الخرطوم ـ «القدس العربي»: هاجمت قوات «الدعم السريع» في السودان، 10 قرى في مجمع البادية في محلية شرق النيل حيث قامت بنهب ممتلكات المواطنين والمرافق العامة وألواح الطاقة الشمسية وأجهزة محطات المياه. كما قامت بتدمير مركز صحي الحسيناب ونهبه بالكامل واستولت كذلك على أعداد كبيرة من الماشية.
وبين القرى التي استهدف، الحسيناب، الفضيلاب، أم جحرة، الحنياب، ود التقيل، الهريواب، عد ناصر، قبوجة ود الأمين.
وقالت شبكة «أطباء السودان» أن قوات الدعم السريع، لم تكتف بنهب مستشفى الحسيناب بل اعتدت على الكوادر الطبية وطردت المرضى من المستشفى الواقع شرق العاصمة الخرطوم
واتهمتها بضرب الكوادر الطبية وتهديدهم بالأسلحة النارية، ونهب هواتفهم المحمولة بعدما قامت بنهب الأجهزة والعقارات الطبية في المركز الصحي والصيدلية.
ونددت الشبكة، باستمرار اعتداءات الدعم السريع على الأطباء ونهب المرافق الطبية، محذرة من أن التمادي في الانتهاكات، يحرم الآلاف من المدنيين من الحصول على الخدمات الطبية التي تقدمها الكوادر الطبية بالمركز، ويؤدي إلى نزوح جماعي للبحث عن العلاج والدواء.
اعتدت على كوادر طبية ومرضى
وفي ولاية الجزيرة، وسط السودان، أصدرت قوات «الدعم السريع» قرارا بمنع خروج الأهالي من الولاية، إلا في حالات محددة بالمرض المستعصي أو السفر للعمل بعقد عمل ساري.
ونددت لجان مقاومة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بالقرار، مشيرة إلى أن الدعم السريع لم تكتف بالقتل والسحل وتهجير واختطاف واعتقال وتعذيب الأهالي، بل تخطت كل التوقعات، برهن إنسان الولاية لـ«سلطتها الدموية».
واعتبرت ذلك انتهاكا صارخا لحرية التنقل الذي نصت عليه كل المواثيق الوطنية والدولية مما يجعل إنسان الولاية درع بشريا ورهينة بيد «المليشيا» تتصرف فيه كيفما شاءت.
وأكدت لجان المقاومة على حق أهالي الجزيرة في التنقل والترحال والحركة كحق أساسي من حقوق الإنسان، منوهة إلى أن هذه القرارات صدرت من سلطة غير شرعية ولا تحظى بأي قدر من الاعتراف.
وقالت إنها ستواصل رصد جميع الانتهاكات وجرائم القتل والتشريد والتهجير القسري تمهيدا للمحاسبة واسترداد الحقوق.
وطالبت قوات الدعم السريع برفع يدها عن مواطن الجزيرة الأعزل وإيقاف الانتهاكات ضد المدنيين.
ومنذ 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تنفذ قوات «الدعم السريع» هجمات واسعة على ولاية الجزيرة، بعد استسلام قائد ميداني تابع لها في المنطقة للجيش، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى وتهجير قرى بأكملها.
وقالت لجان المقاومة في ولاية الجزيرة إن القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو «حميدتي» تقوم بممارسة كافة أنواع الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية في مواجهة المواطنين العُزل في الولاية، مشيرة إلى أن عمليات القتل شملت العزل، من رجال مسنين ونساء وأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن جرائم الاغتصاب والنهب المسلح والاختطاف وطلب الفدية.
وحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان «أوتشا» نزح نحو 136 ألف شخص من مواقع متعددة في ولاية الجزيرة بعد موجة من العنف المسلح والهجمات استهدفت الولاية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.