الخليجيون قد يعيدون النظر بجدوي الاستثمار في امريكا بعد عرقلة صفقة شركة موانئ دبي
الخليجيون قد يعيدون النظر بجدوي الاستثمار في امريكا بعد عرقلة صفقة شركة موانئ دبيدبي ـ رويترز: قد يعيد الاثرياء العرب في منطقة الخليج التفكير مرة ومرة قبل اتخاذ قرار الاستثمار في الولايات المتحدة بعد ان هدد بعض السياسيين الامريكيين بعرقلة صفقة قيمتها 6.85 مليار دولار تستحوز بموجبها شركة موانئ دبي العالمية علي شركة بي آند أو البريطانية التي تقوم، بين اشياء اخري، بادارة 6 موانئ امريكية. وقالت الشيخة لبني القاسمي وزيرة الاقتصاد والتخطيط الاماراتية ان المستثمرين قد يفكرون في المقابل في ضخ اموالهم في بلدان اخري مثل الصين ودول اسيوية واوروبية اخري.وتأتي تعليقات الشيخة لبني بعد ان وافقت شركة موانئ دبي العالمية علي خضوعها لمراجعة أمنية مبدئية تتناول عملياتها يعقبها تحقيق يجرية مجلس الشيوخ الامريكي مدته 45 يوما. وعارض اعضاء في مجلس الشيوخ الامريكي استحوازمواني دبي علي ادارة ستة موانئ امريكية بموجب الصفقة وقالوا ان الصفقة تعرض الامن القومي الامريكي للخطر. وقالت الشيخة لبني ما يحدث الان في ظل الموضوع هذا ان هذه عبارة عن صفقة تجارية بحتة تدحلت فيها بعض الامور السياسية، وهذا يعني ان هناك تباطؤ او مثلا نوع من التعطيل في قضية انهاء الصفقة التجارية هذه. هذا طبعا ممكن ان يؤثر ليس فقط علي العرب او علي الخليجيين، بل يمكن ان يؤثر علي اي دولة لديها توجه للاستثمار في امريكا .واضافت الولايات المتحدة ينظر اليها علي انها اقتصاد قوي ولديها الكثير من الظروف التي تشجع الاستثمار الاجنبي فيها.. وبالتالي يمكن ان يكون هناك عدم تشجع او تردد في التوجه للاستثمار في الولايات المتحدة. وما قد يؤثر علي الموضوع ايضا وجود دول متسابقة في الوقت الحاضر لديها اقتصاد قوي ونمو سريع. هناك مثلا الهند والصين في الوقت الحاضر، وهنالك بعض الدول الاوروبية في الاتحاد الاوروبي، اي ان هناك تنافس قوي علي استقطاب الاستثمار الاجنبي . ومن المحتمل ان يتريث المستثمرون العرب في المستقبل لتحليل المخاطر الاقتصادية لاية استثمارات كبيرة في امريكا في المستقبل. وادي ارتفاع اسعار النفط الي زيادة الفوائض المالية في الدول العربية الخليجية الغنية بالنفط والي ازدهار اقتصادي في المنطقة.يقول محللون ان تدفقات اموال الخليج العربي تزايدت اهميتها للاقتصاد العالمي. ومنذ هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 علي الولايات المتحدة يخشي المستثمرون في منطقة الخليج أكثر المناطق تصديرا للنفط في العالم من ان تتعرض اصولهم المالية في الغرب للاستهداف لاسباب امنية. واستخدم اعضاء من الكونغرس الامريكي حقيقة ان منفذي اعتداءات 11 ايلول من السعودية ودولة الامارات للاعتراض علي صفقة شركة موانئ دبي العالمية ولكن مسؤولين خليجيين نفوا مخاوفهم واشاروا الي علاقاتهم القوية بادارة الرئيس الامريكي جورج بوش والتعاون العسكري القائم منذ فترة طويلة مع واشنطن وجهودهم لسد الثغرات التي استغلها متشددو تنظيم القاعدة قبل هجمات 11 ايلول. وقالت الشيخة لبني اليوم في دولة الامارات هنالك زيارة من السفن البحرية الامريكية بما يعادل مئة زيارة بالسنة في جبل علي، وهذا هو جزء من العائلة التي ستدخل فيها سلطة موانئ دبي العالمية، فهنالك ثقة كبيرة من الحكومة الامريكية بتواجد قطع من اسطولهل الحربي في دولة الامارات .يقول بعض المستثمرين العرب في منطقة الخليج انهم يفضلون ضخ اموالهم في اسواق الاسهم المحلية التي حققت مستوي قياسيا مرتفعا في الشهور الماضية بدلا من ان تكون اموالهم معرضة لتحقيقات امريكية. وقال مستثمر سعودي في دبي هنا أموالي محفوظة. يمكنني ان اسحب اموالي في اي وقت ويمكنني تحويلها في اي وقت دون كثير من المشاكل فيما يتعلق بالشروط والتحقيقات. حتي هناك في الولايات المتحدة سمعنا انه لا توجد حماية لا لشخصك ولا لمالك. هناك سيطرة مزدوجة .وقال مستثمر اماراتي لتلفزيون رويترز ان من يستثمر في امريكا يتعرض لتعقيدات كبيرة سواء امنية او اقتصادية بعد ان وضعت السلطات قوانين يعتبر المستثمرون العرب ان من المستحيل تجاوزها. ويتابع محمد علي ياسين عضو مجلس الادارة المنتدب في احدي اكبر شركات الوساطة المالية في الامارات عن كثب الضجة المصاحبة لصفقة موانئ دبي العالمية. وقال ياسين انه اذا فشلت الصفقة فان المستثمرين العرب قد يعزفون عن الاستثمار في الولايات المتحدة. واضاف انه اذا فشلت مثل هذه الصفقة ربما يجد بعض المستثمرين العرب ان من الافضل لهم التوقف عن التحول للاستثمارات العالمية والعودة الي الاسواق المحلية التي ربما تستطيع ان تستفيد من مثل هذه السيولة المتاحة حاليا بعد الاصلاحات التي حدثت فيها في الفترة الماضية. ويعتبر البعض في المنطقة الاعتراض علي الصفقة تمييزا صارخا ودليلا علي خوف امريكي مرضي من اي شيء عربي. ويقول محللون ان الاموال الخليجية المتاحة للاستثمار في اصول اجنبية ستزيد بنحو 130 مليار دولار سنويا حتي عام 2007 اي نحو 16 في المئة من الاموال الاجنبية المطلوبة لتغطية العجز الحالي في ميزان المعاملات الجارية الامريكي. ويقول محللون ان واشنطن لا تستطيع فقدان هذه الاموال. وكان لاعادة استثمار الاموال العربية في المنطقة بعد هجمات 11 ايلول الفضل في ازدهار الاستثمارات العقارية في انحاء الخليج وبخاصة في دبي التي تعتبر مركزا اقتصاديا نشطا في منطقة الخليج.وتسير المدينة التي تنمو سريعا قدما لتصبح لاعبا اساسيا في الاقتصاد العالمي وبخاصة من خلال عمليات الاستحواز مثل صفقة شركة موانئ دبي العالمية التي نافست عليها سنغافورة. 4