الدبيبة من البرلمان الليبي: لن نسمي وزيراً للدفاع حتى يحدث توافق ونحن لا نتهم تونس بتصدير الإرهاب

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس – «القدس العربي»: بعد تأجيل جلسة المساءلة لحكومة الوحدة الوطنية، والتي كانت من المفترض أن تعقد الثلاثاء، واحتجاج الحكومة على هذا التأجيل ومغادرتها لمقر مجلس النواب في مدينة طبرق، استؤنفت أمس الأربعاء جلسة مساءلة الحكومة من قبل برلمان طبرق، الذي أحال مجموعة من التساؤلات للحكومة لتكون إطاراً للجلسة وأساساً لها.
إلا أن الحكومة رفضت واستغربت عدم التزام مجلس النواب بالنقاط المحالة من قبله، وتعظيعا إلى مواضيع أعمق وأبعد، كما رفض بعض النواب وبشكل علني ذلك، إلا أن عقيلة صالح رفض اعتراض النواب قائلاً إن للحكومة القدرة على الدفاع على نفسها ولا داعي أن يقوم أي نائب بالدفاع عنها.
وقد تمحورت المساءلة في معظمها عن ملفات الكهرباء والصحة وتسمية وزير للدفاع والصرف في إطار نسبة من 1 إلى 12، فضلاً عن مخصصات قيادة حفتر، التي طالب بها -بغضب- بعض النواب. وقدم النواب التساؤلات للحكومة على أساس اللجان في المجلس، بدءاً من لجان المالية والدفاع والصحة والطاقة وغيرها، وقام الدبيبة ووفده الوزاري بالرد على الأسئلة كافة دون استثناء. لجنة الدفاع بمجلس النواب قدمت تساؤلاً حول تسمية وزير الدفاع، ورد الدبيبة أنه لا يمكن تسمية وزير للدفاع إلا بوجود توافق، حيث أوضح أنه ما لم يكن هناك توافق في المؤسسة العسكرية، فتسمية وزير الدفاع غير ممكنة، وإذا حدث التوافق سنقوم بتسميته.
جاء ذلك بعد أن قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب، طلال الميهوب، إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، يحاول التملص من تسمية وزير دفاع يمثل قيادة حفتر.
أما عن ميزانية قيادة حفتر، فرد الدبيبة إن هناك ميزانية واضحة للمؤسسة العسكرية، لكنها المؤسسة الوحيدة المنقسمة في البلاد، ورأى أن اجتماعات الشويرف تعطي أملاً في توحيد الجيش، في إشارة إلى تشكيل قوة مشتركة من الطرفين لتأمين النهر الصناعي.
أما بخصوص المرتزقة، فقال الدبيبة: “نحن كليبيين لا نقبل بهم، لكننا كحكومة تسلمنا، وهم موجودون.. لم نأتِ بهم، لكن لا نقبل بكل المرتزقة في كل ربوع ليبيا. زرتُ روسيا وتركيا بخصوص هذا الأمر للاتفاق على سبل خروج المرتزقة”.

تونس وليبيا

ورداً على تساؤل للنواب حول توتر العلاقة بين ليبيا وتونس، فقد أكد الدبيبة أنه لا يتهم تونس بتصدير الإرهاب، مضيفاً أنه سيزورها الخميس وسيلتقي الرئيس قيس سعيد.
وأوضح الدبيبة أن ما حدث مع الدولة الجارة تونس، هو أنه “كان هناك تقرير من الإنتربول في تونس يتهم الليبيين بتصدير الإرهاب، وهذا غير صحيح، نحن نعرف وكل العالم بالإحصاءات، مِن أين أتى الإرهاب، ونحن لا نتهم دولة تونس، نحن أشقاء وجيران وعلاقتنا علاقة أخوة وعلاقات اقتصادية”. وتابع الدبيبة أنه سيزور تونس الخميس، وسيجمعه لقاء مع الرئيس قيس سعيد، وأضاف أن شخصيات رسمية اتهمت ليبيا بتصدير الإرهاب في الإعلام وعلى الهواء مباشرة، موضحاً أنه لن يستغني عن العلاقة مع تونس، وسيحل هذه الأزمة .

ميزانية الحكومة

استنكر الدبيبة خلال الجلسة التي جمعته بالنواب مجدداً، عدم اعتماد الميزانية حتى الآن، وقال إن الحكومة قدمت من أول يوم الميزانية لمجلس النواب ولم تعتمد، ليس بسبب ملاحظات مجلس النواب، فأي أحد يستطيع قول هذه الحجج.
وتابع الدبيبة أن الحكومة تنفق بواقع 79 مليار دينار بنسبة 1/12 من مقترح مشروع الميزاينة، لكن هناك زيادات في المرتبات، وهناك فرق سعر الصرف، الحكومات السابقة تركت نحو 70 ملياراً ديوناً.
وأوضح أن “بند التنمية سبعة مليارات، لم نصرف منها ديناراً واحداً، وخصصت للأجهزة، وطلبنا 20 ملياراً لأننا في حاجة إلى مستشفيات وطرق. في الختام، نحن كحكومة، جهزنا كل الإجابات المكتوبة، ونحن تحت أمر الدولة”.
وعن سؤال النواب حول بند الطوارئ، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، إن 700 مليون خُصصت للأجهزة الأمنية، و250 مليوناً لوزارة الحكم المحلي، و500 مليون لصندوق الضمان الاجتماعي.
وأضاف أنه خُصص لوزارة الصحة ومكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، مليار و200 مليون، مرجعاً ارتفاع المخصصات في هذا الشأن إلى أن احتياجات الوزارة مستوردة؛ ولذا تتأثر بارتفاع سعر صرف الدولار، الذي سجل 4.4 دينار اليوم.
وتابع: “المراكز الطبية الخمسة خُصصت لها 50 مليوناً، وجامعة بنغازي 100 مليون، ومُنحت 100 مليون لأجل التعامل مع احتياجات مختلفة لوزارات، و150 مليوناً للمواصلات”.
وعن ملف الكهرباء، قال رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء، وئام العبدلي، إن الشركة رفعت القدرة الإنتاجية لمحطات توليد الطاقة من 3700 إلى 5700 ميغاوات، وذلك في عهد حكومة الوحدة الوطنية، متوقعاً رفع معدل إنتاج الطاقة إلى 7400 ميغاوات.
وأكد أن أزمات الكهرباء ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى ما قبل العام 2011؛ حيث كان العجز في إنتاج الطاقة موجوداً، واقترحت حينها بناء عدد من محطات توليد الكهرباء في الخليج وغرب طرابلس والزويتينة، لكن تلك المشاريع توقفت بعد ذلك، وبقي الوضع ثابتاً دون تطوير .

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية