الدروس الهامة للاسلاميين من عزل مرسي

حجم الخط
0

ان التطورات الاخيرة في مصر من عزل مرسي وتضييق الخناق على جماعة الاخوان لها دلالات ودروس هامة تستحق التمعن فيها من جميع التيارات والمجموعات السياسية وعلى وجه الخصوص التيارات الاسلامية التي ترمي الى الخوض في المعركة السياسية وتولي الحكم وادارة شؤون البلاد.
ومن اهم الدروس هو تجنب الاستفراد بالحكم واقصاء الآخرين من الساحة السياسية وادارة البلاد الخطأ القاتل الذي ارتكبه مرسي اذ عين زملاءه الاخوانيين والسلفيين كوزراء ومحافظين، الامر الذي ترك اثرا سلبيا على المواطنين المصريين خاصة الشباب الثوار منهم اذ شعروا بان مرسي وجماعة الاخوان بصدد احتكار السلطة وحصرها بيد مجموعة صغيرة كما شعروا بالاحباط اذ رأوا انه لا دور لهم ولرموزهم الذين بذلوا جهودا كبيرة لتحقيق الثورة في رسم آفاق مستقبلهم.
والدرس الهام الآخر هو ان تجاهل الحقوق والحريات المدنية والسعي لتقييدها وكذلك السعي لفرض نمط حياة معين على المواطنين سيبوء بالفشل في عصرنا الحاضر فكل تيار اسلامي يسعى الى تولي الحكم واقامة حكومة دينية يجب ان يعي ذلك. اذ مفاهيم وقيم كالديمقراطية والمواطنة وحقوق الانسان وكذلك حقوق وحريات كحرية العقيدة وحق التعبير عن الرأي وحق الاحتجاج السلمي باتت في عصرنا الحاضر من المقبولات بل من المسلمات عند القسم الكبير من الناس ان لم نقل عند القسم الاكبر منهم فتجاهلها بل وتقييدها يثير ردود افعال سلبية من جانب المواطنين كما يخلق في داخلهم حالة غضب واستياء التي اذا ما تراكمت ستظهر في قالب الانتفاضة والثورة. وتغفل للأسف الكثير من التيارات الاسلامية في العالم الاسلامي عن هذه الحقيقة اذ تصر على فرض نمط حياة معين وكذلك قيم وتصرفات معينة على المواطنين ولو عبر استخدام القوة والعنف بحجة انها دينية لذلك تجب اتباعها من قبل الجميع دون ان ينتبهوا الى انه فرض نمط حياة معين على المواطنين عبر استخدام القوة، ولو كان مدعوما من القانون، يخلق حالة عداء بين المواطنين الذين لا يرغبون في اتباع ذلك النمط من الحياة والحكومة كما يوسع الفجوة بين الطرفين الامر الذي اذا استمر سيؤدي الى فقد الحكومة لشرعيتها وكذلك شعبيتها. ومن الواضح الحكومة التي فقدت شرعيتها وشعبيتها عند شعبها حكومة فاشلة ومحكومة بالسقوط.
وينبغي هنا تصحيح ما يروج هذه الايام من قبل البعض وهو فشل مشروع الاسلام السياسي نظرا لفشل مرسي وزملائه الاسلاميين في مصر وهذا كلام غير دقيق وكذلك غير موضوعي اذ لا توجد هناك فئة او جماعة واحدة تمثل الاسلام السياسي بل وهناك تيارات وفئات واحزاب متعددة تنتمي الى الاسلام السياسي في العالم الاسلامي ولكل منها رؤي واهداف واستراتجيات مختلفة ومتباينة في مجال ادارة البلاد وتطبيق الشريعة واقامة حكومة اسلامية. كما نجح بعض هذه التيارات والجماعات في تحقيق اهدافها وكسب ثقة الناس في بلادها.
ويجدر ذكر النموذج التونسي في هذا الاطار فنجحت حركة النهضة التونسية في ادارة البلاد والاستمرار في الحكم بشكل لائق وذلك عبر التعاون مع سائر التيارات السياسية واستخدام لغة عصرية راقية لمخاطبة الناس وعلى وجه الخصوص جيل الشباب وكذلك عبر تقديم قرأة معتدلة وسطية للتعاليم الاسلامية واحترام قواعد اللعبة الديمقراطية. فتجربة حركة النهضة الناجحة تظهر انه يمكن الجمع بين اقامة حكومة دينية ونيل رضى غالبية الشعب.
بهنام مرادي – ايران

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية