الخطأ الاول الكبير الذي ارتكبه نتنياهو منذ انتخابه لزعامة الليكود كان توجيه الامر لاربعة وزراء من الليكود الاستقالة من الحكومة

حجم الخط
0

الخطأ الاول الكبير الذي ارتكبه نتنياهو منذ انتخابه لزعامة الليكود كان توجيه الامر لاربعة وزراء من الليكود الاستقالة من الحكومة

الخطأ الاول الكبير الذي ارتكبه نتنياهو منذ انتخابه لزعامة الليكود كان توجيه الامر لاربعة وزراء من الليكود الاستقالة من الحكومة مساء يوم الاربعاء في الاسبوع الماضي، ارتكب بنيامين نتنياهو غلطته الكبيرة الاولي منذ انتخابه قبل حوالي شهر ونصف الشهر لفترته الثالثة كرئيس للحزب، حيث اصدر تعليماته لاربعة من وزراء الليكود بتقديم استقالتهم صباح يوم الخميس حتي الساعة العاشرة صباحا، وذلك في الوقت الذي تفتح فيه صناديق الاقتراع لانتخاب مرشحي الليكود لانتخابات الكنيست القادمة، وهذا الامر جعل الوزراء يترددون، فقد كانوا يرغبون بأن يدخلوا للانتخابات الداخلية (البرايمرز) وهم يشغلون هذه الوظائف الوزارية، ومع بعض التأخير، الا انهم استقالوا، وبذلك أكد نتنياهو مجددا بانه حين تشتد الامور وتحين ساعة الامتحان فانه يبدأ بالاصدقاء.جميع الخصائص المميزة التي يختص بها نتنياهو، ثقافة عالية، تفكير واتساع عقلي وفكري معروف، جميعها تتراجع امام تسرعه وقلة صبره. ومع ذلك، فقد صدق من حيث المبدأ، فلا يجوز لوزراء من الليكود يجلسون حول طاولة حكومة وبزعامة شخص اصبح الزعيم الفعلي لحزب كديما الذي كان تشكيله ضربة شبه قاضية لحزب الليكود الذي سينافسه في الانتخابات، لا يمكن لهؤلاء الوزراء الجلوس والبقاء تحت إمرة زعيم كديما القادم الذي جعل الليكود يتحجم حسب آخر استطلاعات للرأي بحصوله ـ مستقبلا ـ علي خمسة عشر مقعدا في الانتخابات القادمة. لكن محاولة نتنياهو الانفعالية تقليد عمير بيرتس، رئيس حزب العمل بهذا القرار اثار الشكوك وعلامات الاستفهام حول قدرته علي اصدار القرارات والاحكام في حالة الضغط، وان عمير بيرتس حين اصدر تعليماته لوزراء حزب العمل الاستقالة من حكومة شارون نفذوا فورا هذه التعليمات رغم أن رغبتهم لم تكن كذلك.ففي تلك الايام (والتي يبدو كان زمنا طويلا مر عليها) أضاء نجم بيرتس السماء المتكدرة لحزب العمل، وعلي الفور تنبأت استطلاعات الرأي التي جرت بعدها بان حزب العمل سيحصل علي 28 مقعدا في الانتخابات القادمة، فالجميع اظهر الطاعة واستجاب لقرار الزعيم الجديد دون رفض أو تأخير، وليس من المستغرب الاعتقاد بأنه لو طلب بيرتس من وزراء العمل الاستقالة ـ الان ـ من الحكومة وليس في تلك الايام، فان الوزراء سيتأخرون في الاستجابة وربما يبدون بعض الرفض سيما بعد ان تراجعت شعبية العمل في الاستطلاعات واعادته الي امكانية حصوله علي 16 ـ 17 مقعدا في الكنيست القادمة، اي اقل مما له من مقاعد في الكنيست الحالي. هذا بالضبط ما لم يفهمه بنيامين نتنياهو، فتطلعه بأن يحلق حزب الليكود من جديد بعد اختياره زعيما له قد خاب، وان الضوء الساطع لرئيس الوزراء السابق ووزير المالية المميز الجريء خبا وانطفأ، وان الاحتمالات بحصول الليكود علي القوة اللازمة لتولي السلطة او علي الاقل ان تكون له قوة تجعل منه لسان الميزان اللازم لترجيح الكفة في حال تشكيل اي ائتلاف وزاري قادم، جميعها تبدو الان مجرد أحلام بعيدة عن الواقع.وفي حالته هذه، فان نتنياهو كان سيحقق نتائج افضل لو أعمل التفكير واستغل قدراته الفكرية وعقليته الممتازة لو أنه حاول التوصل لاتفاق داخلي مع وزراء الليكود الاربعة حول الموعد الانسب لتقديم الاستقالة من الحكومة. لكنه جرب اسلوب املاء القرار وفرضه عليهم وهذا ما جعلهم يكفرون بسلطته وصلاحياته، ولا شك بأن الزعيم الحكيم لا يُقدم علي فرض ارادته علي مرؤوسيه اذا لم يكن متأكدا بانهم سوف يطيعون ويمتثلون لارادته، وبذلك فقد فشل ـ بسبب ذلك ـ نتنياهو في اول امتحان له كزعيم لحزب الليكود وهذا سيؤثر بدوره علي قدرته ارجاع النفوذ والسلطة لحزب الليكود علي الدولة والعودة للسلطة.ومقابل ذلك، فان هجوم زعماء كديما علي نتنياهو بسبب ما قاله ـ أو ما نُسب اليه ـ في صحيفة نيويورك تايمز الامريكية كان مجحفا. فقد كان مسموحا للوزيـــــر دافيد ليفي ليقول لمناحم بيغن يوجد لك وريث عن نفسه طبعا.. وكان مسموحا لاريك شارون أن يوصف بانه وريث دافيد بن غوريون . وعليه، فيمكن لنتنياهو الادعاء بانه وريث اريك شارون لا سيما اذا كان يخاطب الرأي العام الامريكي والادارة الامريكية في محاولته المشروعة شق طريقه في المسار المؤدي الي قلوبهم، وفي نهاية المطاف فان الجمهور الاسرائيلي سيتمكن من التمييز بين الاستقامة وبين التظاهر بها.دوف غولدشتاينكاتب في الصحيفة(معاريف) 15/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية