كلما تطورت أشكال الممارسة الأدبية تطور الوعي بها، وتبدلت صور دراستها. كما أن الدراسة الأدبية يمكن أن تتطور متى انتهت إلى أن هناك ضرورة لتجديد أدواتها وتصوراتها، بعد وصول ما تحقق منها إلى الطريق المسدود.
يمكننا التدليل على ذلك بما عرفته الدراسة الأدبية المعاصرة، التي تأسست على خلفية لسانية خلال الحقبة البنيوية، التي عملت على اعتبار العمل الأدبي لغويا بامتياز. فبواسطة اللغة يمثّل الإبداع العالم ويتمثله، ويقدمه محملا بمختلف طرائق التقديم التي طورها المبدعون، تحقيقا لغايات جمالية ودلالية وتداولية. كان هذا التطوير ضروريا لتجاوز ما كان سائدا خلال حقبة ما قبل البنيوية، التي اعتبر فيها الأدب تعبيرا عن الواقع الاجتماعي والنفسي، وكانت توجه الدراسة الأدبية في هذا الإطار العلوم الاجتماعية والنفسية والسياسية.
عندما اتخذت الدراسات الأدبية اللسانيات خلفية لها، ونموذجا قابلا للاحتذاء، خلقت لها طموحا جديدا في دراسة الأدب، يتمثل في انتهاج البعد العلمي في الدراسة. وتبعا لذلك تم تغيير الموضوع الذي تشتغل به والذي انتقل من الأدب الذي كان يتحقق من خلال أجناسه وأنواعها: القصيدة والرواية والمسرحية، إلى «الخطاب»، أو «النص». ولما كان مفهوم الخطاب والنص يقتضيان عدة نظرية ومنهجية جديدة استفادت الدراسات الأدبية من إجراءات اللسانيات ومناهجها، وعملت على تطويرها لتتلاءم مع مستلزمات وخصوصيات أي خطاب أدبي. وكان من نتائج ذلك الانتقال من «مناهج» خارجية تدرس الأدب مثل: علم الاجتماع أو علم النفس، أو التاريخ إلى بروز اختصاصات وعلوم جديدة، تبحث في الخطاب أو النص وتعمل على فهمهما فهما يقومان على المحايثة أو الملاءمة العلمية.
من بين هذه الاختصاصات، «تحليل الخطاب» على الطريقة الفرنسية، أو «لسانيات النص» بالكيفية الأنكلو أمريكية. وإذا كان هذان الاختصاصان مرتبطين أكثر باللسانيات، وهي تسعى إلى توسيع مجال موضوعها بالانتقال من الجملة إلى ما يتعداها (الخطاب)، فإن علمين أدبيين ظهرا في الحقبة نفسها، وحاول كل واحد منهما الاختلاف مع اللسانيات، وإن كان يتخذها منطلقا وأساسا للنظر والعمل، فرضا نفسيهما على المشتغلين بالأدب واللسانيات معا، وحقق كل منهما لنفسه مسارا خاصا. هذا العلمان هما: البويطيقا (نظرية الخطاب الأدبي) من جهة، والسيميائيات الأدبية، من جهة أخرى، إلى جانب محاولات لتطوير البلاغة، وبروز الأسلوبية.
لما كان مفهوم الخطاب والنص يقتضيان عدة نظرية ومنهجية جديدة استفادت الدراسات الأدبية من إجراءات اللسانيات ومناهجها، وعملت على تطويرها لتتلاءم مع مستلزمات وخصوصيات أي خطاب أدبي.
مع هذين العلمين صرنا أمام ثلاثة مفاهيم مركزية تتصل بما كان يسمى الأدب. هذه المفاهيم الثلاثة هي: الخطاب، النص، العلامة. تتداخل هذه المفاهيم وتتقاطع، ويتميز بعضها عن بعض. وحسب طرائق اشتغالها جميعا تطورت الدراسات الأدبية وتعددت مستويات تحليلها لكل منها، وانتقلت مع الزمن من المحايثة التي كانت تقيدها في بداية تشكلها (البنيوية) إلى تجاوز الوقوف على الحدود الداخلية لكل منها، إلى ما يحيط بها من شروط وسياقات خارجة عنها، وقد أتاح لها ذلك الانفتاح على غيرها من الاختصاصات التي كانت في بداية تشكلها منغلقة دونها (ما بعد البنيوية).
إن من بين أهم ما تحققَ في المرحلة البنيوية، وتطورَ في ما بعدها، إلى جانب هيمنة مفاهيم الخطاب والنص والعلامة، بروز مصطلح «السرد» الذي حل محل «الأدب» تقريبا، على اعتبار أنه الاسم الجامع لكل التجليات التي كانت تجتمع في كلمة الأدب. فالسرد موجود في كل شيء، ولا يكاد يخلو منه خطاب أو نص، أو علامة كيفما كانت أجناسها أو أنواعها. لهذا السبب نجد التطور الحقيقي الذي طرأ مع العلمين معا هو: السرديات (علم الخطاب السردي)، والسيميائيات السردية (علم العلامات السردية). إن العلمين معا، وقد تأسسا في نطاق التطور الذي عرفته اللسانيات، كان اهتمامهما معا ينصب بالدرجة الأولى على كل ما هو لغوي أو لفظي، وإن كان في طموحهما معا الاشتغال بغيره من العلامات، ولاسيما مع السيميائيات. لكن التطور الذي طرأ مع ما كان يصاحب العلامات والخطابات اللغوية مع الوسائط الجماهيرية (السينما، الفيديو..) جعل هذين العلمين يضعان في أفق انشغالاتهما البحث ليس فقط في ما يتصل بالعلامات اللغوية، ولكن أيضا بما يتوسل بغيرها من العلامات غير اللغوية: الرسم، التصوير، الحركة.. على اعتبار أنها أيضا تتقدم إلينا من خلال السرد (الرواية المصورة، الرسوم المتحركة..). وكان لتطور الوسائط المتعددة، وبعدها الوسائط المتفاعلة مع الثورة الرقمية، وإقدام بعض المبدعين على الاستفادة من الوسيط الجديد في إنتاج أعمالهم الإبداعية، أن بدأ مفهوم النص والخطاب والعلامة يتحددان ليس فقط من خلال الوسائط القديمة، ولكن أيضا بواسطة ما هو رقمي. أدى ذلك إلى بروز: الخطاب الرقمي، والنص الرقمي، والعلامات الرقمية. ونجم عن ذلك تطور في الدراسات الأدبية الرقمية، وبذلك صرنا أمام: السرديات الرقمية، والسيميائيات الرقمية.
نلاحظ من خلال هذه الصيرورة تبدلا على مستوى الممارسة الإبداعية بانتقالها من النص الإبداعي اللغوي إلى «النص الإبداعي الرقمي». وعلى مستوى الدراسة الأدبية انتقالها من الدراسة الأدبية إلى الدراسة الأدبية الرقمية. وما لا ينتبه إليه المهتمون العرب بهذه الدراسات الجديدة هي أنها وليدة تطور العلم الأدبي، وليس النقد الأدبي بمعناه التقليدي.
٭ كاتب مغربي
من وجهة نظري يا د سعيد يقطين ما ورد تحت عنوان (الدراسات الأدبية الرقمية) يتكامل مع ما ورد تحت عنوان (الجملة العالمة وجملة الخطاب) لما نشره د توفيق قريرة، مثلك في جريدة القدس العربي، وعلقت عليه بالتالي:
هذا العنوان يا د توفيق قريرة، من وجهة نظري يلخص إشكالية مفهوم الرب/الإله في علم الكلام، أو من له حق صياغة لغة القانون أو الدستور لدولة الحداثة،
والذي لاحظته، عند أهل علم اللسانيات الغربي، يجهل أي شيء عن علم اللغة/التدوين الذي ساهم في كتابته أبو الأسود الدوؤلي (إكمال شكل الحرف) والخليل بن أحمد الفراهيدي (إكمال هيكل الكلمة (الصيغة البنائية والجملة (بحور الشعر الأدبي)) في الوصول إلى لغة، تجمع كل ألسنة العرب وليس فقط لسان قريش، لتدوين لغة القرآن (كما تُنطق، تُكتب)،
فأصبح الإسلام لدينا يجمع ما بين لغة القرآن وبين تمثيلها على أرض الواقع من خلال أفعال وأقوال الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم، فلذلك، لا رهبنة في الإسلام،
وخرج المسلمين بنظام إقتصادي فريد (الوقف الإسلامي) لتمويل حاجة أي مسجد/جامع من إدارة أو حوكمة،
فلذلك ليس هناك تجارة بالدين في الإسلام، مثل بقية الأديان، التي تجعل هناك رسم دخول (المعبد أو الكنيسة) لو أردت الاتصال برب/إله من خلال تاجر الدين،
ولذلك تلاحظ بعد 11/9/2001 وإصدار قانون الوطنية وفق صيغة (من ليس معنا، فهو ضدنا) بدأ
أس المشاكل في دولة الحداثة، دولة خُمس آل البيت (ضرائب ورسوم وجمارك)، دون تقديم خدمات مقابل ذلك، ومن هنا جمال تقارير السي أن أن
https://youtu.be/D-hzRTRiAQE
لتوضيح كيف أن الذكاء الإنساني، يلخصه مفهوم كيف تخلق مُنتج، وفق حاجة السوق،??
ولذلك يا حبيبنا هذا أحسن Business، لسرقة ميزانية أي دولة، تم تصميم بنودها، وفق (عقلية بندقية للإيجار) كما هو حال ميزانية العراق مثلاً بعد 2003،
لتمويل جيوش آل البيت التي قبلت المشاركة في العملية السياسية، لنشر الظلم والعبودية والسكوت على جرائم سرقة خيرات وموارد العراق الإقتصادية، في الجانب الآخر،
ما فات هؤلاء، أن لغة تدوين القرآن الذي بين أيدينا، جمعت كل ألسنة القراءات، وليس لسان قراءة قريش فقط، أي أنّ العرب ليس مثل الفرس أو الترك أو اليهود، لديهم عقد نقص تجاه العربي (لسان قريش (آل البيت)) ولذلك هم بحاجة إلى واسطة ومحسوبية ورشوة لأنّه لم ولن ولا يفهم لكي يستطيع الحكم، في دول الإسلام على أرض الواقع،
والحمدلله أخيراً الإنتاج الفني الغربي، يعترف بعبقرية التفسير الإسلامي، في سبب عدم الخوف من الموت،
من أجل كسر دائرة الظلم بقوانين (التأميم/السرقة) لتمويل الحرب الدينية، عند صاحب أي سلطة في أي مجتمع/دولة، في الإنتاج الجديد لفيلم روبن هود 2019، سبحان الله.??
??????