القاهرة- الأناضول- نُقل المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مهدي عاكف، المعتقل بالسجون المصرية، إلى وحدة العناية المركزة في أحد مستشفيات القاهرة بعد تدهور صحته، بحسب وزارة الداخلية ومصدر أمني مسؤول.
وقال مسؤول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية- عادة لا يعلن عن هويته- إنه “تم نقل عاكف المودع بمستشفى الأمراض الباطنية التابعة لمستشفيات القصر العينى (غربي العاصمة) إلى إحدى المستشفيات (لم يحددها) بناء على طلب أسرته وفقاً للقواعد القانونية”.
وأضاف المسؤول ذاته، في بيان للوزارة اطلعت عليه الأناضول “أودع عاكف بغرفة العناية المركزة، لتلقى العلاج اللازم، لحين تماثله للشفاء”.
من جانبه، قال إسماعيل أبو بركة، محامي عاكف، للأناضول: إن موكله “يعاني من تدهور شديد في صحته لاسيما مع تقدم عمره، وقدمنا أكثر من طلب للإفراج الصحي عنه للجهات القضائية بمصر وآخرها للنائب العام الشهر الماضي (ديسمبر/ كانون أول)، دون رد”.
وأضاف: “من حق عاكف أن ينقل لمستشفى خاص نظرا لتدهور صحته والاشتباه بإصابته بمرض السرطان، والتأكد من وجود انسداد تام في القنوات المرارية، وقد طلبنا أكثر من مرة بإتمام هذا الإجراء”.
وتابع “فؤجئت بهذا الأمر (نقل عاكف إلى العناية المكثفة) ولا أعلم تفاصيله وحيثياته أو حالة عاكف الآن”.
وفي السياق ذاته، قال مصدر أمني مسؤول للأناضول، إن “عاكف تم نقله لمستسفى خاص بالقاهرة مساء الخميس، وتم تعيين خدمات أمنية لحراسته طوال 24 ساعة”، متحفظا على اسم المستشفي لدواع أمنية.
وأضاف المصدر ذاته مفضلا عدم ذكر اسمه، كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، “الحالة الصحية لعاكف متدهورة، وفي اتتظار تقرير طبي يحدد مدة بقائه في المستشفى الخاص مع وجود لجنة طبية من الوزارة لمتابعة الحالة”.
وبعد القبض عليه عقب الإطاحة بمحمد مرسي- أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في 3 يوليو/ تموز 2013- تم نقل عاكف إلى مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة في سبتمبر/ أيلول من العام ذاته مع تدهور صحته، وعاد لسجنه في 25 يونيو/ حزيران 2015.
ومنذ تلك الفترة يتنقل عاكف بين محبسه بالقاهرة ومستشفى قصر العيني الحكومي، الذي يوجد بها قسم خاصة بالسجناء للمتابعة الطبية.
والمرشد السابق للإخوان، محبوس على ذمة قضية واحدة، وهي أحداث مكتب الإرشاد (وقعت في صيف 2013 عقب اشتباكات بين مناصرين للإخوان ومعارضين لها)، وحصل على حكم بالمؤبد (25 عاماً) ألغته محكمة النقض (أعلى محكمة طعون في البلاد) في يناير/ كانون الثاني الماضي، وتعاد محاكمته من جديد.
وخرجت مناشدات بينها رسمية من مجلس القومي لحقوق الإنسان، للإفراج عن عاكف نظرا لتقدم سنه الذي يقترب من 89 عاما، فضلا عن طلب نادر من جماعة الإخوان للسلطات المصرية بالإفراج عنه غير أن الأخيرة لم ترد عليها.
ومحمد مهدي عاكف، مولود في 12 يوليو/ تموز 1928، وهو المرشد العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين، والسابع في تاريخ الجماعة الأبرز بمصر.
ويعد عاكف صاحب لقب أول مرشد عام سابق للجماعة؛ حيث تم انتخاب بديع بعد انتهاء فترة ولايته، وعدم رغبته في الاستمرار في موقع المرشد العام ليسجل بذلك سابقة في تاريخ الجماعة.