الدور الاول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ـ ملاحظات اولية

حجم الخط
0

الدور الاول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ـ ملاحظات اولية

المصطفي صوليح الدور الاول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ـ ملاحظات اوليةارقام تاريخيةعلي خلاف باقي الانتخابات الرئاسية التي انتظمت في فرنسا طيلة عقود سابقة، تميز الدور الاول من هذه الانتخابات التي جرت يوم الاحد 22 نيسان (ابريل) 2007 بتسجيل ارقام ونسب قياسية لم يسبق لها مثيل: نحو 45 مليون مسجل (ة) في اللوائح الانتخابية، ومشاركة 87% من هذا المجموع في التصويت، وطول طوابير المصوتين عند مداخل مكاتب التصويت علي مدي الساعات التي خصصت لهذه العملية. وبحسب النتائج الاولية، المعلنة تمام الساعة 20:00بالتوقيت الفرنسي، والتي جاءت متطابقة مع توقعات سابقة، فيما ظلت النتائج التي كان شيراك، مثلا، يحرزها خلال الدور الاول تتراوح حول 20% من اصوات الناخبين، نال ساركوزي 30% اي ما يعادل قرابة 11 مليون صوت، وذلك مقابل 26% من مجموع الاصوات جاءت من نصيب روايال. وفي حين افرزت معظم الانتخابات الرئاسية الفرنسية السابقة رؤساء طاعنين في السن، فقد تميزت الانتخابات الحالية بنزوعها نحو التجديد السياسي حيث لاول مرة يتأهل للتنافس حول رئاسة الجمهورية الفرنسية مرشحان هما معا في الخمسينيات من العمر. تكتل وراء برنامجين داخليين مختلقينباستثناء الوسط ممثلا في بايرو (18.3% من الاصوات) واليمين المتطرف ممثلا في رمزه التاريخي لوبين (5.11% من الاصوات)، فان من اهم الخلاصات التي تنبئ بها نتائج هذا الدور الاول من الانتخابات ان 56% من الفرنسيين المصوتين يكادون ان ينقسموا الي نصفين يتكتل كل واحد منهما وراء برنامج انتخابي مختلف: برنامج ساركوزي الذي يركز علي قضايا ذات اهتمام كبير باحداث الضواحي والهجرة والامن والهوية، وبرنامج روايال الذي يولي اهتماما بالغا لقضايا اجتماعية ياتي في طليعتها الحد من البطالة والاخذ بعين الاعتبار ذوي الدخل الادني وذوي الحاجات الخاصة ومشكلات اجتماعية اخري متعددة ومتنوعة. اما في شأن السياسة الخارجية لفرنسا فليس من المحتمل، عدا اعادة اواصر الارتباط بالولايات المتحدة الامريكية في حالة فوز ساركوزي، ان يقع اي تغير ملموس سواء علي صعيد العلاقات الثنائية الاوروبية او ذات الصلة بالاتحاد الاوروبي او بدول مجلس اوروبا او علي صعيد البرامج النووية الدولية او علي صعيد المشكلات الاقليمية، حيث ستواصل فرنسا بخصوص ملف الشرق الاوسط توظيف العلاقات الشخصية المباشرة او الموروثة للفائز من المرشحين، خلال الدور الثاني المبرمج ليوم الاحد 6 ايار (مايو) 2007، في دعم الحكومة اللبنانية والسلطة الفلسطينية معنويا، من جهة، ودعم اسرائيل عمليا والعمل، من جهة اخري، في سبيل تقليم اظافر اي نوع من المقاومة في المنطقة وفي مقدمتها حزب الله والمقاومة الفلسطينية. جمهورية فرنسية اشتراكية ام يمينية؟ما دامت التوقعات السابقة قد طابقتها النتائج المعلنة في الدور الاول، فان التوقعات الحالية التي انبنت علي تحليل هذه النتائج تعطي في معظمها الفوز لساركوزي،الذي خاطب مجموع فرنسا بمناسبة فوزه بالرتبة الاولي في الدور الاول كما لو كان قد فاز فعلا بمنصب رئيس الجمهورية. ويتم ارجاع هذا التوقع الي ضعف الاحتياطي الذي يمكن ان تستفيد منه روايال في الدور الثاني، وذلك بالنظر الي اندحار الشيوعيين والخضر وقلة الاصوات التي تحصلتها باقي الاحزاب اليسارية التي يمكن ان تدعو ناخبيها للتصويت لفائدتها. اما رصيد بايرو، فإلي حين استماع هذا الاخير الي اقتراحات المتنافسين الاثنين المؤهلين في شأن وسطه واتخاذه للقرار النهائي يبقي من المرجح ان يوجه ناخبيه للتصويت يمينا، بل ان 13% من الفرنسيين الذين لم يدلوا باصواتهم خلال الدور الاول ليس من المتوقع ان يحسموا جميعهم ترددهم، وحتي الذين قد يساهمون من بينهم في عملية الاختيار لن يكونوا بالضرورة من مؤيدي اليسار. اما اصوات اليمين المتطرف، فهي كالعادة اصوات مهداة لساركوزي. لكن، الن يصاحب الدور الثاني حدوث مفاجآت، وخاصة اذا ما كانت روايال قد تجاوزت باقل من الخسارة الصعوبات التي رافقت حملتها الانتخابية الاولي؟ ہ كاتب، باحث، ومؤطر، في مجال التربية علي حقوق الانسان والمواطنة من اطر اللجنة العربية لحقوق الانسان (باريس، فرنسا)[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية