رام الله ـ ‘القدس العربي’: أكد الدكتور شداد العتيلي رئيس سلطة المياه الفلسطينية أمس الاثنين لـ’القدس العربي’ بأن أهالي غزة يشربون مياها ملوثة بشكل خطير منذ سنوات، موضحا لـ ‘القدس العربي’، بأن 95 في المئة من المياه التي يشربها أهالي القطاع ملوثة وغير صالحة للشرب، مطالبا الإحتلال الإسرائيلي برفع الحصار عن القطاع من أجل إدخال المعدات اللازمة لتشغيل محطات تحلية المياه للشرب وتنفيذ المشاريع الحيوية لتحسين الوضع المائي بالقطاع.
وتابع العتيلي قائلا ‘قطاع غزة يشرب مياها ملوثة منذ عدة سنوات، ووصل تلوث المياه الى درجة خطيرة’، مضيفا ‘الوضع المائي في غزة كارثي’، مشيرا الى أن الأمم المتحدة نشرت تقريرا العام الماضي وقالت فيه أنه ‘بحلول عام 2015 لن يكون هناك قطرة مياه واحدة صالحة للشرب’.
وأشار الى أن سلطة المياه الفلسطينية وبالتعاون مع البلديات في قطاع غزة تقوم بتزويد المياه للمواطنين بعد معالجات كثيرة للتخفيف من نسبة التلوث في المياه، وذلك نتيجة الى اختلاط المياه الجوفية بمياه البحر وتدفق المياه العادمة لها جراء تعطل محطة معالجة مياه المجاري نتيجة انقطاع التيار الكهربائي بالقطاع بسبب توقف محطة توليد الكهرباء نتيجة النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيلها.
وتابع العتيلي ‘الآن معظم الآبار الجوفية تنتج مياه البحر، وذلك نتيجة للضخ الجائر منها’، مشيرا الى أن الكميات الكبيرة التي تضخ من الآبار الجوفية هي استنزاف للحوض المائي الساحلي في القطاع، مضيفا ‘الحوض طاقته الآمنة فقط 50 مليون متر مكعب، لكن للأسف ما يتم استخراجه خاصة من الآبار غير المرخصة تصل ما يقارب ال 180 مليون متر مكعب’ الأمر الذي يعني بأن هناك حوالي 130 مليون متر مكعب إضافية تسحب فوق الحد الآمن المسموح به وهو ال 50 مليون.
وفيما تقدر مصادر مياه الشرب في غزة بـ 50 مليون متر مكعب تحت الارض، لكن وبسبب عدد السكان الكبير في القطاع فإنهم يسحبون 150 مليون متر مكعب، الأمر الذي يعني بأن تلك الكمية الإضافية التي تؤخذ من باطن الأرض تكون قادمة من المياه البحرية أو من مياه الصرف الصحي التي تسللت للمياه الجوفية خاصة وأن التربة في غزة رملية.
وحسب العتيلي فإن هناك العديد من الآبار الجوفية تنتج نفس نوعية مياه البحر بملوحتها، مضيفا ‘ولكن هناك مشكلة كبرى وهي عودة مياه الصرف الصحي بدون معالجة الى الحوض الداخلي، ونحن نتحدث عن حوض مائي جوفي وطبقات رملية، وبسهولة كبيرة تعود مياه المجاري وتختلط مع مياه الشرب، ولذلك فالحكومة صادقت على برنامج من أجل إنقاذ الوضع المائي في قطاع غزة وهذا البرنامج يتضمن تدخلات رئيسية أهمها قضية معالجة مياه الصرف الصحي’.
وأشار الى أن هناك مشروعا ينفذ حاليا بتمويل من أوروبا والبنك الدولي وغيرها من الجهات الممولة لمعالجة مياه الصرف الصحي، مشددا على ضرورة الخطة الوطنية لإنقاذ قطاع المياه بغزة، وأول شيء هو معالجة مياه الصرف الصحي ومنع تدفقها للمياه الجوفية، منوها الى أن مشاريع تنفذ في ذلك الإتجاه، الا أن الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع يعرقل العمل فيها، مشددا على أن هناك توجها إسرائيليا سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية بمنع تحسين قطاع المياه الفلسطيني بل عرقلة أي مشاريع تساهم بالنهوض فيه.
وأشار العتيلي الى أن التحرك الرسمي الفلسطيني يسير حاليا باتجاه معالجة مياه الصرف الصحي ومراقبة مستوى التلوث بالمياه ومعالجتها، إضافة الى ضخ كميات إضافية من المياه الصالحة للشرب الى القطاع، منوها الى أنه يتم شراؤها من إسرائيل، وذلك الى جانب إنشاء محطات تحلية صغيرة من أجل مد القطاع بمياه صالحة للشرب.
ونوه الى أن أهم مشروع يجري العمل عليه حاليا هو مشروع التحلية الاستراتيجي للقطاع حيث يتضمن إنشاء محطة تحلية بطاقة 100 مليون متر مكعب سنويا، مشيرا الى أنه تم تأمين حوالي 50′ من الأموال اللازمة لتنفيذ المشروع الذي تبلغ كلفته 459 مليون دولار، ويجري العمل على تأمين باقي الأموال المطلوبة لتنفيذ ذلك المشروع.
وأشار العتيلي الى ضرورة سرعة التحرك الدولي لوقف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة لإنقاذ الأهالي هناك من كارثة صحية جراء بلوغ تلوث المياه لنسب خطيرة جدا على حياة المواطنين، وإمكانية فقدان القطاع في السنوات القليلة القادمة لأي مياه صالحة للشرب بالقطاع، مضيفا ‘ المياه الصالحة للشرب في غزة الآن هي أقل من 5’، ونحن نتحدث عن 95 ‘ من المياه في غزة غير صالحة للشرب وهي مياه ملوثة، ونحن نتحدث أيضا عن أنه أكثر من 70′ من الأمراض في قطاع غزة هي ناجمة بشكل مباشر أو غير مباشر عن نوعية المياه. إذن نحن أمام حالة خطيرة جدا فيما يتعلق بقطاع المياه في قطاع غزة ونواصل المجهود من أجل مواجهة هذه الكارثة، ولذلك نحن نعول على أن يتم الإستماع الى هذا الصوت الذي دائما ننادي به من أجل تمكيننا من القيام بمشروعنا الاستراتيجي لتحلية المياه، لأن هذا هو الحل الأساس لتلك المشكلة، وهذا عدا عن أن هناك مشكلة كبيرة مع الإحتلال الإسرائيلي الذي يمنع الفلسطينيين من الوصول لمياههم وحقوقهم المائية في نهر الأردن والأحواض الجوفية بالضفة الغربية وغزة وغيرها من الحقوق المائية الفلسطينية’. وشدد على أن إسرائيل تسرق المياه الفلسطينية كما تسرق الأرض في حين بلغت نسبة التلوث في مياه القطاع الى مرحلة الخطر الشديد على صحة الإنسان، موضحا أن ملف المياه كباقي ملفات الحل النهائي مع إسرائيل ما زالت عالقة على طاولة المفاوضات، مشيرا الى أن نقص الطاقة في غزة يفاقم الإشكاليات الموجودة في قطاع المياه من حيث توقف المضخات وتنفيذ مشاريع المياه ‘وهذا خطر كبير يواجه قطاع المياه في غزة’.
كم احترم هذا ارلجل الدكتور الوزير شداد قمة التواااااااااااااااااااضع والهمة والنشاد اللهي بارك بك ويجزبك عنا كل خير