ها هي اقتربتْ
والمسافاتُ طيَّ حوافرها
تقدحُ الفجرَ عاديةً فوق ليلٍ يطولْ
والهُجُول
تفيضُ بِهَجْسِ البراري
وأفئدةٍ قشَّرتها المواجيدُ
منثورةٍ في غبار الوعول
والديارُ تراقب غَيْمَ المحبين
يأتون في غَبَشٍ من رذاذ المعاني التي سافرتْ في حنينِ الطلول
والمعاني مُعلّقةٌ في فضاءِ التَّرَقُّبِ
لا ذهبتْ في السوافي
ولا هبطتْ في السيول
المعاني
تَراكضُ في غَيْهَبِ القولِ
مثلَ الخيولِ
ومثل الطرائدِ
مثلَ الصّدى في سَديمٍ يَجُول
غير أن الخيولَ ستأتي مع فجّةِ الضوءِ
ينشقُّ عنها ظلامُ القرونِ
نواصيها في زِمامِ البُراق
وأشواقَها من فؤاد الرسول
والزمانُ الكئيب سيفترُّ عن موعدٍ
لحظةٍ
ومضةٍ
كانبلاج الوصول
كلُّ حالٍ تحول
وما غار معنىً تلاشى من الحرف إلا لِيومِضَ معنى «سُهَيْلٍ» وراءَ الأُفول
والخيامُ التي طنَّبتْها القصائدُ في جوف “وادي الغضا”
ستعيد حكاياتِ أسمارِها للفصول
كلُّ حالٍ تحول
يا مضامير
هذي الخيولُ
سنابِكُها تقدحُ الفجرَ خلفَ سُجوفِ الليالي البعيدة
فانسكبي يا مواجيدُ
واقتربي يا خيول
وأقيموا “صدور مَطيِّكُمُ” يا “بني أُمِّنا”
فالقصيدةُ
قد أشرقتْ بالكتابِ
الحروفُ استوتْ
والنبيون جاؤوا
وكلُّ اللغات عَنَت
والمعاني انْحَنَتْ
والرؤى صمتت
والمجازاتُ فوق الخيولِ
تقول الذي لا نقول
شاعر يمني