع وتدمير أكثر من 60 آلية قتالية والاستيلاء على 40 أخرى و7 مدرعات و3 شاحنات محملة بالمؤن والذخائر.
بالتزامن أعلنت لجان المقاومة عن مقتل 20 شخصا خلال هجوم بالمدافع نفذته قوات الدعم السريع على قرية ود السماني جنوب شرق السودان بينهم نساء وأطفال.
وطالب القرار الأممي الصادر عن مجلس الأمن الدولي الخميس طرفي القتال بالتهدئة والالتزام بالتنفيذ الكامل لإعلان جدة الخاص بحماية المدنيين الموقع في 11 آيار/مايو من العام الماضي.
وحث على معالجة النقص في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأوضاع في السودان، دعايا المانحين إلى الإيفاء بتعهداتهم.
إعلان جدة
وفي السياق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية إن الحكومة متمسكة بإعلان جدة وبالتزاماتها بالقانون الدولي الإنساني وكل ما يضمن حماية المدنيين، مشيرا إلى أن القوات المسلحة تقوم بمهامها الدستورية في الدفاع عن البلاد، مع التزامها بقواعد الاشتباك المعروفة دولياً، المستمدة من القانون الدولي.
وأكد استعداد الحكومة لتيسير منح تأشيرات الدخول لمنسوبي المنظمات الأممية والعاملين في المجالات الإنسانية.
ورحب بدعوة مجلس الأمن لكل الدول للامتناع عن التدخل في الشأن السوداني وتأجيج الحرب، مبديا استغرابه في ذات الوقت مما اعتبره «صمتا من المجلس عن إدانة الدول التي تتسبب في استمرار الحرب». وأضاف: «تلقى المجلس ما يكفي من معلومات حول دور تلك الدول».
وفيما يلي تحذيرات المجتمع الدولي من نذر المجاعة، قال المتحدث باسم الخارجية إن بلاده تؤكد أنه ليس ثمة مجاعة وشيكة في السودان، مشيرا إلى أن مخزون السودان الغذائي وفق تقارير منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة «الفاو» ووزارة الزراعة كافٍ لسد حاجة المواطنين، مضيفا: «يمكن للأمم المتحدة شراء المواد الغذائية من السوق المحلي ومناطق الإنتاج بالبلاد».