■ إن الأعمال الخطية للخطاط المغربي عبد العزيز مجيب تقوده إلى التفاعل المستمر مع جوهر التراث الحضاري العربي الإسلامي، حيث تتبدى تجربته الرائدة والغنية في مجال الخط العربي عامة والمغربي خاصة، من خلال كتابته الجمالية للمصاحف القرآنية بالخط المغربي المبسوط، بإيقاع زخرفي، وبمنمنمات مغربية عربية أصيلة.
لقد نحت الخطاط عبد العزيز مجيب تجربة قوية في هذا المنحى وأبدع بعض الخاصيات الحروفية التي من شأنها دعم السمات الجمالية في الخط المغربي المبسوط، التي من شأنها كذلك تسهيل عملية القراءة في المصاحف الشريفة. وقد نحى في ذلك منحى ما سار عليه المغاربة من خصوصيات في الخط المصحفي المغربي، في الرسم والخط والنقط والضبط، من الإقراء والضبط والتقييد والإتقان والجودة، فجعل للفاء نقطة واحدة من تحت، والقاف نقطة واحدة من فوق مع عدم تنطيق بعض الحروف التي تأتي في آخر الكلمات، كالقاف والياء والفاء، وترك وضع علامات الوقف في بعض الآيات، كما هو معمول به في بعض الجهات المغربية، وترك فسحة في الخط في مواضع الأحرف المحذوفة خطا، موافقة للرسم العثماني من جهة، وكذلك لتبيين الحروف وإبراز فصاحتها من جهة أخرى.
يترنح مجيب تارة في عالم اللوحات الحروفية بعيدا عن التقييد، لينتج أعمالا خطية من الطراز البديع جمالا وفصاحة، يتمظهر ذلك في التركيب اللوني المدجج بالحروفيات.
إنه يعمل وفق البناء الفضائي لكل خامة، ليفضي إلى مسلك خطي جمالي بديع، تشهد به كل مخطوطاته البهية التي تسبح بالقارئ في المثل والقيم التي يكشف عنها المجال الإبداعي والجمالي والدلالي. إنه عمل تحكمه الموهبة في الخط، ويحكمه الالتزام بالضوابط الحروفية والتقييدات الجمالية للخط.
لكن في سياق آخر نجد الخطاط عبد العزيز مجيب يترنح تارة في عالم اللوحات الحروفية بعيدا عن التقييد، لينتج أعمالا خطية من الطراز البديع جمالا وفصاحة، يتمظهر ذلك في التركيب اللوني المدجج بالحروفيات، وخصوصا منها خط الثلث المغربي والمجوهر المغربي، وهو ما يؤشر على أن قلم المبدع يطوع الحروف المغربية، وفق التشكيلات التي يوظفها أثناء عمليات التركيب، ثم يطوع الألوان وفق الرؤية الفنية التي يرغبها في فضاء مفتوح، ليطرح أعماله ضمن سياق التعبير الحروفي المرتكز على ثوابت خطية وعلى أسس معرفية تقوده إلى عوالم فنية تدخل في نطاق تعدد الرؤى الفنية، فهو يشكل الأشكال والحروفيات والمنمنمات داخل الفضاء اللوني، وفق رؤيته الفنية التي غالبا ما تنتج دلالات متعددة، وهو إنجاز يمتح من التعبير بالحروف في نطاق منظم لينم عن تجربة عالمة، من حيث عمليات التوظيف المتقن والوضع المتوازن بين الحروف أثناء عمليات التركيب بين الألوان، وكذلك من حيث تدبير الفضاء وتوزيع المفردات الفنية بنوع من الدقة والضبط. ثم تشكيل المجال الجمالي بتنسيقِ مختلف العناصر المكونة لأعماله ومقاربتها باللون وبالمادة الفنية. إن عمليات مزج الحروفيات بأشكال جمالية وبالألوان المنتقاة بدقة واستعمال تقنيات خاصة؛ كل ذلك يفضي إلى عمل إبداعي له أسسه وخصوصياته الفنية؛ يروم التجاور والتمازج والتماسك بين كل المكونات الأساسية، حيث يصنع نوعا من التوازن الإبداعي بين كل العناصر المكونة لأعماله، وينتج التنغيم والتكامل والانسجام. إنه مسلك خطي يتفاعل مع الأنساق اللونية المختلفة ومع الأشكال المتنوعة، والتركيبات الدقيقة بتوظيفات خاصة، وكذلك بوجدانية وفنية وجمالية، كلها تدعم القوة التعبيرية للخط المغربي. وتعطي انطباعا بأن الخطاط عبد العزيز مجيب يعمل وفق تصورات ورؤى مركزية، ويشتغل وفق تجربته المائزة وخبرته الكبيرة في مجال الخط العربي عموما والخط المغربي خاصة.
٭ كاتب مغربي
شكرا لصاحب المقال الذي جال في خواطر المبدع عبد العزيز مجيب واستخرج بعض المكنونات الوجدانية من خلال محطات حرفية عميقة وضاربة حفظ الله الاستاذ مجيب وشكر الله سعيه وبارك في عمله
حروف رقيقة جد ا فلازالت كلمتنا الفنية تحت ظل المواضيع المعطرة بالفن غير مامرة قلنا بأن الفن عالم لاحدود لانهاية وبه رسم هد ا الكون الواسع بأتقان محير وكدالك الكواكب وغيرها ادن رسم الخطوط ليس بالامر اليسير امسك الريشة اوالقلم فأنت خطاط لا محاولات عدة وقد تنجح وقد تفشل والجمال ليس في الحرف العربي وحده فهناك حروف اخرى غير عربية فالجمال بدوره عالم واسع فا صاحب الخط المحترم وكدالك الكاتب فالوحة الثي عن اليمين هي كلمات من قصيدة البردة والثانية من الكتاب السماوي شكرا للمنبر.