بيروت- “القدس العربي”: في ضوء التوتر على الحدود الجنوبية إثر استئناف الجيش الإسرائيلي بناء الجدار الحدودي في نقاط متحفّظ عليها على الخط الأزرق بالقرب من مستعمرة مسكاف عام، وفي ضوء الاستفزازات الإسرائيلية التي تمثّلت بانتهاك الطيران الحربي الأجواء اللبنانية، يصل وكيل وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية دايفيد هيل إلى بيروت يوم الأحد، لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين ودعوة الأطراف إلى تجنّب التصعيد بعد أزمة الأنفاق التي زعمت اسرائيل أن حزب الله حفرها على الحدود.
وقد استبقت وزارة الخارجية والمغتربين وصول الدبلوماسي الأمريكي بإدانة “الاعتداء الإسرائيلي الجديد على السيادة اللبنانية عبر القيام ببناء حائط وإنشاءات داخل الأراضي اللبنانية في نقاط التحفظ على الخط الأزرق بالقرب من المستعمرة المسمات مسكاف عام”.
واعتبرت في بيان “أن من الأجدر أن يلتئم مجلس الأمن، وأن يتعامل المجتمع الدولي مع هذا الخرق الواضح والصريح للقرار 1701، كما فعل مع الشكوى المقدّمة من قبل العدو الاسرائيلي”.
وأوضحت أن “وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أعطى تعليماته، بُعيد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، إلى مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى أمام مجلس الأمن بالخروقات الإسرائيلية البرية، والتي تشكّل انتهاكاً فاضحاً للقرار 1701، وتهدّد الاستقرار في الجنوب والمنطقة. كما دعا كافة البعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج لشرح الموقف اللبناني من هذا التعدي الإسرائيلي الجديد”.
وتحمل زيارة هيل أهمية ملحوظة نظراً لكونها تأتي بعد جولة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى المنطقة والمواقف التي أطلقها حول سوريا وإيران وحزب الله.
وكان المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد بشكل طارئ برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء المختصين وقادة القوى الامنية، استمع الى العرض الذي قدّمته قيادة الجيش، واعتبر المجلس أن “ما يحصل هو اعتداء على الأراضي اللبنانية، وهو بمثابة خرق واضح للمادة الخامسة من القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 1701”.
وبالتالي تقرر الآتي:
1- تقديم شكوى إلى مجلس الأمن.
2- تكثيف الاتصالات الدولية لشرح موقف لبنان من هذا التعدي الإسرائيلي.
3- طلب اجتماع طارئ للجنة الثلاثية لبحث المستجدات.
4- إعطاء التوجيهات اللازمة لقيادة الجيش لكيفية التصدي لهذا التعدي.
5- تأكيد لبنان على تمسكه بكل شبر من أرضه ومياهه واستعداده الدائم لاستكمال مسار التفاوض لحل النزاعات الحدودية القائمة.
6- الطلب إلى مجلس الأمن وقوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” تحمّل مسؤولياتهم كاملة في تنفيذ القرار 1701 وحفظ الأمن على الحدود.
من ناحيته، أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري قلقه إزاء “التطور الخطير الذي ظهر على الحدود الجنوبية من جرّاء مبادرة إسرائيل إلى استئناف بناء الجدار الإسمنتي قبالة مستعمرة مسكاف عام، ضمن الأراضي اللبنانية”، وقال: “هذا أمر يجب رصده بدقة لأنه أمر خطير جداً، هناك أمر أعرفه وسيأتي أوان البوح به”.