القاهرة- “القدس العربي”: أدانت مصر العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
واعتبرت مصر، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقّي العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة.
ودعت مصر الجانب الإسرائيلي لممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي من شأنها أن تهدّد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة.
وطالبت مصر جميعَ الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.
وكان معبر رفح أغلق أبوابه من الجانب المصري بعد سيطرة جيش الاحتلال على الجانب الفلسطيني واقتحام آلياته المنطقة الفاصلة بين الجانبين المصري والفلسطيني.
ويمثّل معبر رفح المنفذ البري الوحيد للقطاع على العالم الخارجي، وكان البوابة الرئيسية لدخول المساعدات إلى قطاع غزة، على مدار الأشهر الماضية، منذ بدء العدوان على القطاع في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال شهود عيان لـ “القدس العربي” إن شاحنات المساعدات التي كانت متواجدة أمام المعبر استعداداً لدخول القطاع تحرّكت بعيداً عن المعبر، في وقت توقفت حركة مرور المساعدات والأشخاص تماماً عبر المعبر.
وكان مدحت الزاهد، رئيس حزب “التحالف الشعبي الاشتراكي”، قال إن اجتياح جيش الاحتلال الصهيوني رفح، والسيطرة على محور فيلادلفيا، يوجب إلغاء اتفاقية كامب ديفيد وتوابعها، بعد أن داسها الاحتلال بالأقدام، وعملت قواته في المنطقة تخريباً ودماراً.
وجدّد الزاهد مطالبة حزب “التحالف الشعبي الاشتراكي” بإسقاط الاتفاقية وطرد البعثة الدبلوماسية الصهيونية من مصر، معرباً عن ثقة “التحالف الشعبي” والقوى الوطنية في قدرة القوات المصرية المسلحة على الدفاع عن حدود مصر براً وبحراً وجواً، وبسط سيادتها على الأراضي المصرية.
وتابع: القوات المسلحة المصرية وحدها، وبثقة الشعب ودعمه، قادرة على حماية الحدود دون الحاجة إلى أيّ رديف ميلشياوي، وليست في حاجة لغطاء عصبوي، في إشارة إلى إعلان تأسيس “اتحاد قبائل سيناء”، لافتاً إلى أن الدستور رسم للقوات المسلحة دورها في الدفاع عن حدود البلاد والأمن القومي مدعومة بثقة الشعب دون أن ينازعها في هذا الدور أيّ طرف.
وأكد الزاهد أن العدوان الإسرائيلي لن يمرّ بغير عقاب، وأن شعب مصر يفتح للفلسطينيين أبواب منازله، ولكنه يرفض تهجيرهم طرداً إلى سيناء احتراماً لحقهم في البقاء في أرضهم، وحقهم في تقرير المصير، ودفعاً لمخطط تهويد وصهينة الأرض.
وقال إن المعارضة المصرية تقف في الصف الأول في كل مواجهة ضد إسرائيل، وإن معركة رفح مثل كل المعارك التي خاضها الشعب الفلسطيني البطل سوف تذيق قوات الاحتلال المرار.
وتابع الزاهد: حزب “التحالف الشعبي الاشتراكي” يحمّل الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية والتخاذل العربي الرسمي مسؤولية العدوان الصهيوني، وأن ضمير العالم الذي انتفض لن يهدأ، وسيواصل دعمه للشعب البطل، وإدانته لمجرمي الحرب الصهاينة.
وواصل: الصهيونية تحفر قبرها، وهى تدّعي أنها دولة ديمقراطية في محيط من الاستبداد، أعدمت الصحافيين عمداً، وأغلقت كل مكاتب قناة “الجزيرة” لأنها كانت تبث المذابح على الهواء مباشرة، وتظهر للعالم بالصوت والصورة حقيقة الهولوكوست الصهيوني للشعب الفلسطيني، وهي أيضاً لم تحتمل مظاهرات طلاب العالم في الجامعات، ووصفتهم بأنهم أعداء السامية وأدوات الإرهاب.
إلى ذلك، أدان “الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي” إصرار جيش الاحتلال على تطوير عملياته العسكرية في رفح، في إطار سعي حكومته اليمينية المتطرفة لإفشال المبادرة المصرية، والتي لاقت تفاعلاً إيجابيًا من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، وعدد من الدول الإقليمية.
وأعلن الحزب تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني، وطالب السلطات المصرية باتخاذ ما تراه من تدابير لحماية أمن مصر القومي، ومنع أي مشروعات تهجير لشعبنا الفلسطيني الشجاع، وأن تستمر في تقديم يد العون كعادة مصر، سلطة وشعبًا للشعب الفلسطيني.